معارك عنيفة بأم درمان وحركتان مسلحتان تدخلان الحرب مع الجيش السوداني


<p class="rteright">شرّد القتال الدامي بين الجيش وقوات الدعم السريع أكثر من خمسة ملايين سوداني توزعوا بين الداخل ودول مجاورة (أ ف ب)</p>

واصل الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” عملياتهما العسكرية على عدد من الجبهات القتالية في مدن العاصمة الثلاث، فبينما شنّ الأول غارات جوية عنيفة على مواقع وتجمعات الأخيرة في محيط الإذاعة والتلفزيون بأم درمان، كثفت “الدعم السريع” قصفها المدفعي صوب حارات الثورة شمال أم درمان، ما تسبب في وقوع قتلى وجرحى من المدنيين، فضلاً عن وقوع مواجهات ضارية بين الطرفين في نواحي أحياء أم درمان القديمة وسلاح المهندسين.

وبحسب شهود، فإن مناطق عدة بجنوب ووسط الخرطوم شهدت قصفاً مدفعياً وجوياً بصورة متقطعة، عكس مناطق شرق العاصمة وجنوب الحزام التي سادها الهدوء الحذر، فضلاً عن تزايد أعمال السلب والنهب في تلك المناطق. وأشار الشهود إلى استمرار المناوشات بين الطرفين حول منطقة جبل أولياء الواقعة على بعد 45 كيلومتراً جنوب الخرطوم لليوم الرابع على التوالي، وامتداد المعارك إلى عدد من القري القريبة من هذه المنطقة، ما خلق حالة من التوتر والفزع وسط السكان الذين غادر معظمهم إلى المناطق الآمنة باتجاه الجنوب، وتم حصر 70 مفقوداً منذ بدء القتال في المنطقة بهدف السيطرة على خزان وجسر جبل أولياء من قبل “الدعم السريع” في أعقاب تدمير جسر شمبات الرابط بين مدينتي أم درمان وبحري الذي كان منفذ الإمداد الرئيس للأخيرة.

إنهاء الحياد

في الأثناء، أعلنت حركتي تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي والعدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، خروجهما عن الحياد حيال الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، ومشاركتهما في العمليات العسكرية في كل الجبهات لحماية المدنيين.

وقالت الحركتان الموقعتان على اتفاق جوبا للسلام في دارفور خلال مؤتمر صحافي عقدتاه بمدينة بورتسودان، إنه “نظراً لممارسات قوات الدعم السريع والجرائم ضد الإنسانية والإنتهاكات التي ارتكبتها، نعلن خروجنا عن الحياد، وندين بشدة انتهاكات الميليشيات ونعلن مقاومتنا بشدة لهذه الممارسات”، وتابع البيان “في ظل تهديد وحدة السودان، وهجوم ميليشيا الدعم السريع المتكرر على المدن والقرى والاعتداء على المدنيين العزل وقتلهم، وفي ظل التهديد الماثل الآن على القوافل الإنسانية والتجارية بمحاولة قطع طرق الإمداد للمدن والأقاليم، فإن هذه التطورات تجعلهما في حلّ عن أي حياد والمشاركة في العمليات العسكرية في كل الجبهات بلا أدنى تردد”. وأكد البيان التمسك المطلق بوحدة السودان أرضاً وشعباً وعدم السماح بتمرير أجندة تفكيك السودان الجارية الآن، محذراً القوى التي تسعى لتمزيق السودان بالاستعانة بالدوائر الأجنبية والمرتزقة وعابري الحدود، كما وجه البيان رسالة لدولة تشاد بالتوقف عن دعم قوات الدعم السريع بالكف عن إمدادها بالمؤن والعتاد العسكري وغيرها.

موقف هزيل

من جانبه، قلل رئيس حركة “تمازج” السودانية الفريق محمد على قرشي من تأثير إعلان حركتي تحرير السودان والعدل والمساواة خروجهما عن الحياد مؤكداً أن معظم عناصرهما العسكرية، بخاصة القيادات الميدانية، ليس لديها الرغبة في الانخراط والقتال في صفوف نظام المؤتمر الوطني المحلول. وأشار إلى أن رموز المجتمع في إقليم دارفور، ولا سيما زعماء الإدارة الأهلية، ستقف ضدّ هذا الموقف الهزيل، إذ بإعلانهما هذا الموقف يصبحان شركاء لحكومة الانقلاب في جميع الجرائم التي ارتكبتها في حق الشعب السوداني. وتوقع قرشي حدوث انشقاقات واسعة في صفوف مجموعة حركات مسار دارفور في القريب العاجل رداً على هذا الموقف “المأجور” الذي وجد استنكاراً واسعاً من مختلف المكونات الاجتماعية والسياسية في إقليم دارفور لأن المؤامرة أكبر من كونها مقاومة “الدعم السريع” في مناطق نفوذه وسيطرته، وإنما المقصود منها زرع بذور الفتنة بين مكونات أهل دارفور بعد أن بدأ الإقليم يتعافى تدريجياً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعن جولات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان عدداً من دول الجوار الأفريقي، قال “عادة، لا يمكن التعويل كثيراً على مواقف البرهان لأنه  متقلب الآراء وتصريحاته عادة تأتي لتطمين حلفائه في النظام البائد، فهو لا يزال يأتمر بأمرهم ويعمل وفق خططهم، وخير دليل على ذلك التغيير المفاجئ في تصريحاته ما بين أول جولة خارجية له عقب خروجه من مخبئه (القيادة العامة)، فكانت السمة الغالبة في تصريحاته خطاب الكراهية، بينما كانت السمة الغالبة لتصريحاته عقب زيارته كينيا وإثيوبيا، إيجاد سبل لإنهاء الحرب، وكل ذلك يأتي  في إطار إعادة ترتيب صفوفه لتكملة مخططات وأهداف أيديولوجية تخدم النظام البائد، لكن هذه المخططات لن تصمد طويلاً أمام خيارات الشعب السوداني”.

