فريق أممي يصل "زابوريجيا" وماكرون يدعو للحوار مع روسيا


<p>أعضاء بعثة التفتيش التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية ينتظرون المغادرة باتجاه محطة ة زابوريجيا في 1 سبتمبر 2022 (أ ف ب)&nbsp;</p>

وصل فريق من خبراء الأمم المتحدة إلى مجمع محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية، اليوم الخميس الأول من سبتمبر (أيلول)، لتقييم مخاطر حدوث كارثة إشعاعية بعد تأخر لساعات عدة بسبب قصف بالقرب من الموقع.

وتبادلت روسيا وأوكرانيا في وقت سابق الاتهام بمحاولة إفساد مهمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المحطة، الواقعة في جنوب وسط أوكرانيا، وهي محطة تسيطر عليها القوات الروسية، لكن يديرها أوكرانيون.

وتتدهور الأوضاع في المحطة النووية، الأكبر في أوروبا منذ أسابيع، إذ تبادلت موسكو وكييف اللوم من حين لآخر في قصف المنطقة المجاورة لها، مما أشعل مخاوف من كارثة إشعاعية على غرار تشرنوبيل.

وشاهد مراسل لـ”رويترز” فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية لدى وصوله في قافلة كبيرة، وسط وجود مكثف للقوات الروسية على مقربة من المكان، وقال مصدر أوكراني مطلع على الوضع إن المهمة “قد تكون أقصر مما كان مخططاً له”.

إغلاق مفاعل

وقالت شركة الطاقة النووية الحكومية الأوكرانية “إنرغوأتوم” إن القصف الروسي أدى إلى إغلاق واحد من مفاعلين فقط يعملان في الموقع، بينما قالت موسكو إنها أحبطت محاولة أوكرانية للاستيلاء على المحطة.

وقال مراسل لـ”رويترز” في بلدة إنرهودار القريبة التي تسيطر عليها روسيا، إن قصفاً استهدف مبنى سكنياً، مما أجبر الناس على الاحتماء في أحد الأقبية، ولم يتسن تحديد من الذي قصف المبنى

وقال حاكم منطقة زابوريجيا الذي نصبته روسيا يفجيني باليتسكي، إن ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب خمسة فيما قال إنه قصف أوكراني لإنرهودار دمر أيضاً ثلاثة من رياض الأطفال ودار الثقافة، وأضاف أن الكهرباء قطعت عن البلدة في الصباح.

 

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن موسكو تبذل قصارى جهدها لضمان تشغيل المحطة بأمان، ولكي يتمكن مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إتمام مهماتهم.

وقال رئيس الوكالة رافائيل جروسي للصحافيين في وقت مبكر اليوم الخميس من مدينة زابوريجيا، التي تبعد 55 كيلومتراً عن المحطة إنه على علم بوجود “نشاط عسكري متزايد في المنطقة”، إلا أنه سيمضي قدماً في خطته لزيارة المنشأة ولقاء موظفيها.

وكان مفتشو الوكالة الذين ارتدوا السترات الواقية من الرصاص ويتنقلون على متن سيارات لاند كروزر بيضاء مدرعة تحمل علامات الأمم المتحدة على جوانبها، قد تم توقيفهم عند أول نقطة تفتيش خارج المدينة عقب تقارير القصف.

استفزاز

اتهمت روسيا القوات الأوكرانية بمحاولة الاستيلاء على المحطة النووية، وكذلك بقصف نقطة التقاء وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمحطة نفسها.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن ما يصل إلى 60 جندياً أوكرانياً عبروا نهر دنيبرو، الذي يفصل الأراضي الخاضعة لسيطرة كل جانب، في الساعة 6:00 صباحاً بالتوقيت المحلي (0300 بتوقيت جرينتش)، فيما قالت إنه “استفزاز” يهدف إلى عرقلة زيارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأضافت الوزارة أنه تم “اتخاذ تدابير” للقضاء على القوات المعادية تتضمن استخدام الطيران العسكري.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال المسؤول المحلي الروسي فلاديمير روجوف، في وقت لاحق، إن “حوالي 40” من هؤلاء الجنود الأوكرانيين قتلوا، وأضاف أن القوات الروسية أسرت ثلاثة جنود أوكرانيين خلال الهجوم على المحطة.

