تتواصل المواقف المستنكرة والداعية الى نبذ الفتنة، وتوقف الاستغلال والتحريض من بعض القوى السياسية في لبنان، لحادث انقلاب شاحنة تابعة للمقاومة في منطقة الكحالة، كانت في طريقها من البقاع الى بيروت، واعتداء عناصر ميليشياوية مسلحة على عناصر الحماية المرافقة للشاحنة وارتقاء الشهيد أحمد علي قصاص.
لتوقيف المشاركين في الاعتداء على شاحنة المقاومة
وفي السياق، دان لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية في بيان، “الإعتداء الذي نفذته مجموعة مسلحة من بعض الميليشيات على شاحنة تابعة للمقاومة، والعناصر المكلفة بحمايتها، على الطريق الدولية في منطقة الكحاله، ما أدى إلى استشهاد المجاهد أحمد القصاص، ومقتل أحد أفراد المجموعة المعتدية نتيجة الرد على مصادر النيران”.
ورأى أن “هذا الإعتداء يقدم خدمة مجانية للعدو الصهيوني، عن قصد أو عن غير قصد، لأنه يستهدف عامل القوة الذي يؤمّن الحماية للبنان وثرواته، ويردع العدو الاسرائيلي عن القيام بأي عدوان عن لبنان، من خلال معادلة الردع التي فرضتها المقاومة، والتي أجبرت العدو على الإعتراف بحق لبنان في ثرواته البحرية”.
واعتبر لقاء الاحزاب ان “الهجوم المسلح الذي نفذته عناصر مجرمة تابعة لبعض الميليشيات المعروفة سابقاً بتعاملها مع العدو الصهيوني، يؤكد أنها ما زالت تعمل وفق أجندة خارجية بعيدة كل البعد عن مصلحة لبنان واستقراره وأمنه، لا سيما وأن التنسيق قائم بين المقاومة والجيش اللبناني الذي يعرف أكثر من غيره أهمية سلاح المقاومة في حماية لبنان من العدوانية الإسرائيلية، كما يدل بوضوح عن وجود نيات مبيّتة لافتعال المشاكل والفتن في الداخل اللبناني، خصوصاً وأن العدو الصهيوني يعيش أسوأ أزماته الداخلية التي تهدد استقراره ووجوده”.
كما دان “الخطاب التحريضي المشبوه الذي تمارسه بعض وسائل الإعلام المأجورة، والمعروفة الثمن، ضاربة بعرض الحائط المصلحة الوطنية، على حساب مصالحها المالية والطائفية والفئوية”.
وشدد على ان “سلاح المقاومة الذي حقق توازن الردع مع العدو الصهيوني، هو الضمانة لانتشال لبنان من أزماته الإقتصادية والمالية من خلال حماية الغاز والنفط، ولذلك يعتبر أن استهدافه والتآمر عليه يمثل خيانة وطنية كبرى، ينبغي مواجهتها بكل الوسائل المتاحة ومعاقبتها أشد العقاب”.
وعبر البيان عن “أصدق مشاعر المواساة لقيادة المقاومة وأهل الشهيد المجاهد أحمد القصاص”، مطالبا “الأجهزة الأمنية والقضاء بالعمل سريعاً على توقيف المجرمين الذين شاركوا في الإعتداء على شاحنة المقاومة والمجموعة المرافقة لها، لأن الذي حصل خطير جداً وكان يمكن أن يؤدي إلى تفجير الوضع برمّته، لولا حكمة المقاومة وقيادتها”.
لن تكون حادثة الكحالة أداة في يد أحد لجرّ اللبنانيين الى الحرب
وفي السياق، كتب وزير الدفاع السابق يعقوب الصراف عبر حسابه على “اكس”: “لا للفتنة ولا لدعاة الفتنة، لن تكون حادثة الكحالة أداة في يد أحد لجرّ اللبنانيين الى الحرب”، مضيفاً “لن يشتعل حطب الفتنة وليحذر من يوقد النار، القصة ما عاد فيها مزح”، داعيا اللبنانيين الى التحلي بالحكمة والهدوء والجيش للتدخل الصارم حقنا للدماء.
نحن حرصاء على إبعاد شبح الفتنة والمقاومة ليست وحدها
الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، علي يوسف حجازي، كتب عبر حسابه على منصة “أكس”: “هذا التجييش الحاصل من قبل أحزاب ونواب وإصدار مواقف وبيانات بين سطورها مشروع فتنة لن يحجب الحقيقة. وبدل تشكيكهم بدور الجيش اللبناني الجبار في درء الفتنة سؤالنا المنطقي لهم حول من كلّف هؤلاء بمهاجمة الشاحنة والعناصر الموكلين بحمايتها. إذا كانوا يعتقدون أننا لا نملك قدرة الرد على خطابهم التحريضي، فهم واهمون ونحن حريصون على إبعاد شبح الفتنة. المقاومة ليست وحدها ونحن كحلفاء لها معها في السراء والضراء”.