وواصل رئيس حركة “تمازج” “لا يمكن أن يجد البرهان أي تأييد أو دعم دولي في ظل خضوعه وتنفيذه مخططات نظام الحركة الإسلامية المنبوذ عالمياً والمدرج ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية”.

قوة مشتركة

وفي حين أكدت قوات الدعم السريع توصلها لاتفاق مع أربع حركات نصّ على تشكيل قوة مشتركة تتولى مسؤولية الأمن بإقليم دارفور والتنسيق المشترك من أجل أمن واستقرار الإقليم وحماية المواطنين وعدم السماح لمن سمتهم دعاة الفتنة بالعبث باستقرار الإقليم لا سيما في الفاشر، نفت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح في دارفور إبرامها أي تفاهمات مع “الدعم السريع”، وقال المتحدث باسم القوة المشتركة أحمد حسين مصطفى إن الاجتماع مع “الدعم السريع” تم فعلياً لكن لم يتمّ التوصل لاتفاق بتكوين قوة مشتركة، مؤكداً أن اللقاء هدف لوقف تمدد الحرب إلى مدن دارفور المتبقية بخاصة مدينتي الضعين والفاشر باعتبارهما من المدن التي تأوي آلاف النازحين. وأضاف “قدمنا ورقة للدعم السريع تحمل مبررات منع الحرب في المدينتين، لكن تمّ رفضها وأصروا على مواصلة الحرب وبذلك انتهى الاجتماع من دون اتفاق”.

التحديات الإنسانية

في غضون ذلك، ينطلق، غدا السبت، في القاهرة مؤتمر القضايا الإنسانية في السودان الذي ينظمه عدد من منظمات المجتمع المدني السودانية. وبحسب بيان أصدرته اللجنة التحضيرية، فإن المؤتمر يهدف لبحث كيفية تجاوز المعوقات أمام إيصال العون الانساني للمتضررين، كما يرمي إلى إنتاج توصيات عملية وقابلة للتطبيق في ما يتعلق بتفعيل جهود الحماية والعون الإنساني للمدنيين، وأشار البيان إلى أن المؤتمر سيعمل، خلال ثلاثة أيام، على استعراض الأوضاع الإنسانية في السودان، ونقاش القضايا التفصيلية المتعلقة بقطاعات الحماية الاجتماعية، وهي الأمن الغذائي، والنظام الصحي، والعنف الجنسي المبني على النوع خلال النزاع، وقضايا الوصول والتنسيق والاستفادة من التجارب المحلية ودعمها، والمعوقات اللوجستية لوصول وتوزيع العون الإنساني في السودان.

وشرّد القتال الدامي بين الجيش وقوات الدعم السريع، الذي دخل شهره الثامن، أكثر من خمسة ملايين سوداني توزعوا بين الداخل ودول مجاورة فيما تلاحق طرفي النزاع اتهامات بإعاقة إيصال المساعدات الإنسانية للمتأثرين من الحرب في الخرطوم ودارفور وكردفان.

وتعهد الطرفان، في السابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، عقب جولة مفاوضات في منبر جدة بإيصال المساعدات الإنسانية للمتأثرين من دون عوائق.

subtitle:
مؤتمر في القاهرة لبحث كيفية تجاوز المعوقات أمام إيصال العون الانساني للمتضررين
publication date:
الجمعة, نوفمبر 17, 2023 – 08:00

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com

Recent Posts

خلافات بين أمل وحزب الله

شهدت الانتخابات البلدية الأخيرة في عدد من البلدات الجنوبية خلافات بين حركة "أمل" و"حزب الله"…

16 ساعة ago

Trade | Khám Phá C54 – Đột Phá Trong Lĩnh Vực Khoa Học Công Nghệ | 58-2025

c54 đang trở thành một từ khóa nổi bật trong nhiều lĩnh vực khoa học…

يوم واحد ago

اللقاء الوطني” يحيي عيد التحرير ويستغرب الغياب: ألهذا الحدّ يزعجهم النصر

اللقاء الوطني للعاملين في القطاع العام"، بيانا لمناسبة  عيد المقاومة والتحرير، قال فيه : يطل علينا عيد…

3 أيام ago

ارتفاع سعر البنزين

ارتفع اليوم، سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 9 آلاف ليرة و98 أوكتان 10 آلاف ليرة،…

3 أيام ago

حزب الله”- جبل عامل الأولى نظم لقاء اقتصاديًا في صور لمناسبة عيد المقاومة والتحرير

نظم قسم النقابات والعمال في منطقة جبل عامل الأولى في "حزب الله" "اللقاء الاقتصادي الأول…

3 أيام ago