ورحب المسؤولون الأوكرانيون بزيارة فريق الوكالة وعبروا عن أملهم في أن تؤدي إلى نزع السلاح عند المحطة، ويقولون إن روسيا تستخدم المحطة درعاً لقصف البلدات، إذ إنها تعلم أنه سيكون من الصعب على قوات كييف الرد على القصف.

كما اتهموا القوات الروسية باستهداف المحطة، وهو ما نفاه المسؤولون الروس.

وقال صحافيون من “رويترز” تابعوا القافلة قبل أن يتلقوا أوامر بالعودة بسبب خطورة الوضع، إنهم شاهدوا ومضات انفجارات في السماء أثناء وجودهم في مدينة زابوريجيا الليلة الماضية.

اللعب بالنار

من جانبه، قال المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر روبير مارديني للصحافيين في كييف “حان الوقت لوقف اللعب بالنار واتخاذ بدلًا من ذلك، تدابير ملموسة لحماية هذا الموقع ومواقع مماثلة أخرى من كافة العمليات العسكرية”. وحذّر من أن “أدنى خطأ قد يسبب خراباً سنندم عليه لعقود”.

وميدانياً، يواصل الجيش الأوكراني هجومه المضاد في جنوب البلاد، خصوصاً حول خيرسون، إحدى المدن الأوكرانية الكبرى، التي سيطرت عليها روسيا.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، أن قواتها صدت في الأيام الأخيرة الهجمات الأوكرانية وكبدت العدو خسائر فادحة.

وأعلنت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، في تقرير نُشر الخميس، أن القوات الروسية تنقل بشكل قسري مدنيين أوكرانيين، بينهم أشخاص فارون من المعارك، نحو مناطق خاضعة لسيطرتها، منذ بدء الحرب.

ماكرون يدعو إلى مواصلة الحوار

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس، إلى مواصلة الحوار مع روسيا، مؤكداً أنه “يجب أن نفترض أنه يمكننا دائماً مواصلة التحدث مع الجميع” خصوصاً “الذين لا نتفق معهم”.

وتساءل ماكرون، أمام سفراء فرنسا المجتمعين في قصر الإليزيه، “من يريد أن تكون تركيا القوة الوحيدة في العالم التي تواصل الحديث مع روسيا؟”.

وأضاف “لا ينبغي الاستسلام لأي شكل من أشكال المعنويات الخاطئة التي قد تجعلنا عاجزين”، مشدداً على أن “مهنة الدبلوماسي هي التحدث مع الجميع، وخصوصاً الناس الذين لا نتفق معهم”.

وأشار إلى أنه “سنواصل فعل ذلك بالتنسيق مع حلفائنا”، مذكراً بأن “انقسام أوروبا” هو “أحد أهداف حرب روسيا”.

الرئيس الفرنسي هو أحد القادة الأوروبيين القلائل الذين تحدثوا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد الاجتياح العسكري الروسي لأوكرانيا في الـ24 من فبراير (شباط)، في استراتيجية تعرضت لانتقادات.

ولطالما أكد الإليزيه أنه يتصرف بموافقة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وتراجعت وتيرة التواصل مع بوتين بعد اكتشاف جرائم حرب في أوكرانيا نسبت إلى روسيا، ولاسيما في بوتشا في ضاحية كييف.

يعود آخر اتصال هاتفي بين الرئيس الفرنسي ونظيره الروسي إلى الـ19 من أغسطس (آب)، تطرقا خلاله إلى الوضع في محطة زابوريجيا النووية وتنظيم زيارة لفريق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المنشأة.

