عيون السودانيين ترنو إلى جدة مجددا أملا في وقف القتال


<p>لا يزال الأمل يراود السودانيين بإيقاف&nbsp;دائم للقتال (أ ف ب)</p>

بعد اشتباكات عنيفة اندلعت أمس السبت في أم درمان وبحري، المدينتين المجاورتين للخرطوم، بحسب ما نقلت “رويترز” عن شهود عيان، يتواصل القتال اليوم الأحد في العاصمة السودانية غداة عودة ممثلين عن الجيش السوداني إلى مدينة جدة (غرب السعودية) لاستئناف المفاوضات المتوقفة مع القوات شبه العسكرية، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، في حين رحبت قوى سياسية عدة بتصريحات نائب قائد الجيش شمس الدين كباشي التي قال فيها إن “القوات المسلحة منفتحة أمام أية مبادرة توقف الحرب وتحافظ على السيادة الوطنية للبلاد”.

وبينما يعود طرفا الصراع في السودان لطاولة المفاوضات في جدة بعد شهر ونصف من توقفها، تواصل الجهود الدولية عملها أملاً في أية تهدئة، كشف مصدر لقناة “العربية الحدث” عن لقاء عقد قبل يومين في العاصمة التشادية بين ثلاث قيادات من حركة العدل والمساواة السودانية، ووفد من “الدعم السريع”.

ووفق المعلومات فقد بحث اللقاء وضع خريطة سياسية تنهي الحرب الدائرة منذ أربعة أشهر، كما أشار المصدر إلى أن رؤية القادة الثلاثة تتقارب مع “الدعم السريع” لكنها مغايرة لرؤية رئيس الحركة جبريل إبراهيم المحايدة في الحرب، مضيفاً أن وفد الدعم السريع سيعقد لقاءات في عدد من العواصم الأوروبية للبحث عن مخرج سياسي للأزمة.

وتأتي هذه التطورات بينما أفادت مصادر في الحكومة السودانية بأن ممثلين عن الحكومة وصلوا إلى السعودية لاستئناف المحادثات مع قوات الدعم السريع، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

شروط البرهان

جاء هذا غداة بيان سعودي – أميركي تعهد فيه البلدان بالتزامهما المشترك بإنهاء الصراع في السودان، ويشار إلى أن السعودية والولايات المتحدة كانتا علقتا أوائل يونيو (حزيران) الماضي محادثات سابقة بين الجانبين السودانيين في جدة بعد انتهاكات عدة لوقف إطلاق النار، إلا أنه من غير المعروف حتى اليوم ما إذا كانت التطورات الأخيرة بين الطرفين ستترك أثراً سلبياً في المفاوضات وتمنع تثبيت هدنة جديدة في البلاد.

إلى ذلك بدأت في صورة منفصلة محاولة للتوسط أطلقتها مصر الخميس الماضي ورحب بها الجيش السوداني بعد أن فشلت سلسلة من اتفاقات وقف إطلاق النار السابقة في وضع حد للقتال الذي اندلع منتصف أبريل (نيسان) الماضي.

أما الآلية الرباعية (إيغاد) فكانت قررت قبل أيام أن تطلب من قمة القوة الاحتياطية لشرق أفريقيا الانعقاد من أجل النظر في إمكان نشر القوة لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السودان، في خطوة رفضها الجيش السوداني.

وأدى الصراع إلى نزوح ما يقارب 3 ملايين شخص، فرّ أكثر من 700 ألف منهم إلى البلدان المجاورة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جهتها جددت الأمم المتحدة الدعوة إلى جميع الأطراف لوقف الاقتتال ومعالجة جميع المسائل الخلافية من طريق الحوار، وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية ستيفان دوجاريك إن الأمم المتحدة تواصل مع شركائها تقديم المساعدة الإنسانية الحيوية للمتأثرين من الحرب، بما في ذلك الإمدادات الصحية والبذور للزراعة، على رغم استمرار انعدام الأمن والعوائق البيروقراطية.

وأسهم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية هذا الأسبوع في تيسير نقل 26 شاحنة إلى مواقع مختلفة في السودان، أوصلت 10 منها مساعدات إلى شمال وجنوب كردفان، فيما توجهت بقية الشاحنات إلى أماكن في شرق البلاد.

