janoub 24

في حدث نادر استضافت مقدمة شبكة “طلوع نيوز” التلفزيونية الأفغانية يوم الأربعاء صونيا نيازي حلقة نقاشية بحضور نسائي بالكامل مدتها 50 دقيقة تقريباً احتفاءً بيوم المرأة العالمي.

وتحدثت النسوة، وكن يضعن كمامات، عن مكانة المرأة في الإسلام، ومشكلات ومطالب المرأة الأفغانية في الظروف الحالية. وهذه هي المرة الأولى التي تجرى فيها مثل هذه المناقشة المتلفزة في البلاد بعد سيطرة طالبان المتشددة على السلطة.

وأجبرت معظم النساء على الخروج من سوق العمل في أفغانستان في العام الماضي وحرمن من التعليم بعد أن نكثت طالبان بوعدها بأن يكون حكمها أكثر اعتدالاً من المرة السابقة.
 

ومنعت السلطات النساء من احتلال مراتب ذات مسؤولية في العمل، مما دفع عديداً من الصحافيات إلى ترك وظائفهن أو العمل بشكل غير علني كما حرمت الإناث من التعليم.

وفي اليوم التالي ليوم المرأة العالمي، قالت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان إن البلاد “هي الأكثر قمعاً في العالم في ما يتعلق بحقوق المرأة“.

وقالت الصحافية أسماء خوغياني، إحدى الحاضرات في اللقاء التلفزيوني “للمرأة حقوق من وجهة نظر إسلامية، ومن حقها أن تكون قادرة على العمل وأن تتعلم”.

وقالت زميلتها في اللجنة والأستاذة الجامعية السابقة ذاكرة نبيل “ستواصل النساء إيجاد طرق للتعلم والعمل”، مضيفة “سواء أردتم ذلك أم لا، المرأة موجودة في هذا المجتمع… إن لم يكن من الممكن الحصول على التعليم في المدرسة، فستتلقى العلم في المنزل”.

واستضافت صونيا نيازي وهي مقدمة أخبار في قناة طلوع جلسة نقاش متلفزة يوم الأربعاء، والتي ناقشت مشكلات ومطالب النساء الأفغانيات في ظل الظروف الحالية.

ولقيت المناقشة تفاعلاً إيجابياً على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ أشاد كثيرون بشبكة طلوع لبثها الحلقة.

وفي مايو (أيار) العام الماضي، أمرت وزارة طالبان للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جميع النساء بالظهور بنقاب في الأماكن العامة إضافة إلى البرقع الكامل، تحت طائلة معاقبة المخالفات. وشمل القرار مقدمي البرامج التلفزيونية وأدى في البداية إلى بعض الاحتجاجات.

وجادلت مذيعات الأخبار المتضررات بأنه سيكون من الصعب عليهن إبقاء وجوههن مغطاة والتحدث بهذه الطريقة لساعات. ورداً على ذلك، هددت طالبان بمعاقبة مديري وأولياء أمور مذيعات الأخبار.

ووجهت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، رئيسة البعثة السياسية للأمم المتحدة في أفغانستان روزا أوتونباييفا انتقادات لاذعة للإدارة الحالية في أفغانستان. وأشارت إلى أن “أفغانستان تحت حكم طالبان لا تزال الدولة الأكثر قمعاً في العالم في ما يتعلق بحقوق المرأة”.

وأضافت أيضاً في تصريحات منفصلة أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك، أن “طالبان تدعي أنها وحدت البلاد، لكنها قسمتها بشدة بحسب الجنس”.

وقامت طالبان في الأشهر الـ18 الماضية بمنع معظم الفتيات والنساء من ارتياد المدارس الثانوية والكليات والجامعات وأجبرتهن على البقاء في منازلهن، كما منعت النساء العاملات في قطاع المنظمات غير الحكومية من العمل تحت حكم طالبان، مما تسبب في اضطرابات اقتصادية واجتماعية في البلاد.

وكشف مسح لمنظمة “مراسلون بلا حدود” العام الماضي أن أكثر من 75 في المئة من الصحافيات فقدن وظائفهن منذ استيلاء طالبان على السلطة بعد سقوط كابول في 2021.

ومن جانبها، طلبت الأمم المتحدة من طالبان رفع الحظر المفروض على الفتيات والنساء في الدراسة والعمل.

وبعد رد فعل دولي عنيف على تحرك طالبان لمنع النساء من الدراسة والعمل، قالت الحركة إنها تحترم حقوق المرأة وادعت أن السلطات تشكل لجاناً للنظر في القضايا المطروحة للعمل على إعادة فتح المدارس.