أخبار عربية وإقليمية

مجلس الأمن يسعى مجددا إلى التصويت على مشروع قرار لوقف النار في غزة


<p class="rteright">أطفال فلسطينيون قرب موقع غارة إسرائيلية على منزل برفح في الـ24 من مارس 2024 (رويترز)</p>

يسعى مجلس الأمن الدولي مجدداً، اليوم الإثنين، إلى تبني نص يطالب بـ”وقف فوري لإطلاق النار” في غزة وهو مطلب سبق أن أعاقته الولايات المتحدة مرات عدة، لكنها أظهرت أخيراً مؤشرات إلى تغيير في لهجتها مع إسرائيل حليفتها.

ومشروع القرار الذي سيطرح للتصويت، اليوم، هو نتيجة لعمل الأعضاء غير الدائمين في المجلس الذين تفاوضوا مع الولايات المتحدة طوال نهاية الأسبوع في محاولة لتجنب فشل آخر، وفقاً لمصادر دبلوماسية أعربت عن بعض التفاؤل في شأن نتيجة التصويت.

وقال دبلوماسي “نتوقع، ما لم يطرأ أي تطور في اللحظة الأخيرة، أن يتم تبني مشروع القرار، وأن الولايات المتحدة لن تصوت ضده”.

والمشروع في نسخته الأخيرة “يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان” الذي بدأ قبل أسبوعين، على أن “يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار”، كما “يطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن”، ويدعو مشروع القرار الجديد أيضاً إلى “إزالة كل العوائق” أمام المساعدات الإنسانية التي من دونها بات سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة معرضين لخطر المجاعة.

قتال عنيف

وعلى رغم الضغوط المتزايدة من الولايات المتحدة في ظل محادثات لا تظهر أي تقدم من أجل التوصل إلى هدنة، يستمر القتال العنيف في غزة، حيث تعهدت إسرائيل مواصلة عمليتها البرية في أقصى جنوب القطاع الذي بات على شفا مجاعة تحذر منها المنظمات الدولية وغالبية دول العالم.

وأمس الأحد، أبدت إسرائيل في إطار محادثات الهدنة انفتاحها على السماح بعودة نازحين فلسطينيين إلى شمال قطاع غزة، في استجابة على ما يبدو لأحد المطالب الأساسية لحركة “حماس“.

وكثف الطرفان المتحاربان المفاوضات، بوساطة قطر ومصر، في شأن تعليق الهجوم الإسرائيلي لمدة ستة أسابيع مقابل إطلاق سراح 40 من 130 رهينة ما زالوا محتجزين لدى الحركة المسلحة في غزة.

وتسعى “حماس” إلى استغلال أي اتفاق لإنهاء القتال وانسحاب القوات الإسرائيلية. وتستبعد إسرائيل ذلك قائلة إنها ستستأنف في نهاية المطاف جهودها الرامية إلى تفكيك قدرات “حماس” الإدارية والعسكرية.

وتريد “حماس” أيضاً السماح لمئات الآلاف من الفلسطينيين بالعودة إلى شمال القطاع بعد أن فروا من مدينة غزة والمناطق المحيطة بها إلى الجنوب خلال المرحلة الأولى من الحرب المستمرة منذ ستة أشهر تقريباً.

 

إسرائيل خففت من موقفها

ورفضت إسرائيل في البداية القيام بذلك، لكن مسؤولاً إسرائيلياً مطلعاً على محادثات الدوحة قال إن إسرائيل خففت من موقفها.

وأضاف المسؤول لوكالة “رويترز”، “نحن الآن على استعداد لمناقشة عودة بعض النازحين”، من دون الخوض في تفاصيل في شأن الأرقام. وتكهنت وسائل إعلام إسرائيلية بأن العرض سيقتصر على النساء والأطفال لمنع دخول مسلحين يسعون لدعم رفاقهم الذين لا يزال الجيش الإسرائيلي يقاتلهم في أنحاء من مدينة غزة.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إن إسرائيل وافقت أيضاً من حيث المبدأ على إطلاق سراح ما بين 700 و800 سجين فلسطيني مقابل إطلاق سراح الرهائن الـ40. ويبدو أن ذلك يلبي أحد المطالب المدرجة في مقترح “حماس”، وهو إطلاق سراح ما بين 700 و1000 سجين.

 

لكن المسؤول الإسرائيلي نبه بأن أي قرار نهائي سيستند إلى عدد السجناء البارزين من الفصائل المسلحة الذين يقضون أحكاماً طويلة بسبب هجمات أسقطت قتلى.

وأدت 5 أشهر ونصف الشهر من الحرب المدمرة إلى وضع إنساني كارثي في قطاع غزة.

“التفوق العسكري”

من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأحد إن زيارته لواشنطن هذا الأسبوع ستتمحور حول الحفاظ على “التفوق العسكري” الإسرائيلي في الشرق الأوسط مع احتدام القتال في غزة. ومن المقرر أن يلتقي غالانت نظيره الأميركي لويد أوستن وغيره من كبار المسؤولين الأميركيين، في خضم توتر يسود العلاقات بين الحليفين بسبب تداعيات الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ نحو ستة أشهر ضد حركة “حماس”، على المدنيين.