وحذر دوجاريك خلال المؤتمر الصحافي اليومي من أن الوصول إلى الرعاية الصحية لا يزال محدوداً بسبب القتال المستمر أو تضرر المرافق أو احتلالها والاعتداءات على الطاقم الطبي، فضلاً عن نقص الإمدادات.

وتحققت منظمة الصحة العالمية خلال الأشهر الثلاثة الماضية من نحو 50 هجوماً على الرعاية الصحية، وقال دوجاريك إن “عدم الحصول على الرعاية الصحية في أجزاء كثيرة من السودان يفاقم الخطر المتزايد بتفشي الأمراض، بخاصة مع بداية موسم الأمطار”، واصفاً المشهد الإنساني بأنه لا يزال قاتماً، ومشيراً إلى أن البرنامج قدم المساعدات الغذائية لما يقارب 500 ألف رجل وامرأة وطفل في وسط وشرق وشمال وجنوب دارفور، منذ بدء الأعمال العدائية، إلا أنه قال إن “منطقة غرب دارفور كانت من أكثر المناطق التي تعاني انعدام الأمن الغذائي في البلاد حتى قبل اندلاع الصراع الحالي، ومع ذلك تواصل وكالاتنا جهودها للوصول إلى من هم في أمس الحاجة إليها”.

وأكد البرنامج دعمه أكثر من 1.4 مليون شخص في جميع أنحاء السودان بالمساعدات الغذائية على رغم استمرار القتال وتحديات الوصول إلى 14 من ولايات البلاد الـ 18، بما في ذلك بعض المناطق التي يصعب الوصول إليها في دارفور.

الـ “فاو” توزع البذور

وأطلقت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) حملتها الطارئة لتوزيع البذور للوصول إلى المزارعين في المناطق الرئيسة، مما يضمن حصولهم على الموارد اللازمة لتلبية حاجات الإنتاج الغذائي، وذلك استجابة للحاجة الملحة إلى استمرار موسم إنتاج المحاصيل الرئيسة في البلاد.

ورداً على أسئلة الصحافيين قال دوجاريك إن هناك عدداً من المبادرات لإنهاء الصراع في السودان، مشدداً على أن الأمم المتحدة تدعم أية مبادرة تحاول وضع حد لمعاناة الشعب السوداني”.

subtitle:
مصادر كشفت عن لقاء عقد في العاصمة التشادية بين 3 قيادات من حركة العدل والمساواة ووفد من "الدعم السريع"
publication date:
الأحد, يوليو 16, 2023 – 17:00

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com

Recent Posts

تزامنا مع العاصفة الرملية المرتقبة..الدفاع المدني يوجّه تحذيراً وتنبيهاً هاماً مع تعليمات لتفادي المخاطر

حذرت المديرية العامة للدفاع المدني المواطنين من مغبة إشعال النيران في المناطق الحرجية أو المحاذية…

6 أيام ago

من هو المستهدف في غارة بعورتا صباح اليوم؟ (صورة)

استشهد صباح اليوم الشيخ حسين عزات عطوي، من بلدة الهبارية – قضاء حاصبيا مرجعيون، في…

6 أيام ago

الجيش يودّع شهداء الواجب الثلاثة بمراسم مهيبة في مستشفى الشيخ راغب حرب

اقيمت قبل ظهر اليوم، مراسم تكريمية ووداعية في باحة مستشفى الشيخ راغب حرب في تول…

أسبوع واحد ago

تقرير يكشف أسرار الحرب: كيف استخدمت إسرائيل أمنها واستخباراتها ضد حزب الله؟

نشر موقع “الخنادق” المعنيّ بالدراسات الإستراتيجية والأمنية تقريراً جديداً تحدّث فيه عن الجوانب الأمنية والاستخباراتية…

أسبوعين ago

فئة الـ 500 ألف ليرة قريبا في الأسواق

عاد الحديث مُجددا عن إمكانية طباعة أوراق نقدية من فئات جديدة بالليرة اللبنانية وذلك بعد…

3 أسابيع ago

مجزرة المسعفين برفح.. الناجي الوحيد يروي ما شاهده من جريمة الاحتلال

أكد مسعف فلسطيني كان موجودًا في واقعة استشهد فيها 15 من زملائه في جنوب غزة…

3 أسابيع ago