ما دور جنود الاحتياط بالجيش الإسرائيلي في زمن السلم؟


<p class="rteright">دبابات إسرائيلية بالقرب من الحدود مع قطاع غزة (رويترز)</p>

مع انطلاق الحرب على غزة والتخطيط لعملية برية تحقق أهداف المعركة، تحول حوالى 400 ألف إسرائيلي لا يخدمون في الجيش إلى قوة داعمة لهذه الحرب، بعد أن تراجع معظمهم عن تمردهم منذ الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها تل أبيب ضد “التعديل القضائي” منذ مطلع العام الحالي، ولم يصل هؤلاء فحسب، بل تبعهم في الأسبوع الأخير عشرات آلاف الإسرائيليين الذين يعيشون في دول عدة ووصلوا على متن طائرات خاصة لتلبية الأمر “8” لحالة الطوارئ، وكان من المتوقع أن ينضم المزيد لكن تأجيل العملية البرية على غزة أوقف تجنيدهم الاحتياطي، غير أن نسبة كبيرة منهم توجهوا إلى تدريبات عسكرية يركزون فيها على سيناريو الحرب البرية.

وبحسب عضو الكنيست السابق، أكرم حسون، الذي خدم في الجيش الإسرائيلي فإن “بإمكان إسرائيل تجنيد مليون احتياطي إذا اقتضى الأمر، فكل إسرائيلي أنهى خدمته الإلزامية لمدة 3 سنوات يبقى جندي احتياط يمتثل للأوامر في كل مرة يصدر فيها الجيش أمر امتثال للمشاركة في عمليات عسكرية أو حرب”.

وكان لجنود الاحتياط دور بارز في أعمال الاحتجاج بعد الإعلان عن عدم الامتثال للأوامر، حيث إن كل جندي تسرح من الجيش وانتقل إلى حياته العادية وأنهى تعليمه الأكاديمي يكون مضطراً إلى المشاركة كل عام في تدريبات خاصة يجريها الجيش في الوحدة أو الكتيبة التي خدم فيها “وذلك لضرورة أن يبقى على استعداد لكل حالة طارئة قد يشارك فيها، حتى سن الـ 50 عاماً ويكون مدفوع الأجر من الدولة وفق راتب عمله”، بحسب حسون.

خلال شهر التدريبات هذا يحصل جندي الاحتياط على معلومات جديدة حول الأسلحة والمعدات والآليات العسكرية التي دخلت إلى خدمة الجيش في الفترة التي غاب فيها عن الخدمة. 

يتم استدعاء الجندي لخدمة الاحتياط عن طريق أمر يرسل إليه مع تفاصيل فترة الخدمة الاحتياطية ومكان خدمته. عند الدعوة إلى التدريب والمهام الأمنية الروتينية يحق للجندي الذي يجد أن الأمر من شأنه أن يضر بشكل كبير بعمله أو دراسته تقديم طلب إلى لجنة تنسيق الاحتياط لتحديد موعد آخر أو تقصير فترة الاحتياط أو التسريح. كما يمكن استدعاء الجنود لخدمة الاحتياط في ظروف طارئة وذلك في إشعار فوري بموجب أمر يعرف باسم “الأمر 8″، كما حصل عند استدعائهم لحرب غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.

الإعفاء من خدمة الاحتياط

بحسب ما هو معروف في الجيش الإسرائيلي، فإن الإعفاء من خدمة الاحتياط واسع النطاق، وضمن خطط معينة للجيش تم تقليص عدد أيام الاحتياط لأسباب تتعلق بالميزانية بشكل أساسي، لأن يوم الاحتياط يفرض تكلفة إضافية تبلغ حوالى 500 شيكل (150 دولاراً) على الجيش وقد ساهم هذا القرار بتخفيض نفقات الجيش بحوالى مليار دولار حتى العام 2017. 

الخدمة في الجيش النظامي وخدمة الاحتياط هي التزامات تنطبق على معظم مواطني إسرائيل والمقيمين فيها على أساس ما يسمى في “روح جيش الشعب، لكن إسرائيل واجهت حالة من التآكل في عدد جنود الاحتياط، وخلال التسعينيات شهدت إسرائيل انخفاضاً تدريجياً في عدد أيام الاحتياط السنوية ما خلق النقاش حول صحة استخدام مصطلح “جيش الشعب”، خصوصاً لعدم المساواة في العبء لامتناع المتدينين اليهود من الخدمة في الجيش، عموماً. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأدى هذا النقاش إلى المزيد من المتهربين من الجيش ونسبة غير قليلة منهم يقدمون للجان خاصة في الجيش تقارير طبية يدعون فيها معاناتهم من وضع نفسي صعب نتيجة مشاركتهم في حملات عسكرية أو كما حصل بعد حرب لبنان، ليتم إعفاؤهم من الخدمة.

