janoub 24

 النفط يتكبد خسائر هي الأكبر خلال شهرين، وسط سلسلة من الإشارات المتضاربة التي تراوحت ما بين ارتفاع المخزونات والتوترات في الشرق الأوسط، وإعادة فرض العقوبات الأميركية على الخام الفنزويلي.

وتداول خام برنت القياسي العالمي دون 88 دولاراً للبرميل بعد انخفاضه بنسبة ثلاثة في المئة أمس الأربعاء، في حين اقترب خام غرب تكساس الوسيط من 83 دولاراً.

على صعيد متصل، قفزت مخزونات الخام الأميركية بمقدار 2.7 مليون برميل الأسبوع الماضي، لتصل إلى أعلى مستوى منذ يونيو (حزيران) 2023، في حين تراجعت مؤشرات الطلب على الوقود.

وطغت البيانات الأميركية الضعيفة على التأثير الناتج من التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.

 النطاق السعري

ويشير متخصصون إلى أن الأسعار ستبقى في نطاق بين 80 و85 دولاراً للبرميل في حال عدم زيادة حدة الهجمات بين إسرائيل وإيران أو مع استبعاد الأخطار الجيوسياسية.

ويؤكد المحللون أن استمرار “أوبك+” في وتيرة خفض إنتاجها الطوعي من النفط له تأثير في جانب العرض ولكن الأرقام الصادرة عن معهد البترول الأميركي تشير إلى توقعه ارتفاعاً بنحو 4 ملايين برميل في المخزون التجاري الأميركي وانخفاضاً طفيفاً في مخزون البنزين والديزل.

 العرض والطلب

ويبدو أن أسواق النفط لم تعُد كما كانت في السابق، إذ تتمتع بمرونة عالية على مستوى العرض والطلب وعندما تصعد الأسعار يتم السحب من المخزونات الأميركية والصينية.

عقوبات على نفط إيران

في الوقت ذاته، تتجه أسواق النفط نحو تلويح إدارة بادين العقوبات الأميركية في بؤرة الاهتمام، إذ أعادت إدارة الرئيس جو بايدن فرض قيود على النفط الفنزويلي، لتنهي بذلك مهلة مدتها ستة أشهر في خطوة قد تعرقل التدفقات من الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية، بحسب ما ذكرته “بلومبيرغ الشرق”، إذ قال مسؤول حكومي أميركي إن العقوبات الجديدة على النفط الإيراني قد يتم تضمينها في حزمة المساعدات الخارجية التي قدمها مجلس النواب والتي ربما تطرح للتصويت هذا الأسبوع.

ولا يزال النفط مرتفعاً منذ بداية العام حتى الآن، إذ تضافرت خفوضات الإمدادات من “أوبك+” والأخطار الجيوسياسية في الشرق الأوسط وروسيا لدعم الأسعار، وأشعلت الفترة السابقة التكهنات بأن يستعيد النفط الخام مستوى 100 دولار للبرميل، على رغم تعثر الصعود الآن، إذ تشير بعض مؤشرات السوق بما في ذلك الفرق السعري بين أقرب عقدين إلى أوضاع سوق أقل تشديداً، مع اتساع الفارق بين سعري العرض والطلب بنسبة قليلة.

 موجة تصاعد

وتعليقاً على ذلك، قالت مؤسسة شركة “فاندا إنسايتس” فاندانا هاري “يبدو أن السوق استبعدت احتمال الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني الذي وقع السبت الماضي”، مضيفة أن “الانخفاض في منتصف الأسبوع يشير إلى أن الموجة الأخيرة من علاوة الأخطار الناجمة عن تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران تآكلت”.