حذارِ الإستمرار في التحريض
بدوره النائب سليم عون كتب على منصة “اكس”: “عند كل حادثة نكتشف أننا جميعنا مصابون وجميعنا خاسرون. لذلك مطلوب من الجميع التهدئة وضبط النفس. التهدئة ليست خنوعاً، بل هي عين العقل. وضبط النفس ليس جبناً، بل هو الشجاعة بعينها. حذارِ الإستمرار في التحريض بكل أنواعه خاصة التحريض المتمادي والمتفلت في بعض الإعلام وعلى وسائل التواصل”.
نؤكد حق المقاومة في نقل السلاح على الأراضي اللبنانية كافة
وأكد رئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير “حق المقاومة في نقل السلاح على الاراضي اللبنانية كافة و كما تراه مناسبا لخططها الحربية و ضروراتها الامنية”. وشدد على “حق الشعب اللبناني بمقاومة الاحتلال و الدفاع عن الوطن ، ليس في وجه اسرائيل و حسب، بل ايضا في وجه عملائها في الداخل”.
وتقدم بالتعزية من “قيادة حزب الله وعلى رأسها الأمين العام السيد حسن نصرالله باستشهاد أحد الإخوة المقاومين”. وطالب الجيش بالقبض على مرتكبي “الجريمة البشعة و الفعل الشنيع”.
ما شهدناه بذور فتنة قد تنفجر في أي لحظة
عضو تكتّل الاعتدال الوطني النّائب وليد البعريني دعا الجميع “الى مراجعة سريعة لادائهم وخطابهم، فالشرخ الحاصل في المجتمع اللبناني لا يبشر بالخير، وما شهدناه في الساعات الماضية هو بذور فتنة قد تنفجر في اي لحظة، وتكون قاتلة للبنان واللبنانيين جميعًا من دون استثناء”.
وقال “نكرّر دعوتنا لتحكيم العقل والمنطق وللتحاور من أجل الحلول، فمنطق الاشتباك لن يؤدي الى حل بل سيزيد الوضع تأزمًا ويؤدي الى هدر المزيد من الدماء”، داعيًا الى الاحتكام للمؤسسات. وأضاف “عسانا نتعلم جميعًا من دروس الماضي وعبره، فلا نجرّ لبنان الى مشاريع الحرب بل نتعاون معًا للنهوض بالدولة”.
لمعالجة حادثة الكحالة بسرعة
من جهته، دعا رئيس اللقاء اللتضامني الوطني الشيخ مصطفى ملص قيادة الجيش اللبناني الى “المسارعة في معالجة حادثة الكحالة وتمكين الشاحنة من متابعة مسارها بشكل طبيعي، خصوصاً ان ابواق الفتنة جعلت منها ذريعة لضرب السلم الأهلي ونشر خطاب الكراهية “.
كما دعا أهالي الكحالة الى” التعقل وعدم الانجراف وراء المشاريع الفتنوية بالاضافة الى ضرورة ضمان حرية التنقل على جميع الأراضي اللبنانية”. واعتبر “ان حماسة البعض للنيل من المقاومة يجب ان يتم التصدي لها بحزم وجدية وعلى الجميع الحذر من التصرف بما يخدم العدو الاسرائيلي سواء عن قصد او عن غير قصد”.
اي انهيار أمني سيكون كارثياً للجميع
وكتب النائب ميشال المر عبر منصة”اكس”: “اي انهيار أمني سيكون كارثياً للجميع، ولا أحد يمكنه أن يخرج منه رابحاً… بل سنكون امام المزيد من الضحايا والدماء! وبالتالي، المطلوب اكثر من اي وقت مضى انتخاب رئيس يعيد انتظام المؤسسات ويتواصل مع الجميع ويعالج الملفات الشائكة”.
هل المطلوب العودة الى زمن المحاور؟
واعتبر رئيس تيار صرخة وطن جهاد ذبيان في بيان، أن “ما شهدناه في الكحالة من أحداث مؤسفة على خلفية حادثة سقوط شاحنة تابعة للمقاومة أمر مؤسف ومؤلم، لا سيما وان أحد الذين سقطوا بالأمس، شارك سابقا في التصدي للارهاب التكفيري في معلولا، ودافع عن المقدسات المسيحية هناك، وللاسف تم استهدافه أمام كنيسة الكحالة”.
وقال “إننا اذ نضع مشهد الكحالة الذي أعاد بنا بالذاكرة لبوسطة عين الرمانة برسم القيادات السياسية، لا سيما تلك التي شاركت في الحرب الأهلية، ونسألها هل المطلوب ان يعود بنا الزمن الى أيام المحاور والجبهات والتقسيم، وبالتالي من المستفيد من التحريض ورفع اللافتات ضد احدى الدول والصدام مع الجيش اللبناني، الذي عمل على تطويق الحادثة ومنع حصول أي ردات فعل غير محسوبة النتائج، كما نستغرب ان البعض ومن بينهم نواب حرضوا على المؤسسة العسكرية وانتقدوا ادائها بدل التنويه بدور الجيش وعناصره”.
