لماذا لا تتوقف الحروب في العالم؟


<p>دبابات إسرائيلية في منطقة على طول الحدود مع قطاع غزة&nbsp; (أ ف ب)</p>

هذا سؤال يشغل البال والأفكار لكثير منا، بخاصة في ظل النزاعات والصراعات المستمرة التي تعصف بأجزاء مختلفة من العالم، إذ يبدو الأمر وكأنه لا نهاية للحروب وكأن السلام بعيد المنال، وفي حين أن الأسباب وراء استمرار الحروب متنوعة ومعقدة فإن هناك عوامل عدة تلعب دوراً مهماً في إبقاء دورة العنف مستمرة.

أسباب ثقافية وسياسية

أولاً تكمن أسباب الحروب في العوامل التاريخية والثقافية والسياسية التي تتراكم عبر الزمن، فالصراعات القديمة بين الشعوب والثقافات والانتقامات القديمة والأطماع السياسية كلها تلعب دوراً في إشعال فتيل الحروب وتأجيجها، وعلى سبيل المثال يمكننا النظر إلى الصراع الدائر في الشرق الأوسط، حيث تتشابك الأمور التاريخية والدينية والسياسية لتصنع صورة معقدة للصراعات المستمرة.

الفقر والظلم

ثانياً يلقي الفقر والظلم دوراً كبيراً في استمرار الحروب، ففي البلدان التي يعيش فيها الناس تحت خط الفقر وتفتقر إلى فرص العيش الكريم يصبح الانضمام إلى جماعات مسلحة أحياناً الخيار الوحيد لضمان البقاء، وبالتالي يُستغل الفقراء والضعفاء لتنفيذ أجندات سياسية أو دينية، مما يعزز دورة العنف والصراعات المستمرة.

ثالثاً لا يمكن تجاهل الدور الاقتصادي في استمرار الحروب، فالحروب وعلى رغم مأساتها قد تكون مربحة لبعض الأطراف، سواء كان ذلك من خلال تجارة الأسلحة أو استغلال الموارد الطبيعية في المناطق المتنازع عليها، مما يشجع على استمرار الصراعات بدلاً من التوصل إلى حلول سلمية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

المصالح الدولية

رابعاً يلعب الانقسام العالمي وتداخل المصالح الدولية دوراً كبيراً في استمرار الحروب، فالتحالفات الدولية والتدخلات الخارجية تزيدان تعقيدات الصراعات وتطيلان مدتها، إذ يمكن أن تكون هذه التدخلات محاولة لتحقيق مصالح سياسية أو اقتصادية للدول المتدخلة من دون النظر إلى الأثر الإنساني للحرب.

وإلى جانب العوامل المذكورة يمكن أيضاً أن نضيف دور الدين والأيديولوجيا في استمرار الحروب، فالتشدد الديني والتطرف الأيديولوجي قد يدفعان بعض الجماعات إلى مزيد من العنف والصراعات، إذ يستخدم الدِين أو الأيديولوجيا ذريعة لتبرير الهجمات والتظاهرات العنيفة.

فهم الجذور

وفي هذا السياق يصبح تحقيق السلام أكثر تعقيداً، إذ يتطلب التصالح والتفاهم بين الأديان والثقافات المختلفة، إضافة إلى محاولة فهم الجذور العميقة للتوترات والصراعات الدينية أو الأيديولوجية والعمل على حلها بصورة شاملة ودائمة، وفي النهاية وعلى رغم تعقيد الأسباب والمؤثرات التي تجعل الحروب تستمر، فإن هناك دائماً فرصة للتوصل إلى سلام دائم واستقرار في العالم، ويتطلب ذلك جهوداً دولية مشتركة لمكافحة الفقر والظلم وتعزيز العدالة وحقوق الإنسان، إضافة إلى التفاهم والحوار الدولي لتجنب التصعيد وتحقيق حلول سلمية للنزاعات، فالسلام ليس حلماً بعيد المنال بل هدف يمكن تحقيقه من خلال العمل المشترك والتزام الدول والمجتمعات الدولية بتحقيقه.

subtitle:
التشدد الديني والتطرف الأيديولوجي قد يدفعان بعض الجماعات إلى مزيد من العنف والصراعات
publication date:
الثلاثاء, أبريل 2, 2024 – 22:00

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com

Recent Posts

وفد نادي التضامن صور يزور الرئيس نبيه بري: تكريم لدعمه الرياضي وتأكيد على دور صور في المقاومة والتنمية

قام وفد من نادي التضامن صور بزيارة إلى دولة الرئيس نبيه بري، راعي الرياضة وقائد…

أسبوعين ago

تزامنا مع العاصفة الرملية المرتقبة..الدفاع المدني يوجّه تحذيراً وتنبيهاً هاماً مع تعليمات لتفادي المخاطر

حذرت المديرية العامة للدفاع المدني المواطنين من مغبة إشعال النيران في المناطق الحرجية أو المحاذية…

4 أسابيع ago

من هو المستهدف في غارة بعورتا صباح اليوم؟ (صورة)

استشهد صباح اليوم الشيخ حسين عزات عطوي، من بلدة الهبارية – قضاء حاصبيا مرجعيون، في…

4 أسابيع ago

الجيش يودّع شهداء الواجب الثلاثة بمراسم مهيبة في مستشفى الشيخ راغب حرب

اقيمت قبل ظهر اليوم، مراسم تكريمية ووداعية في باحة مستشفى الشيخ راغب حرب في تول…

4 أسابيع ago

تقرير يكشف أسرار الحرب: كيف استخدمت إسرائيل أمنها واستخباراتها ضد حزب الله؟

نشر موقع “الخنادق” المعنيّ بالدراسات الإستراتيجية والأمنية تقريراً جديداً تحدّث فيه عن الجوانب الأمنية والاستخباراتية…

شهر واحد ago

فئة الـ 500 ألف ليرة قريبا في الأسواق

عاد الحديث مُجددا عن إمكانية طباعة أوراق نقدية من فئات جديدة بالليرة اللبنانية وذلك بعد…

شهر واحد ago