“.. من يهددنا بالتوسعة في الحرب نهدده بالتوسعة كذلك”، “.. هذه المقاومة في لبنان تملك من القدرة الصاروخية الهائلة والدقيقة التي يجعلها تمتد يدها من كريات شمونة إلى إيلات…”، كلام واضح من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال الأيام الماضية في مناسبتين عزيزتين على مسيرة المقاومة هما ذكرى “يوم جريح” وذكرى “القادة الشهداء”، فكان لا بدّ من تذكير العدو الاسرائيلي “المتناسي” بأن قدرات المقاومة عالية وكبيرة وقادرة ان تضرب كل نقطة في فلسطين المحتلة ولا يمنعها مانع طالما ان مصلحة لبنان وصيانة سيادته وحماية أهله تستوجب ذلك.
ولا شك ان العدو لا يفهم إلا لغة القوة وبالتالي تعمل المقاومة الاسلامية في لبنان على إيصال رسائلها بالنار ليس فقط لدعم ومساندة غزة وأهلها ومقاومتها، بل أيضا للقول للاسرائيلي إن النار ستقابلها نار مهما توسعت دائرة الحرب، فالسيد نصر الله أعلن عن معادلة رادعة جديدة هدفها حماية المدنيين بعد مجازر ارتكبها العدو في النبطية والصوانة في جنوب لبنان، ألا وهي أن “هذه الدماء سيكون ثمنها دماء وليس مواقع أو آليّات أو أجهزة تجسّس… وليعلم العدو بعد ذلك أنه لا يستطيع أن يتمادى وأن يمس بمدنيينا وخصوصا بنسائنا وأطفالنا”.
وطالما رسمت المقاومة تاريخيا معادلات الردع للعدو الاسرائيلي، بدءا من معادلة حماية المدنيين التي كرستها صواريخ “الكاتيوشا” خلال عدوان نيسان 1996، والتي تثبتت اكثر عبر تفاهم نيسان حيث تم تحييد المدنيين لدى الجانبيين، ومن ثم عملت المقاومة على الاستفادة من ذلك لردع العدو عن تجاوز قواعد الاشتباك القائمة، وبسبب ذلك لم يقدم العدو على الاعتداء على لبنان منذ اندحاره عن الجنوب في العام 2000 حتى شنه عدوان تموز 2006 وخرج منهزما بعد 33 يوم من القتال عاجزا عن تحقيق أي من أهدافه التي أعلنها في بداية العدوان، وكانت المقاومة رسمت معادلات لتحرير الاسرى مقابل اسر جنود صهاينة، ما أدى الى تبييض المعتقلات الصهيونية من الاسرى اللبنانيين وكان آخرهم الاسير الشهيد سمير القنطار، بالاضافة الى تحرير عدد كبير من الاسرى العرب والفلسطينيين.
ومن معادلات المقاومة الرادعة للعدو: تل ابيب مقابل بيروت، الى معادلة تل ابيب مقابل الضاحية، وصولا لمعادلة النفط مقابل النفط(أي انه لا يمكن للعدو استخراج نفطه طالما منع لبنان من ذلك)، وخلال الحرب الدائرة اليوم في غزة فتحت المقاومة جبهة المساندة على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة واكدت على معادلة الدعم لغزة باستهداف المواقع الصهيونية على طول الحدود طالما ان العدوان على غزة مستمر، وصولا الى معادلة الدم مقابل الدم التي أعلنها مؤخرا للتأكيد ان الاعتداء الاسرائيلي على المدنيين اللبنانيين لا يمر مرور الكرام.
وهنا لا بد من تنبيه كل اللبنانيين الى مخاطر الاعتداءات الاسرائيلية، ما يوجب رفع مستوى التضامن الوطني الداخلي الى أعلى مستوياته رفضا للعدوانية الصهيونية التي تحاول التمادي تحت ذرائع مختلفة، على الرغم من ان هذا العدو ومن خلفه الادارة الاميركية وكل من يقف خلفها غربيا وإقليميا، يمارسون النفاق بخبث عبر إرسال الموفدين للقول إن هناك رغبة بالتهدئة وعدم توسيع رقعة القتال، بينما الواقع يؤكد ان العدو الغادر لا يترك فرصة لتوسيع دائرة الاعتداءات إلا ويرتكبها خلافا لكل من يتحدث عن رغبته بالحصول على ضمانات للتهدئة، وهذا ما يؤكد ان كل الوفود التي تصل الى لبنان هدفها واحد هو البحث عن “أمن إسرائيل“، الامر الذي لا يجب ان يحصل عليه هذا العدو المتربص لبنان وشعبه.
يبقى الاشارة الى ان التجارب الحية التي نعيشها يوميا تشهد على العدوانية الصهيونية من القرى الحدوية مع فلسطين المحتلة الى الغازية فجدرا بإقليم الخروب وصولا الى الضاحية الجنوبية لبيروت، تؤكد ضرورة التمسك بكل عناصر قوة لبنان والتي تشكل المقاومة أحد أهم ركائزها، وهذا ما يجب التمسك به وتعزيزه للانطلاق اكثر فأكثر للتطوير والإعداد ورفع القدرات في مختلف الجوانب والمستويات.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :almanar.com.lb
قام وفد من نادي التضامن صور بزيارة إلى دولة الرئيس نبيه بري، راعي الرياضة وقائد…
حذرت المديرية العامة للدفاع المدني المواطنين من مغبة إشعال النيران في المناطق الحرجية أو المحاذية…
استشهد صباح اليوم الشيخ حسين عزات عطوي، من بلدة الهبارية – قضاء حاصبيا مرجعيون، في…
اقيمت قبل ظهر اليوم، مراسم تكريمية ووداعية في باحة مستشفى الشيخ راغب حرب في تول…
نشر موقع “الخنادق” المعنيّ بالدراسات الإستراتيجية والأمنية تقريراً جديداً تحدّث فيه عن الجوانب الأمنية والاستخباراتية…
عاد الحديث مُجددا عن إمكانية طباعة أوراق نقدية من فئات جديدة بالليرة اللبنانية وذلك بعد…