هل اننا أمام سيناريو الفترة التي سبقت الحرب الأهلية العام 1975؟
من جانبه، اكد رئيس حركة الشعب نجاح واكيم “خطورة الوضع وخطورة ما يدفع إليه لبنان”. وقال في تصريح “طالما حذرنا، بخاصة في الآونة الأخيرة، من أن لبنان يدفع نحو فوضى دموية شاملة، وأن جهات خارجية هي التي تدفع بهذا الاتجاه تساعدها في ذلك جهات إقليمية متعددة، ويساعدها أيضاً غياب الدولة اللبنانية وانهيارها غير قادرة على تحمل مسؤولياتها سواء في مجال الأمن وصون السلم الأهلي أو في أي مجال آخر”.
اضاف “إن الأحداث الأخيرة المتنقلة من القرنة السوداء، إلى مخيم عين الحلوة، إلى الكحالة، وبصرف النظر عمن يتحمل المسؤولية في هذه وتلك، فإن هذه الأحداث تذكرنا بما شهده لبنان من أحداث مماثلة في الفترة التي سبقت الحرب الأهلية في العام 1975 ومهدت لها. فهل إننا اليوم أمام السيناريو عينه”؟
وتابع “نؤكد خطورة الوضع الآن، وخطورة ما يدفع إليه لبنان، لذلك فإن حركة الشعب تهيب بالقوى الوطنية كافة، وبكل الفاعليات التي يمكن أن تساعد في التصدي لمسار الفتنة، أن تتجمع وأن تجعل هدفها الأساسي اليوم هو التصدي لهذه الفتنة. ونهيب أيضاً بالإعلام أن يرتقي إلى مستوى المسؤولية إذ أن الدور الذي يلعبه اليوم وبشكل عام لا يصب في خدمة السلم الأهلي والإستقرار بل على العكس من ذلك فإنه يؤجج العصبيات ويثير الغرائز”.
لا نريد شاحنة الكحالة كبوسطة عين الرمانة
واكدت حركة شباب لبنان انه “لم يجّف بعد حبر البيان الصادر عن رئيس حركة شباب لبنان ايلي صليبا الاول من أمس والذي حذر فيه من مخطط لتدمير ما تبقى من هذا الوطن، حتى أطلت علينا فتنة جديدة في الكحالة فجأة اعادت الى الاذهان بوسطة عين الرمانة لكن هذه المرة المتقاتلين لبنانيين في ما بينهم”.
وقالت في بيان “ان الحركة اذ تهيب بالجميع دون استثناء عدم الانجرار الى الفتنة المخطط لها والمطلوبة كي لا نصبح امام شاحنة الكحالة بعد ٤٨ عاما على بوسطة عين الرمانة، تدعو العقلاء الى المسارعة في وأد الفتنة في مهدها كي لا نرى اقتتالا بين الاخوة اللبنانيين لا يفيد ولا يرضي الا اعداء لبنان المتربصين به شرا، وليس تصريح وزير حرب العدو الاسرائيلي امس الا تأكيد على ذلك”.
نقل السلاح أمر طبيعي والغريب إطلاق المواقف التحريضية على المقاومة
ورأى إمام وخطيب مسجد الغفران في صيدا الشيخ حسام العيلاني أنَّ نقل السلاح هو أمر طبيعي ضمن عمل المقاومة للحفاظ على جهوزيتها، مستغربًا مسارعة بعض الشخصيات الحزبية والنواب إلى الكحالة وإطلاق المواقف التحريضية على المقاومة. وتوجَّه الشيخ العيلاني بالتحية إلى الجيش اللبناني على الجهود التي بذلها لضبط الوضع.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :almanar.com.lb
قام وفد من نادي التضامن صور بزيارة إلى دولة الرئيس نبيه بري، راعي الرياضة وقائد…
حذرت المديرية العامة للدفاع المدني المواطنين من مغبة إشعال النيران في المناطق الحرجية أو المحاذية…
استشهد صباح اليوم الشيخ حسين عزات عطوي، من بلدة الهبارية – قضاء حاصبيا مرجعيون، في…
اقيمت قبل ظهر اليوم، مراسم تكريمية ووداعية في باحة مستشفى الشيخ راغب حرب في تول…
نشر موقع “الخنادق” المعنيّ بالدراسات الإستراتيجية والأمنية تقريراً جديداً تحدّث فيه عن الجوانب الأمنية والاستخباراتية…
عاد الحديث مُجددا عن إمكانية طباعة أوراق نقدية من فئات جديدة بالليرة اللبنانية وذلك بعد…