وفي حالات أخرى تقرر المؤسسة العسكرية نفسها إبعاد جنود الاحتياط عن ساحات قتال حساسة لعدم كفاءاتهم للقتال في ظروف صعبة. كما يكون سبب تسريحهم من الجيش هو الرغبة في الحفاظ على لياقة معينة في وحدات خاصة بالجيش.

واستمراراً لدوافع التسريح المتعددة وخصوصاً الميزانية تم تخفيض قوات الاحتياط في خطة سميت “خطة جدعون متعددة السنوات” بحوالى مئة ألف جندي احتياط وبالتالي تفكيك عدة ألوية وكتائب. 

يشار إلى أنه ووفق تقرير نشره الجيش عام 2017 يبلغ معدل التجنيد للرجال والنساء في الخدمة النظامية حوالى 65 في المئة من إمكانات وقدرة التجنيد ما يشكل، للمرة الأولى، في إسرائيل منذ تأسيسها عام 1948 أقل من نصف عدد سكانها في جيل التجنيد (18 عاماً).

الضباط وجنرالات الاحتياط

عدد غير قليل من الجنود يختارون عدم ترك المؤسسة العسكرية بعد ثلاث سنوات من الخدمة الإلزامية ويختارون وحدات يواصلون الخدمة فيها ويصبحون عناصر في الجيش النظامي، كل منهم يختار الوحدة التي يرغب في الانتماء إليها سواء في سلاح الجو أو البر أو البحر. وبعد إجراء الاختبار لهم يتم اختيارهم في الوحدة المناسبة لهم أو تلك التي اختاروها، كما يلتحقون في سلك الشرطة ومصلحة السجون ومختلف المؤسسات التابعة للأجهزة الأمنية.

ومنهم من يلتحق بدورات خاصة للضباط لتولي مهام قيادية داخل الوحدات أو الكتائب أو مختلف الأجهزة العسكرية والأمنية إلى حين تقاعده فيصبح ضابط احتياط سابق أو جنرال احتياط سابق.

الكثير من الجنرالات والقياديين السابقين في الأجهزة العسكرية والأمنية يشكلون اليوم النواة الأساسية في المشاركة بتحليل الوضع الأمني الذي تشهده إسرائيل في حربها على غزة، بل أن رأي وتحليل البعض منهم للوضع يكون بمثابة توصيات لمتخذي القرار في إسرائيل. 

كذلك، مجموعة غير قليلة من هؤلاء تتولى مناصب عليا في معاهد الأبحاث الأمنية والاستخباراتية والقومية، كمعهد أبحاث الأمن القومي، الذي يقدم كل عام للقيادتين السياسية والعسكرية تقارير خاصة حول تقييم الوضع الاستراتيجي أو العسكري للعام المقبل تتضمن توصيات عدة تؤخذ بعين الاعتبار في الأبحاث الأمنية والعسكرية لتقييم الوضع في إسرائيل والمنطقة.

subtitle:
يشاركون كل عام في تدريبات خاصة للبقاء على أهبة الاستعداد لأي حالة طوارئ
publication date:
الاثنين, أكتوبر 23, 2023 – 01:45

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com

Recent Posts

سقوط إيران: هل هو “نصر” فعلاً أم بداية لانهيار إقليمي شامل؟

في خضم الأحداث المتسارعة التي تعصف بمنطقة غرب آسيا، يخرج البعض مبتهجًا بأي ضربة تتلقاها…

22 ساعة ago

ترامب محذرًا إيران: الهجمات المخطط لها “أكثر عدوانية”.. والسلاح الأمريكي في طريقه لإسرائيل

علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على العدوان الإسرائيلي على إيران، وقال إنه حان الوقت لإنهاء…

3 أيام ago

إسرائيل “على أهبة الاستعداد” لضرب إيران.. وترامب: “سترون”

تلقى مسؤولون أميركيون معلومات تفيد أن إسرائيل "على أهبة الاستعداد" لشن عملية عسكرية ضد إيران،…

4 أيام ago

إيران تعلن توجيه “أكبر ضربة استخبارية في التاريخ” ضد إسرائيل

أعلن إعلام إيراني رسمي، اليوم السبت، نقلا عن مصادر مطلعة، بأن جهاز الاستخبارات الإيرانية، شن…

أسبوع واحد ago

الزرارية تحتضن المعرض الجامعي الأكاديمي الأول في مؤسسة سعيد وسعدى فخري الإنمائية

نظمت "مؤسسة سعيد وسعدى فخري" الانمائية في بلدة الزرارية " المعرض الجامعي الاكاديمي الاول "…

أسبوعين ago

جردة حساب: هؤلاء الرابحون والخاسرون

كتب عماد مرمل في للجمهورية أما وأنّ الانتخابات البلدية والاختيارية انتهت، فإنّ القوى السياسية التي…

3 أسابيع ago