من جانبه، لعب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دور الوسيط بين موسكو وكييف في بداية الحرب. وتم التوصل إلى اتفاق بين موسكو وكييف، في يوليو (تموز) في إسطنبول برعاية أنقرة والأمم المتحدة، على تصدير الحبوب الأوكرانية انطلاقاً من الموانئ المطلة على البحر الأسود.

حرب الغاز

في حرب أخرى موازية، أي حرب الغاز، أعلنت شركة غازبروم الروسية العملاقة الأربعاء أنها أوقفت “بالكامل” شحناتها إلى أوروبا عبر خط أنابيب الغاز “نورد ستريم” بسبب أعمال الصيانة المتوقّع أن تستمر ثلاثة أيام.

وفي وقت تعمل الدول الأوروبية، خصوصاً ألمانيا وفرنسا، على خفض اعتمادها على الغاز الروسي، أعلنت المجر، الأربعاء، اتفاقاً مع غازبروم لتلقّي شحنات إضافية.

دبلوماسيًا، اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الأربعاء على تعليق اتفاق جرى التوصل إليه في العام 2007 مع روسيا لتسهيل إصدار تأشيرات الإقامة القصيرة بشكل متبادل.

وردّ الكرملين الخميس معتبرًا أنه “قرار سخيف يندرج ضمن سلسلة سخافات”.

ممر الحبوب

أكدت قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية في أوكرانيا، الخميس، أن ممر تصدير الحبوب عبر البحر الأسود يعمل بشكل اعتيادي، على الرغم من الهجوم المضاد الذي أطلقته كييف جنوب البلاد.

ورداً على سؤال عما إذا كان الممر قد تضرر جراء تزايد حدة القتال، أوضحت المتحدثة باسم القيادة الجنوبية ناتاليا هومينيوك أن الأمور تمضي بصورة طبيعية.

وأشارت هومينيوك، عبر رابط فيديو، إلى أن “عمل ممرات الحبوب يسير وفق الخطة المتفق عليها سابقاً”.

subtitle:
بعثة "الطاقة الذرية" تتأخر ساعات عدة بسبب قصف قرب المحطة والطرفان يتبادلان الاتهام بمحاولة إفساد المهمة
publication date:
الخميس, سبتمبر 1, 2022 – 18:00

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com

AymanSerhan

Recent Posts

تزامنا مع العاصفة الرملية المرتقبة..الدفاع المدني يوجّه تحذيراً وتنبيهاً هاماً مع تعليمات لتفادي المخاطر

حذرت المديرية العامة للدفاع المدني المواطنين من مغبة إشعال النيران في المناطق الحرجية أو المحاذية…

يومين ago

من هو المستهدف في غارة بعورتا صباح اليوم؟ (صورة)

استشهد صباح اليوم الشيخ حسين عزات عطوي، من بلدة الهبارية – قضاء حاصبيا مرجعيون، في…

يومين ago

الجيش يودّع شهداء الواجب الثلاثة بمراسم مهيبة في مستشفى الشيخ راغب حرب

اقيمت قبل ظهر اليوم، مراسم تكريمية ووداعية في باحة مستشفى الشيخ راغب حرب في تول…

3 أيام ago

تقرير يكشف أسرار الحرب: كيف استخدمت إسرائيل أمنها واستخباراتها ضد حزب الله؟

نشر موقع “الخنادق” المعنيّ بالدراسات الإستراتيجية والأمنية تقريراً جديداً تحدّث فيه عن الجوانب الأمنية والاستخباراتية…

أسبوع واحد ago

فئة الـ 500 ألف ليرة قريبا في الأسواق

عاد الحديث مُجددا عن إمكانية طباعة أوراق نقدية من فئات جديدة بالليرة اللبنانية وذلك بعد…

أسبوعين ago

مجزرة المسعفين برفح.. الناجي الوحيد يروي ما شاهده من جريمة الاحتلال

أكد مسعف فلسطيني كان موجودًا في واقعة استشهد فيها 15 من زملائه في جنوب غزة…

3 أسابيع ago