مقتل 24 جنديا إسرائيليا في غزة ومعارك ضارية في خان يونس


<p class="rteright">فلسطينيون فروا من خان يونس بسبب الهجوم البري والجوي الإسرائيلي (أ ب)</p>
قال الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، إن 24 جندياً إسرائيلياً قتلوا خلال المعارك العنيفة في غزة، خلال الساعات الـ 24 الماضية، في أكبر حصيلة يومية للقتلى في صفوف الإسرائيليين منذ اندلاع شرارة القتال بالقطاع.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إن 21 جندياً قتلوا عندما أصابت قذيفة صاروخية دبابة كانت تحمي القوات الإسرائيلية. وبالتزامن مع ذلك، وقع انفجار في مبنيين من طابقين حيث زرعت القوات عبوات ناسفة بهدف تدمير المبنيين، وأدى الانفجار إلى سقوط المبنيين على الجنود الإسرائيليين.
وقال هاغاري في مؤتمر صحافي “ما زلنا ندرس ونحقق في تفاصيل الحادثة وأسباب الانفجار”.
“صباح صعب لا يحتمل”
وأصدر رئيس إسرائيل إسحق هرتسوغ بياناً بشأن ما وصفه بأنه “صباح صعب لا يحتمل”، وقال “بالنيابة عن الأمة بأكملها، أعزي العائلات وأصلي من أجل شفاء الجرحى. حتى في هذا الصباح الحزين والصعب، نحن أقوياء ونتذكر أننا معا سننتصر”.
“النصر المبين”
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستمضي قدماً في قتالها في غزة حتى تحقيق “النصر المبين” على رغم مرورها بأحد أسوأ الأيام خلال هجومها العسكري.
وقال نتنياهو “بالأمس مررنا بأحد أصعب الأيام منذ اندلاع الحرب”. وأضاف “باسم أبطالنا، من أجل حماية أرواحنا، لن نوقف القتال حتى تحقيق النصر المبين”، وتابع أن الجيش “يحقق في المأساة” التي قتل فيها 21 جندياً عند انهيار مبنيين بوسط غزة ما رفع إجمالي القتلى من الجنود الإسرائيليين في يوم واحد إلى 24.
ودارت معارك ضارية بين الجيش الإسرائيلي وحركة “حماس” أمس الإثنين في خان يونس، كبرى مدن جنوب قطاع غزة الذي قتل فيه 200 جندي إسرائيلي منذ بدء العملية البرية في أواخر أكتوبر (تشرين الأول).
وبالموازاة، يزداد الضغط على إسرائيل تحضيراً لخطة لما بعد الحرب تشمل إقامة دولة فلسطينية.
وأكد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي أمس الإثنين، وفي مقدمهم الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك، أن على إسرائيل أن توافق على حل وفق مبدأ الدولتين لضمان أمنها، وذلك قبل أن يلتقوا على حدة في بروكسل نظيريهم الإسرائيلي والفلسطيني.
ميدانياً، أفادت حركة “حماس” التي اتهمت أمس الإثنين الجيش الإسرائيلي باستهداف خمس منشآت تضم 30 ألف نازح، بأن “120 شخصاً” قتلوا في المناطق المذكورة “في الساعات الـ24 الأخيرة”.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه سيطر على مراكز قيادة لـ”حماس” في خان يونس. وليل الإثنين أعلن الجيش مقتل 200 من جنوده في غزة منذ بدأ في أواخر أكتوبر العملية البرية في القطاع الذي تحكمه حركة “حماس”.
واندلعت الحرب في قطاع غزة مع شن “حماس” هجوماً غير مسبوق على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر، أسفر عن مقتل 1140 شخصاً في إسرائيل، معظمهم مدنيون. وخطف خلال الهجوم نحو 250 شخصاً نقلوا إلى قطاع غزة، حيث لا يزال 132 منهم محتجزين، بحسب السلطات الإسرائيلية. ويرجح أن 28 في الأقل لقوا حتفهم.
ورداً على الهجوم، تعهدت إسرائيل القضاء على الحركة، وهي تنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف مركز أتبعت بعمليات برية منذ الـ27 من أكتوبر، مما أسفر عن سقوط 25295 قتلى معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحكومة “حماس”.
اقتحام “الكنيست”
واقتحم أقارب إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة اجتماعاً للجنة برلمانية الإثنين في حين يكتسب التحرك الاحتجاجي ضد الحكومة زخماً في إسرائيل. وصرخ أحد المتظاهرين “لو كانت عائلتكم (الرهينة)، ماذا كنتم لتفعلوا؟ أنا أحتاج إلى شقيقي، هل تفهمون؟ الآن!”، قبل أن تتمكن أجهزة الأمن من إخراج المتظاهرين.
وفي باحة مستشفى ناصر في خان يونس، حيث تقول إسرائيل إن مسؤولين في “حماس” يختبئون، قام غزيون بدفن 40 جثة في مقبرة جماعية، وفق “حماس”.
وقالت سعدية أبو تيمة “لقد ألقوا قنابل غاز علينا وتسببوا في اختناق عديد من الأشخاص”. وروت أنها حملت ابنتها التي أصيبت بالاختناق ليلاً إلى المستشفى، لكن الأطباء لم يتمكنوا من إنقاذها.
وبينما لا يزال أفق أي وقف لإطلاق النار مسدوداً بعد 108 أيام على اندلاع الحرب، أكدت حركة “حماس” في وثيقة طويلة بعنوان “هذه روايتنا… لماذا طوفان الأقصى” نشرتها الأحد، أن الهجوم على إسرائيل كان “خطوة ضرورية واستجابة طبيعية” لمواجهة “الاحتلال الإسرائيلي”.
ونفت “حماس” في وثيقتها التقارير الإسرائيلية عن استهدافها مدنيين خلال الهجوم، مؤكدة أنها هاجمت فقط مواقع عسكرية، مشيرة إلى عدم امتلاكها “أسلحة دقيقة، وإن حصل شيء من ذلك (طاول المدنيين) فيكون غير مقصود”.
وأقرت “حماس” للمرة الأولى باحتمال وقوع “بعض الخلل” خلال الهجوم الذي عزته إلى “انهيار المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية بصورة سريعة” و”بعض الفوضى نتيجة الاختراقات الواسعة في السياج” الفاصل بين غزة وإسرائيل. وطالبت بـ”وقف العدوان الإسرائيلي فوراً” على قطاع غزة ووقف “الجرائم والإبادة الجماعية”، والعمل على فتح المعابر وفك الحصار عن قطاع غزة وإدخال المساعدات.
وأوردت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن تقديرات الاستخبارات الأميركية تفيد بأن إسرائيل قتلت حتى الآن “نحو 20 إلى 30 في المئة” من مسلحي “حماس”، وهو رقم قليل جداً مقارنة بالهدف الذي حددته الدولة العبرية، وهو “القضاء” على الحركة.
جهود الوساطة
وتبذل واشنطن والدوحة والقاهرة جهوداً للتوسط في مفاوضات للإفراج عن الرهائن مقابل انسحاب إسرائيل من غزة، وفق المصدر نفسه، غير أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض “بصورة قاطعة” مساء الأحد ما سماه “شروط (حماس)”، وكذلك الدعوات الدولية من أجل إرساء هدنة إنسانية وحل (قيام) الدولتين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتساءل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الإثنين “ما الحلول الأخرى؟ إجبار جميع الفلسطينيين على الرحيل؟ قتلهم؟”.
وخلال لقائه الإثنين نظراءه الـ27 في دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى “تفكيك” “حماس” وتحرير الرهائن.
في المقابل، شدد نظيره الفلسطيني رياض المالكي على ضرورة إعلان وقف لاطلاق النار، مطالباً الاتحاد الأوروبي بدرس فرض “عقوبات” في ظل استمرار رفض إسرائيل حل الدولتين.
الوضع الإنساني والصحي
ويبقى الوضع الإنساني والصحي حرجاً بحسب الأمم المتحدة في القطاع المحاصر الذي نزح داخله ما لا يقل عن 1,7 مليون شخص يمثلون أكثر من 80 في المئة من السكان هرباً من القصف والمعارك.
وأعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية “بالتيل” على منصة “إكس”، “انقطاع خدمات الاتصالات مع قطاع غزة للمرة العاشرة منذ السابع من أكتوبر بسبب استمرار العدوان وتصاعده”.
اتساع نطاق الصراع
ويفاقم النزاع التوترات بين إسرائيل وحلفاء “حماس” الموالين لإيران، خصوصاً “حزب الله” اللبناني وجماعة الحوثي في اليمن.
وأكدت الولايات المتحدة وبريطانيا في بيان مشترك أن قواتهما شنت فجر الثلاثاء ضربات جديدة على الحوثيين في اليمن رداً على الهجمات التي تواصل الجماعة شنها على الملاحة في البحر الأحمر.
وفي تل أبيب، أعرب وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو خلال محادثات مع نظيره الإسرائيلي عن أمله بأن تصل الأدوية التي قدمتها بلاده وقطر إلى “كل من الرهائن” المحتجزين في قطاع غزة.
وعند الحدود الإسرائيلية – اللبنانية استهدفت ضربات إسرائيلية بلدات حدودية، وقد ألحقت في بلدة الطيبة أضراراً جسيمة بمدرسة ثانوية، وفق “الوكالة الوطنية للإعلام” اللبنانية الرسمية.
وارتفعت أمس الإثنين حصيلة القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان إلى أكثر من مئتي قتيل، بينهم 147 مقاتلاً من “حزب الله”، قضوا خلال أكثر من ثلاثة أشهر من التصعيد على وقع الحرب في قطاع غزة.
تجنب “التصعيد”
وشدد وزير الجيوش الفرنسي على أن بلاده تسعى إلى تجنب “التصعيد” عند الحدود بين إسرائيل ولبنان، وذلك في تصريحات أدلى بها في تل أبيب، حيث التقى مسؤولين سياسيين بينهم نتنياهو.
وقال لوكورنو في مقابلة أجرتها معه وكالة الصحافة الفرنسية “عندما نسبر العقول، عندما نسبر القلوب، (نجد أنه) لا أحد، لا في تل أبيب ولا في القدس ولا في بيروت، يريد الحرب”. وأضاف أن “التحدي الحقيقي بالنسبة إلينا هو ضمان عدم حصول هذا التصعيد الذي قد يبدو حتمياً”.
وشدد الوزير الفرنسي على أن الأولوية بالنسبة إليه تكمن في تحديد كيفية “العودة مجدداً” لتنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، وكيفية “استئناف الدوريات والعودة إلى نمط المراقبة واحتواء النزاع” لكي “لا يطلق أحد الجانبين النار على الجانب الآخر من الحدود، ولكي لا يرد الجانب الآخر (…) بما ينطوي على خطر التصعيد”.
ووضع القرار 1701 حداً للحرب التي دارت في عام 2006 بين “حزب الله” وإسرائيل. وينص القرار على حصر الوجود العسكري بين الحدود مع إسرائيل ونهر الليطاني، على بعد نحو 40 كلم الى شمال هذه الحدود، بالجيش اللبناني وقوة “اليونيفيل”.
وأبدى لبنان استعداده لتطبيق هذا القرار بشرط انسحاب إسرائيل من أراضٍ حدودية محتلة يطالب بها لبنان. وقال الوزير الفرنسي إن هذا الأمر يتطلب “التزاماً من الجانبين”، وأعلن أنه سيزور مجدداً لبنان.
“الوضع المتوتر”
في التحركات، قالت وزارة الخارجية الروسية إن الوزير سيرغي لافروف التقى نظراءه من إيران وتركيا ولبنان قبل اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، الذي من المقرر أن يناقش الأوضاع في الشرق الأوسط، ولفتت الوزارة، عبر “تيليغرام”، إلى أن الاجتماعات الثنائية ركزت على قطاع غزة وسوريا و”الوضع المتوتر” في البحر الأحمر. وعقدت الاجتماعات في نيويورك، أمس الإثنين.
وتابعت الوزارة أن لافروف ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان اتفقا على ضرورة وقف سريع لإطلاق النار في غزة وشروط لتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين، وقالت “كان هناك تعبير عن قلق عام في شأن الوضع المتوتر في البحر الأحمر، والذي تدهور بصورة كبيرة”. وأضافت أن لافروف ووزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب تحدثا عن أهمية بذل جهود بصورة جماعية من جانب دول المنطقة للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار. وناقش لافروف أيضاً مع نظيره التركي هاكان فيدان مسائل الطاقة، إضافة إلى “اتصالات ثنائية مستقبلية”.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com