قوة بوتين النووية إلى التطوير وبايدن: أوكرانيا لن تكون لوحدها أبداً


<p>قال زيلينسكي إن التوصل إلى سلام عادل ينهي الحرب لا يعني المساومة على وحدة الأراضي الأوكرانية (أ ف ب)</p>
قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أمس الأربعاء، في مؤتمر صحافي مع نظيره الأميركي جو بايدن، في البيت الأبيض، إن التوصل إلى “سلام عادل” مع روسيا يعني عدم وجود تنازلات فيما يتعلق بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، لكنه تساءل عما إذا كان هذا السلام ممكناً لمن فقدوا أبناءهم.
ورداً على سؤاله عما يعتبره طريقة عادلة لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف، وأدى إلى نزوح الملايين، ودمر مدناً وبلدات، قال الرئيس الأوكراني، “لا أعرف ما السلام العادل؟ إنه وصف فلسفي جداً”.
لا للمساومة
وقال زيلينسكي إن التوصل إلى “سلام عادل” ينهي الحرب لا يعني بأي شكل من الأشكال المساومة على وحدة أراضينا، وتابع “بالنسبة لي، بصفتي رئيساً، فإن سلاماً عادلاً لا ينطوي على أي مساومة على سيادة بلادي وحريتها وسلامة أراضيها، ويعني كذلك التعويض عن كل الأضرار التي سبّبها العدوان الروسي”.
وقال بايدن إن الولايات المتحدة “لديها نفس الرؤية المتمثلة في أوكرانيا حرة ومستقلة ومزدهرة وآمنة”. مضيفاً أنه وزيلينسكي يريدان إنهاء الصراع، وأنه يمكن أن يتوقف “اليوم إذا كان لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي كرامة على الإطلاق”، وسحب قواته من أوكرانيا. “لكن هذا لن يحدث”.
وأشار الرئيس الأميركي إلى أن نظيره الروسي ليس لديه نية لوقف “هذه الحرب الوحشية” ضد أوكرانيا، واصفاً ما يفعله بوتين بأنه “مروع” إذ يستهدف دور الأيتام والمدارس هناك. وتابع مخاطباً زيلينسكي “إنك منفتح على السعي لتحقيق سلام عادل، لكن بوتين ليست لديه نية لوقف هذه الحرب الوحشية”.
ورداً على تلك الدعوات، قال الكرملين، أمس الأربعاء، إنه لا يرى أي فرصة لإجراء محادثات سلام مع كييف، وإنه سيواصل ما يسمّيها بوتين “عملية عسكرية خاصة” للقضاء على القوميين في أوكرانيا وحماية المجتمعات الناطقة بالروسية.
وشدد زيلينسكي، في خطاب ألقاه أمام الكونغرس الأميركي، أن “أوكرانيا لن تستسلم أبداً” للقوات الروسية، مؤكداً أن قواته “صامدة في مواقعها”.
وقال بايدن إن الولايات المتحدة وحلفاءها وآخرين سيواصلون تسليح أوكرانيا، بالتالي عندما يصبح زيلينسكي مستعداً “للتحدث مع الروس، فسيكون بوسعه أيضاً النجاح، لأنه سيكون قد انتصر في ساحة المعركة”.
“استثمار” في الأمن العالمي
ولفت زيلينسكي إلى أن المساعدة التي تقدمها الولايات المتّحدة لبلاده “ليست صدقة”، بل هي “استثمار” في الأمن العالمي. وقال مخاطباً أعضاء الكونغرس بمجلسيه “أودّ أن أشكركم، على المساعدة المالية التي قدمتموها لنا والتي قد تقررون” تقديمها لاحقاً، مؤكداً أن “أموالكم ليست صدقة، إنها استثمار في الأمن العالمي والديمقراطية، ونحن نديرها بأكثر الطرق مسؤولية”.
وأعرب الرئيس الأميركي عن ثقته بأن التحالف الغربي سيظل موحداً وراء أوكرانيا. وقال “لست قلقاً بتاتاً بشأن صلابة الحلف”، وأضاف “أشعر بالرضا حيال التضامن والدعم لأوكرانيا”.
وأبلغ بايدن نظيره الأوكراني أن كييف “لن تكون أبداً لوحدها”، وقال “إن قتال أوكرانيا جزء من شيء أكبر بكثير”. متعهداً أن تستمر الولايات المتحدة في تقديم الدعم لأوكرانيا ضد “العدوان الروسي طالما تطلّب الأمر ذلك”.
