مقدمة نشرة الأخبار المسائية – الاثنين 19 حزيران 2023

البلد بألف خير…
أو هذا على الأقل ما يظهر من طريقة تعاطي غالبيةِ السياسيين مع الاوضاع الراهنة، وآخرُ مثالٍ على ذلك، ما جرى اليوم في مجلس النواب.
البلدُ بألف خير… ولا داعيَ للمشاركة في جلسةٍ تشريعيةٍ ضرورية لرواتب القطاع العام. فالرواتب اصلاً في احسن حال، وموظفو الادارةِ والاسلاك “عايشين احلى عيشة”، ويحق بالتالي لبعضِ الكتلِ والنواب ترفُ المزايدةِ في الحرص على الموقعِ الرئاسي والتنظيرِ في الدستور.
البلدُ بألف خير… ولا داعيَ ايضاً بالنسبة الى كتلٍ ونوابٍ آخرين للاستعجال في إنجازِ الاستحقاقِ الرئاسي، فالتسويةُ الإقليميةُ تسير بخطى ثابتة، وآخر محطاتِها زيارةُ وزير الخارجيةِ السعودية لطهران، وتسويةٌ أخرى إقليميةٌ-دولية قد تكون على الطريق، على الخطِّ الاميركي-الايراني. وطالما اولوياتُنا الكبرى على السكة، وانتصارُنا محقّق، لماذا العجلة في مقاربة الهمومِ الثانويةِ للناس، كالطعام والشراب والاستشفاء والتعليم؟
هؤلاء السياسيون جميعاً، من مختلف الاطياف، لا يعتلّون همَّ اقساطِ الجامعاتِ والمدارس، فبناتُهم وأبناؤهم يتعلمون في الخارج.
هؤلاء لا يسألون عن كلفةِ الاستشفاء ولا عن الضمانِ الاجتماعيِّ المنهار او ضمانِ الشيخوخة الموهوم. فطائراتُهم الخاصة جاهزةٌ لتقلَّهم الى اهمِّ مستشفيات العالم، اذا احتاجوا الى ذلك، لا سمح الله.
هؤلاء لا يقلقون على سعر الرغيف ولا يهمهم غلاءُ الغذاء، ولا سعرُ البنزين، فكلُّ شيءٍ مؤمّنٌ لهم، ولذلك، لا يسألون، لا عن تشريعِ ضرورة، ولا عن انتخابِ رئيس، الا الذي يعملون لفرضه على اللبنانيين، ولو اقتضى الامرُ انتظارَ نهايةِ ولايةِ المجلس عام 2026، كما يلوّحون.
ومن سخريةِ القدر، ان هؤلاء السياسيين بالذات هم الذين سيزورهم جان ايف لودريان بعد يومين، وهم أنفسهم من سيجمعهم موفدُ الرئيسِ الفرنسي في قصر الصنوبر. ومن بين هؤلاء بالتحديد من تدعمُهم بلادُه حتى اللحظة، لانتشال البلاد، من لجّةِ الموت.
أصلاً، البلدُ على ايامِهم كان بألف خير …. كان كذلك منذ دخلوا جنّةَ الحكم بعد جهنمِ الحرب عام 1990. فعلى ايامهم وايامِ حلفائهم، أُرسيت قواعدُ دولةٍ فعلية واقتصادٍ منتجٍ وليرةٍ قوية، وفي زمنهم كان الفسادُ مُستأصَلاً والقضاءُ عادلاً والسيادةُ مصانة، ولهذا يستحقون اليوم كلَّ التحية والتقدير.
اصلاً، كل ما جرى منذ عام 2019، لا شأنَ لهم فيه، وهم من دمِ الودائعِ وجنى الاعمار ابرياء…
وفي انتظار لودريان، لا جديدَ اساسياً على المستوى الرئاسي… وكل ما عدا ذلك تكهّناتٌ وتمنياتٌ وتسريبات. اما التطورُ الوحيدُ في الساعات الاخيرة، فزيارةٌ خاطفةٌ قام بها لقطر جبران باسيل. زيارةٌ وضعتها مصادرُه عبر الاوتيفي في سياق مواصلةِ جسِّ النبضِ الرئاسي، من دون ايِّ حسمٍ حتى الآن.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :otv.com.lb