وقال الوزير الإسرائيلي قبيل توجهه الأحد إلى الولايات المتحدة “خلال زيارتي، سأركز على الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل وعلى سبل تحقيق أهدافنا المشتركة: الانتصار على (حماس) وإعادة الرهائن إلى ديارهم”، وفق بيان أصدره مكتبه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال إن المناقشات حول القدرة العسكرية ستشمل “قدرة إسرائيل على الحصول على منصات وذخائر”، من دون الخوض في تفاصيل.

 

وإسرائيل هي أكبر متلق للمساعدات العسكرية الأميركية لجهات خارجية. لطالما شددت الحكومات الأميركية على أن المساعدات ضرورية لحليفتها للحفاظ على تفوق عسكري في المنطقة.

زيارة غالانت ستكون الأولى له إلى واشنطن منذ الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

هجوم رفح

وتأتي الزيارة بعد جولة أجراها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أخيراً في المنطقة وحذر خلالها من أن هجوماً إسرائيلياً على مدينة رفح في جنوب غزة سيكون “خطأ”، ومن شأنه أن “يعزل إسرائيل بشكل أكبر” عالمياً.

والجمعة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الدولة العبرية مستعدة للمضي قدماً في العملية برفح من دون تأييد الولايات المتحدة.

وتسود مخاوف كبرى من مقتل أعداد كبيرة من المدنيين في رفح، حيث لجأ نحو 1.5 مليون شخص هرباً من المعارك.

الجبهة الشمالية 

ومنذ أكتوبر يسجل قصف متبادل بين إسرائيل و”حزب الله” عبر الحدود بين الدولة العبرية ولبنان. وأدى التصعيد إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان في المناطق الحدودية في الجانبين، وقد أشار غالانت إلى أن هذا الملف سيكون على جدول الأعمال في واشنطن.

وقال غالانت “سنناقش أيضاً الحاجة إلى إعادة المجتمعات الشمالية في إسرائيل إلى ديارها، سواء بالعمل العسكري أو عبر اتفاق”.

“الأونروا” تعلن منعها من توصيل مساعدات إلى شمال غزة

أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الأحد أن إسرائيل منعتها نهائياً من توصيل مساعدات إلى شمال قطاع غزة، حيث خطر المجاعة في أعلى مستوى.

وقال المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني عبر “إكس”، “على رغم المأساة التي تتكشف أمام أعيننا، أبلغت السلطات الإسرائيلية الأمم المتحدة بأنها لن توافق بعد الآن على إرسال أي قوافل غذائية تابعة للأونروا إلى الشمال”. وأضاف “هذا أمر شائن ويجعل عرقلة المساعدة المنقذة للحياة مقصودة أثناء مجاعة من صنع الإنسان”. ولم ترد إسرائيل على الفور على طلب للتعليق على تصريحات لازاريني.

من جهتها، قالت المتحدثة باسم “الأونروا” جولييت توما لوكالة الصحافة الفرنسية إن القرار تم إعلانه خلال اجتماع مع مسؤولين عسكريين إسرائيليين الأحد. وجاء القرار بعد رفض مكتوب لتسيير قافلة إلى الشمال الأسبوع الماضي. وأكدت توما أن إسرائيل لم تقدم أي تبرير لهذا القرار. وأوضحت توما أن “الأونروا” لم تتمكن من إيصال الغذاء إلى الشمال منذ الـ29 من يناير (كانون الثاني) الماضي.

وقالت المتحدثة باسم “الأونروا” إن “القرار الأخير هو مسمار آخر في نعش” جهود توصيل المساعدات التي يحتاج إليها بشدة سكان غزة الذين يعانون الحرب.

في هذا السياق، قال مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث الأحد إن “(الأونروا) هي القلب النابض للاستجابة الإنسانية في غزة”. وأضاف “قرار منع قوافل الغذاء إلى الشمال لا يؤدي إلا إلى دفع الآلاف إلى حافة المجاعة. يجب إلغاؤه”.

بدوره، قال الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عبر “إكس” إن منع “الأونروا” من إيصال المساعدات “هو في الواقع حرمان للناس الذين يتضورون جوعاً من القدرة على البقاء”.

محتجون قرب سفارة إسرائيل لدى الأردن

من جانب آخر، أطلقت الشرطة الأردنية الغاز المسيل للدموع لإبعاد مئات المتظاهرين الأردنيين الذين ساروا نحو السفارة الإسرائيلية لدى عمان الأحد احتجاجاً على اقتحام إسرائيل للمستشفيات في غزة في الآونة الأخيرة وتزايد الوفيات بين المدنيين.

وكانت السلطات نشرت في وقت سابق قوات الأمن لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا في مسجد الكالوتي بالعاصمة، والذين كانوا يخططون للتوجه نحو السفارة الإسرائيلية الشديدة التحصين القريبة منه.

وقال شهود إن عدداً من المتظاهرين تعرضوا للضرب واعتُقل عدد آخر في أثناء محاولتهم اجتياز الطوق الأمني المشدد حول السفارة، وفق ما نقلته وكالة “رويترز”. ولم يتسن الحصول على تعليق من الشرطة حتى الآن.

ودائماً ما كانت السفارة الإسرائيلية، حيث يتجمع المتظاهرون يومياً، نقطة اشتعال للاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في أوقات الاضطرابات في غزة والأراضي الفلسطينية.

subtitle: 
إسرائيل تبدي انفتاحها على السماح بعودة مدنيين إلى شمال القطاع
publication date: 
الاثنين, مارس 25, 2024 – 01:15

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى