فريق كرة قدم إسرائيلي يصبح رمزاً غير متوقع للتعايش


<p>فريق "مكابي حيفا" في مواجهة يوفنتوس (رويترز)</p>
تحت هذا العنوان، نشرت “هآرتس” تقريراً عن فريق “مكابي حيفا” لكرة القدم المعروف بارتداء لاعبيه قمصاناً خضراء لفتت فيه إلى أنه استقدم لاعبين من 10 بلدان يمثلون عقائد مختلفة في حين أن مدربهم يتحدر من وسط الإثيوبيين في إسرائيل. ويعد اللاعبون لمباريات دوري أبطال أوروبا لكنهم اجتذبوا بالفعل إعجاب كثر.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية: “في بلاد تشوبها التوترات والنزاع، يصبح فريق “مكابي حيفا” لكرة القدم رمزاً غير متوقع للتعايش في إسرائيل. ذلك أن “الفريق الأخضر” ليس فقط الفريق المحلي الأكثر شعبية، بل يرتبط أيضاً بالمجتمع المحلي العربي. ففي كل مناسبة محلية، يجتذب إلى ملعب سامي عوفر في حيفا أكثر من 30 ألف مشجع يهود ومسيحيون ومسلمون ودروز وشركس على حد سواء”.
وعددت المطبوعة الناطقة بالإنجليزية على موقعها الإلكتروني أسماء نجوم عرب في كرة القدم لعبوا مع الفريق، ومنهم طالب طواطحة، وبيرم كيال، ووليد بدير. واليوم يلعب مع الفريق نجمان من عرب إسرائيل هما ضياء سبع ومحمود جابر، في حين يُعَد اللاعب الشاب، عنان خلايلة، نجماً صاعداً.
ونقلت عن عالم الاجتماع الإسرائيلي، عوز ألموغ، قوله عام 2022 لصحيفة “كولبو” الحيفاوية إن شعبية الفريق بين عرب إسرائيل تعود إلى كونه يمثل حيفا، عاصمة الشمال، حيث تنتشر بلدات وقرى عربية كثيرة، مضيفاً أن الرياضة تمثل في كل مكان في العالم وسيلة لتسلق السلّم الاجتماعي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأقر ألموغ بأن العرب واليهود “يلقون معاملة مختلفة في مختلف أنحاء إسرائيل” لكن هذه الاختلافات تضمحل في مدرجات الملاعب.
وقال: “في الملعب، يستطيع الشباب العرب رفع أعلام، وإنشاد أناشيد الفرق، والإشادة باللاعبين النجوم. كذلك يسرهم أن يروا مشجعين يهوداً يصفقون لنجم عربي. يكون هذا الوئام الإسرائيلي في أوجه فهو مكان [مثل بوتقة] يجمع ويتجاوز كل الأحكام المسبقة”.
ووفق الصحيفة اليسارية، يأتي لاعبو “مكابي حيفا” هذا الموسم من أربع عقائد، اليهودية والمسيحية والإسلام والدرزية، ومن 10 بلدان، أنغولا وكرواتيا وفرنسا وألمانيا وهايتي والنيجر والسنغال وسورينام والسويد، إضافة إلى إسرائيل. “هم يتحدثون لغات مختلفة ويأتون من خلفيات ثقافية مختلفة جداً، لكن الرغبة في النجاح توحدهم”.
ولفتت “هآرتس” إلى أن مدرب الفريق، ميساي ديغو، العضو في المجتمع المحلي الإثيوبي في الدولة العبرية، يبلغ من العمر 37 سنة وكان لاعب كرة قدم هو نفسه، وهو أول مدرب أسود للفريق، “في وقت يحتج فيه الإثيوبيون الإسرائيليون من أفعال الحكومة وتلكؤها، ولا يزالون كمجتمع محلي يعانون من تمييز واسع النطاق في المجتمع الإسرائيلي”. ويتحضر الفريق ليكون أول فريق كرة قدم إسرائيلي يتأهل لعامين متتاليين لمباريات دوري أبطال أوروبا، وهي من بين المباريات العالمية الأكثر دراً للمال في مجال كرة القدم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الفريق تعادل الأربعاء الماضي بأهداف نظيفة في مباراة ذهاب في ملعب سامي عوفر مع فريق “الشباب” السويسري، ويتواجه الفريقان في برن الثلثاء في مباراة إياب. وإذا فاز “الفريق الأخضر” سيبقى في مجموعته ويخوض مباريات دوري أبطال أوروبا، لكنه إذا خسر، سينتقل إلى مباريات دوري أوروبا الأقل شأناً بقليل. وتحقق المشاركة في دوري الأبطال 17 مليون دولار لكل فريق متأهل، إضافة إلى ثلاثة ملايين دولار لكل فوز، ومليون دولار لكل تعادل. وتجمع الجهة المنظمة، الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، المال من مصادر أهمها عوائد اشتراكات المشاهدين عبر شاشات التلفزيون والمقدرة هذا العام بحوالى 325 مليون دولار.
وبحسب “هآرتس”، تأهل “الفريق الأخضر” لدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى عام 2002، وكان أول فريق إسرائيلي يحقق ذلك، واضطر وقتذاك إلى إقامة المباريات المفترض به استضافتها في قبرص بسبب مخاوف أمنية نجمت عن الانتفاضة الفلسطينية الثانية. “وفي حين لن توفر كرة القدم حلولاً للمسائل اليومية التي تعاني منها الأقليات في إسرائيل، سيظل “مكابي حيفا” منارة للتعايش بين الإسرائيليين على اختلاف مشاربهم الدينية والاجتماعية، حتى لو لم تشتعل تلك الشعلة سوى خلال 90 دقيقة في الأسبوع [زمن المباراة]”.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com