janoub 24

لم تتوقف الرسائل الديبلوماسية الغربية المحذّرة من أي انجرار إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي دخلت منعطفاً جديداً مع انطلاق المرحلة الثالثة من العمليات البرية والتي تتزامن مع تدمير ممنهج لجغرافيا القطاع من دون تمييز بين المناطق المأهولة والمناطق المفتوحة.

وفي الوقت الذي تبدو فيه الأولوية لدى غالبية القوى السياسية، مركزة على تجنيب لبنان الحرب المدمرة، مقابل الترقب المشوب بالحذر لما ستكون عليه الصورة بعد يوم الجمعة المقبل، فإن أوساطاً ديبلوماسية، لم تتوقع حصول أي تغيير في المعطيات السياسية وحتى المعادلات القائمة على طول جبهة الجنوب والتي تحولت أخيراً إلى خطوط تماس، تشتعل وفق إيقاع العمليات العسكرية في غزة.

وفي سياق التحذيرات الغربية المتتالية، تكشف الأوساط الديبلوماسية لـ”ليبانون ديبايت”، عن أن الوضع الأمني على الجبهة الجنوبية، لم يخرج عن السيطرة رغم التصعيد في الأيام القليلة الماضية، من دون أن تُسقط من حساباتها، المناخ الذي سيسود بعد المحطة المتمثلة يوم الجمعة المقبل، مشيرةً إلى تأثير ما سيحمله مضمون خطاب الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله، لجهة إعلان الموقف من الحرب، وإن كان هذا الخطاب سيكون تصعيدياً من حيث النبرة، إلاّ أنه لن يحمل أي إشارات حاسمة على صعيد المشاركة في الحرب.

وتؤكد الأوساط أن التهديدات الإسرائيلية للبنان، لم تتراجع وتتكرر بشكلٍ يومي، وكذلك وتيرة الزيارات لموفدين ومسؤولين غربيين، والذين لا يضعون استقرار لبنان في أولوياتهم بل استقرار الجبهة مع إسرائيل، بدلالة عدم تناول أيٍ من الموفدين الملفات والعناوين اللبنانية الداخلية وفي مقدمها الإستحقاق الرئاسي أو الإنهيار المالي.

لكن بقاء الموقف الضبابي للحزب إزاء قراره من مجريات العملية البرية الإسرائيلية في غزة، هو ما ترجّحه الأوساط نفسها، والتي لا تتوقع أن تحمل إطلالة يوم الجمعة للسيد نصرالله، كلمة السر التي ينتظرها الجميع في الداخل كما في الخارج، بمعنى أن احتمالات المواجهة لم تُسحب نهائياً من التداول، وتعزّزها وتيرة العمليات العسكرية من جهة وارتفاع عدد النازحين من الجنوب باتجاه مناطق أكثر أماناً من القرى الجنوبية من جهةٍ أخرى.