من جهته، قال الرئيس الأوكراني إن الوعد الأميركي بتقديم منظومة باتريوت للدفاع الصاروخي أرض-جو لكييف “خطوة مهمة” في إنشاء درع جوية فاعلة. مؤكداً أنها الطريقة الوحيدة التي يمكننا بها “حرمان الدولة الإرهابية من أداتها الرئيسة للإرهاب، من إمكانية ضرب مدننا، وطاقتنا”.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد قال إن “رزمة المساعدة تشمل للمرة الأولى منظومة باتريوت للدفاع الجوي القادرة على إسقاط صواريخ عابرة للقارات وصواريخ باليستية قصيرة المدى وطائرات تحلق على علو يتجاوز في شكل واضح قدرة المنظومات الدفاعية التي جرى تسليمها إلى الآن”.
تطوير الجيش الروسي
في المقابل، وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمواصلة تطوير قدرات جيشه وقوته النووية، متنصلاً من اي مسؤولية له عن “المأساة المشتركة” في أوكرانيا. وفي مداخلة ألقاها خلال اجتماع موسع مع الضباط الكبار، أعلن أن صواريخ فرط صوتية جديدة عابرة للقارات طراز “زيركون” ستدخل الخدمة “بداية يناير (كانون الثاني)، مؤكداً عزمه على زيادة عديد الجيش الروسي إلى 1,5 مليون جندي.
واعتبر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أنه في أوكرانيا “يواجه العسكريون الروس قوات الغرب المتضافرة”، كاشفاً أن موسكو تعتزم إقامة قواعد دعم لأسطولها في ماريوبول وبيرديانسك، وهما مدينتان محتلتان في جنوب أوكرانيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال الكرملين إن شحنات أسلحة أميركية جديدة إلى أوكرانيا لن تؤدي سوى إلى “تفاقم” النزاع مع روسيا، ولفت المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إلى أن “كل هذا يؤدي بالتأكيد إلى تفاقم النزاع ولا يبشر بالخير لأوكرانيا” في إشارة إلى شحنات أسلحة جديدة إلى كييف.
ميدانياً، ذكرت وكالات أنباء روسية أن نائباً سابقاً لرئيس الوزراء الروسي ومسؤولاً موالياً لموسكو أصيبا عندما قصفت القوات الأوكرانية مدينة دونيتسك، الأربعاء. وأحد المصابين هو دمتري روغوزين، الذي تولى في السابق منصب نائب رئيس الوزراء الروسي ويقدم المشورة العسكرية لمنطقتين محتلتين في أوكرانيا تقول موسكو إنهما تابعتان لها، لكن إصابته لا تهدد حياته، وذلك حسبما قال أحد مساعديه لوكالة “تاس” للأنباء.
كما أصيب فيتالي خوتسينكو، رئيس حكومة جمهورية دونيتسك الشعبية التي نصبت نفسها بنفسها، وفقاً لما قاله سكرتيره الصحافي لوكالات أنباء روسية.
وقال مساعدون للوكالات الروسية إن الرجلين أصيبا عندما تعرض فندق في ضواحي دونيتسك لنيران أسلحة عالية الدقة. وأشار عضو بالبرلمان الروسي كان في الفندق أيضاً إلى أن المهاجمين تصرفوا بناء على معلومة تم تسريبها إليهم. وكان روغوزين رئيساً لوكالة الفضاء الروسية لكنه استُبدل في يوليو (تموز).
وتحدثت هيئة الأركان العامة الأوكرانية عن هجمات وقصف روسي في الشرق والشمال الشرقي. وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن “العدو يواصل تركيز جهوده على تنفيذ عمليات هجومية في اتجاهات باخموت (المدينة التي يحاول الروس الاستيلاء عليها منذ الصيف) وأفدييفكا”، في الشرق.
من جهته، قال الجيش الروسي إنه استولى على “مرتفعات جديدة وخطوط أساسية” بالقرب من دونيتسك معقل الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا.
وبعد سلسلة من الانتكاسات العسكرية الروسية في شمال شرق وجنوب أوكرانيا، يتركز الجزء الأكبر من القتال حالياً في الشرق. وتشن روسيا قصفاً مكثفاً للبنية التحتية الأوكرانية منذ أكتوبر (تشرين الأول)، ما تسبب في انقطاع الكهرباء والمياه.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com