مقدمة نشرة الأخبار المسائية – السبت 3 ايلول 2022


على مواقع التواصل، ثمَّة من قابلها بسلبية مطلقة، معتبراً أنها مبادرةُ الاعتراف “بكلّن يعني كلّن”، وثمَّة من قرأها بشكل إيجابي كامل، مشدداً على أنها خشَبة الخلاص للاستحقاق الرئاسي.
وفي انتظار مواقف القوى السياسية الأساسية منها، يبقى الحدثُ اليوم، المبادرة الرئاسية التي أطلقها نواب ما يسمى قوى التغيير، او نواب مجموعة الثلاثة عشر نائباً الذين ينسبون أنفسهم إلى الحركة الشعبية والسياسية التي انطلقت في 17 تشرين الاول 2019.
وبعيداً من أي أحكام مسبقة، وككل مبادرة سياسية، تحمل المبادرة المستجدة إيجابيات كثيرة، تماماً كما تشوبها سلبيات.
من الإيجابيات أولاً، مجرد قيام مبادرة… فأن يقدم نواب لطالما نأوا بأنفسهم عن التواصل مع قوى سياسية أساسية، لأسباب معروفة، يمكن اعتباره خطوة متقدمة، في اتجاه الانفتاح على من جدد الشعب تكريس تمثيلهم، وبقوة، في الانتخابات الأخيرة.
ومن الإيجابيات ثانياً، أن معايير كثيرة حددها نص المبادرة لشخص الرئيس المقبل، لا يختلف عليها إثنان، خصوصاً تحت العناوين الإصلاحية، الاقتصادية والمالية والقضائية وغيرها، وتحديداً لا يختلف عليها، أو لم يكن يفترض أن يختلف عليها، هؤلاء النواب مع كتل هي في الأصل تغييرية وإصلاحية، قبل أن يعمد البعض إلى محاولة اغتيالها سياسياً عبر مساواتها بالفاسدين.
ومن الإيجابيات ثالثاً، الاشارة الواضحة إلى وجوب إطلاق بحث هادئ وعقلاني وشجاع حول طبيعة النظام السياسي.
لكن في مقابل تلك الايجابيات، سلبية أولى يعبِّر عنها النص الإنشائي للمبادرة، الذي اقتصر على العموميات، من دون أن يتخذ مواقف واضحة من ملفات أساسية، وبالإسم.
أما السلبية الثانية، فطرح جملة معايير، ومحاولة إلزام أي مرشح رئاسي بمضمونها مسبقاً، وكأننا في نظام رئاسي مطلق، حيث الصلاحيات كلّها في يد رئيس الجمهورية، بشكل يسمح له بتحقيق كل تلك المطالب من دون أي سؤال.
وبالنسبة إلى الميثاقية المطلوبة في شخص الرئيس المقبل، لناحية تمثيله الصحيح للمكون المسيحي في تركيبة النظام اللبناني، طالما لم يتطور نحو العلمنة الشاملة، فقد أغفلتها المبادرة بشكل كامل، وكأن الطائفية ملغاة منذ اليوم، والمذهبية غير موجودة أصلاً، لا بل وكأنَّ المسؤولين الآخرين في الدولة اللبنانية لا يمثلون مكوناتهم خير تمثيل، أو لا يحظون برضى ممثليها الاساسيين على الاقل، وهذه هي السلبية الثالثة.
وما عدا المبادرة المذكورة، خلا اليوم من أي تطور سياسي يذكر، باستثناء تكرار التحليلات المرتبطة بالمفاوضات النووية ومحادثات الترسيم، الى جانب الكوارث الحياتية المتلاحقة، ومنها اليوم محاولة فرض تسعيرة الاشتراك في المولدات الخاصة بالفريش دولار، بشكل يضيف اعباء كبيرة واحمالاً لا تحتمل على كاهل الناس.

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :otv.com.lb

AymanSerhan

Recent Posts

ماكرون وستارمر وكارني: لن نقف مكتوفي الأيدي إزاء الأفعال المشينة لحكومة نتانياهو في غزة

حذّر الرئيس الفرنسي ورئيسا الوزراء البريطاني والكندي ،من أنهم "لن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء الأفعال المشينة لحكومة…

5 ساعات ago

وزيرا الداخلية والعدل تفقدا عمليات الفرز في قصر العدل واكدا غياب الاشكالات وان الفرز حصل بحضور مندوبين وبشكل رصين جداً

تفقّد وزيرا الداخلية أحمد الحجار والعدل عادل نصار سير عمليات الفرز في قصر العدل في بيروت…

5 ساعات ago

22 دولة طالبت إسرائيل بالسماح مجددا ب”دخول المساعدات بشكل فوري وكامل” إلى غزة

طالب وزراء خارجية 22 دولة، من بينها فرنسا وألمانيا وبريطانيا وكندا واليابان وأستراليا، الإثنين إسرائيل…

5 ساعات ago

باسيل: أهل بيروت أثبتوا بوعيهم حرصهم على المناصفة ونحترم إرادة أهل زحلة والأهم الحفاظ على التنوع فيها

عقد "التيار الوطني الحر" مؤتمرًا صحفيًا حول نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في البقاع وبيروت، حيث…

5 ساعات ago

“جبهة العمل الإسلامي”: لنبذ الفتن الداخلية والوقوف صخرة صلبة في مواجهة مؤامرات العدو

رأت "جبهة العمل الإسلامي" في لبنان في بيان، أن "العدو اليهودي الصهيوني المجرم الحاقد  الغادر…

5 ساعات ago

النمر: فازت لائحة “التنمية والوفاء” في بعلبك بفارق 6000 صوت الحاج حسن: من الدلالات ثبات بيئة المقاومة وتحالف الثنائي

بعلبك- أعلن مسؤول منطقة البقاع في "حزب الله" ، فوز لوائح التنمية والوفاء في 28…

10 ساعات ago