janoub 24

تتنافس فرقة “نيويورك يوث سيمفوني” الشبابية، الأحد 7 فبراير (شباط) المقبل، مع أسماء كبيرة ومرموقة على جائزة “أفضل أداء أوركسترالي” للموسيقى الكلاسيكية، بعدما شكل ترشيحها عن ألبومها الأول الذي سجلته خلال مرحلة جائحة “كوفيد-19“، مفاجأة وسابقة.

وعندما سجلت “نيويورك يوث سيمفوني” هذا الألبوم، لم تكن عازفة الكمان جيسيكا جيون تجاوزت الـ12، فيما كانت نويليا كاراسكو لا تزال تلميذة في المدرسة الثانوية.

إلا أن فرقة المواهب الشابة هذه ستكون في منافسة مع أسماء كبيرة في الحفلة الـ65 لتوزيع جوائز الصناعة الموسيقية الأميركية ومن أبرزها أوركسترا لوس أنجليس وأوركسترا برلين المرموقتان.

تسجيل خلال الجائحة

ووصفت عازفة التشيلو نويليا كاراسكو (19 سنة) خبر ترشيح الفرقة للجائزة بأنه “أمر لا يصدق وسريالي”. وأضافت طالبة الموسيقى في جامعة نيويورك، “اضطررت إلى قراءته مرتين لأنني لم أستوعبه جيداً في المرة الأولى”.

وخلال الجائحة التي حولت المدينة الكبرى الواقعة في شرق الولايات المتحدة إلى مدينة أشباح عام 2020، ألغيت حفلات الأوركسترا في دار “كارنيغي هول” الشهيرة، فما كان من قائدها مايكل ريبر إلا أن قرر تنظيم جلسة تسجيل لطلابه بهدف متابعة عملهم.

ونظراً إلى القيود الصحية التي كانت معتمدة، لم يكن ممكناً إجراء التسجيل إلا في مجموعات صغيرة، يعزف خلالها كل من الفنانين الشباب نوتته، ثم تجمع مختلف الأجزاء وتنسق، ولم تكن هذه التجربة مألوفة وعادية، لكن ريبر رأى أنها كانت “رائعة”.

وقال، “أنا فخور جداً بأننا نجحنا في إيجاد طريقة لإنجاز هذا التسجيل على رغم الجائحة”.

تسليط الضوء على الأقليات

وفي أعقاب مقتل الشاب الأسود جورج فلويد في مايو (أيار) 2020 وما أثاره من موجات تظاهرات في الولايات المتحدة ضد العنصرية وعنف الشرطة، اختار قائد الأوركسترا البالغ 32 سنة مقطوعات لملحنين سود، بالتالي جمع الألبوم أعمال الرائدة فلورنس برايس (1887-1953) والمعاصرتين فاليري كولمان وجيسي مونتغمري.

وكان مايكل ريبر يرى أن من المهم تسليط الضوء على “الأعمال التي تتناول العنصرية المنهجية من وجهة نظر النساء السود على وجه الخصوص”.

وقالت جيسيكا جيون البالغة 14 سنة إن هذا الاختيار جعل علاقتها بمقطوعات الألبوم أقوى نظراً إلى كونها منتمية لفئة من الأقليات.

وأضافت، “نشأت منذ صغري وأنا أستمع فقط إلى موزارت وباخ وبيتهوفن… وجميعهم رجال بيض، وأعتقد بأنني لم أستمع يوماً إلى ملحن من ذوي البشرة الملونة“.

ورأت عازفة الكمان فيبي رو البالغة 19 سنة أن مقطوعة فاليري كولمان “أوموجا: أنثِم أوف يونيتي” (نشيد الوحدة) تنطوي على معنى خاص، وأضافت “التمكن من الاجتماع، خصوصاً خلال مرحلة الحجر للعزف وإبراز رسالة الوحدة كان حقاً شرفاً كبيراً”.

“شرف كبير”

ولن يتمكن الموسيقيون الشباب من حضور الحفلة الأحد 7 فبراير في لوس أنجليس، نظراً إلى أن المقاعد مخصصة لقادة الفرق الموسيقية، لكنهم يعتزمون الالتقاء لمتابعة البث المباشر للحدث.

أما مايكل ريبر، فهو الترشيح الأول له في فئة تضم موسيقيين تأثر بهم ويعتبر بعضهم مثلاً أعلى له، على غرار الملحن وقائد الأوركسترا الشهير جون ويليامز، المعروف بأنه ملحن الموسيقى التصويرية لأفلام من مثل “ستار وورز” و”إنديانا جونز”، والفنزويلي غوستافو دوداميل.

وقال ريبر، “إنه لشرف كبير لي أن أكون في القائمة نفسها معهم وأن أكون ضمنها مع ’نيويورك يوث سيمفوني‘ التي شكلت عنصراً مهماً في حياتي طوال الأعوام الستة الأخيرة. إنه أمر رائع”.