يعقد مجلس النواب اليوم الاثنين جلسة تشريعية، تناقش عددًا من اقتراحات القوانين، أهمّها تلك الخاصة بتعديل رواتب وتعويضات موظفي القطاع العام، وعلى الرغم من أهميّة الجلسة، ترفض كتل نيابية أداء مهامها التشريعية متذرعةً بأولوية انتخاب رئيس للجمهورية.
تحسين للرواتب
يفترض أن ينعقد مجلس النواب اليوم مع وعد بإقرار تحسين طفيف لرواتب موظفي القطاع العام، إذ إن على جدول أعمال الجلسة عدداً من اقتراحات القوانين، أهمّها تلك الخاصة بتعديل رواتب وتعويضات موظفي القطاع العام، وتتضمن “إعطاء 4 رواتب إضافية للموظفين في الخدمة، و3 معاشات للمتقاعدين، وتعديل بدل النقل من 95 ألف ليرة يومياً إلى 450 ألفاً، وزيادة موازنة الجامعة اللبنانية”.
الدعوة إلى الجلسة قائمة، لكنّ اكتمال النصاب يقع في خانة “غير المؤكّد، بالتالي يبقى احتمال تطيير الجلسة قائماً”، بحسب مصادر نيابية لجريدة الاخبار. فخلال نقاش مشاريع القوانين المرسلة من الحكومة إلى المجلس النيابي، والمتضمّنة “طلب فتح اعتمادات إضافية في موازنة عام 2023 بقيمة تناهز الـ22 ألف مليار ليرة”، لم يوافق عدد من الكتل على الطلب بحجة “أنّ حكومة تصريف الأعمال لا يمكنها إحالة مشاريع قوانين”.
وقد حاول أعضاء الكتل المعترضة تطيير نصاب جلسات اللجان المشتركة، ولكن لم تمر المحاولات، وحُوّلت مشاريع القوانين إلى مقترحات “على سبيل التسوية بين من ينفي قدرة الحكومة المستقيلة على إرسال مشاريع القوانين، ومن يرى هذا الرأي على أنّه هرطقة”، وبالتالي، فإنّ “محاولات التعطيل قد تنسحب على جلسة الهيئة العامة غداً” يقول النائب في كتلة الوفاء للمقاومة إيهاب حمادة، ويحسم “أن لا إمكانية للجزم بانعقاد الجلسة من عدمها، فخلال النقاشات التي سبقت الدعوة، سمعنا من النواب المعترضين على التشريع رفضاً لتحميلهم مسؤولية الانهيار الذي قد يصيب القطاع العام جرّاء عدم إقرار الزّيادات”. ويلفت حمادة إلى “ضرورة إقرار مقترحات القوانين، ولا سيّما المتعلّقة بالجامعة اللبنانية، فالأساتذة المتعاقدون فيها لم يقبضوا مستحقاتهم عن الفصل الأول من العام الدراسي الماضي”.
النصاب
ويواجه انعقاد الجلسة التشريعية المقررة اليوم، وقوف كتل نيابية على ضفة رفض المشاركة، رغم الضرورة بذريعة أولوية انتخاب الرئيس، بينما تتشكل نواة أغلبية كافية لعقد الجلسة بانضمام اللقاء الديمقراطي الى ثنائي حركة أمل وحزب الله وبعض النواب المستقلين والتكتلات الحليفة، بحيث يبدو مستقبل الجلسة متوقفاً على قرار التيار الوطني الحر ونوابه المشاركة في الجلسة، وهو ما يبدو أنه يسير بشكل إيجابي، سواء نحو مشاركة كاملة بقرار موافقته على تشريع الضرورة، أو عبر توفير التغطية الجزئية الكافية لتأمين النصاب اللازم للجلسة عبر حضور عدد كاف من نوابه لهذه الغاية.
وقالت مصادر كتلة التنمية والتحرير لـ”الديار” ان “الجلسة لا تندرج باطار تشريع الضرورة، انما باطار الضرورة القصوى، لانه في حال لم تنعقد فانه لن يكون هناك رواتب للعاملين بالقطاع العام نهاية الشهر الجاري. وبالتالي سواء قرر نواب لبنان القوي المشاركة في الجلسة ام لا، فان انعقادها يفترض ان يحصل طالما النصاب القانوني مؤمن”.
وكان رئيس المجلس النيابي نبيه بري ربط بوقت سابق انعقاد جلسة تأجيل الانتخابات البلدية بحضور احدى الكتلتين المسيحيتين الرئيسيتين اي “القوات اللبنانية” او “التيار الوطني الحر”، لكنه اليوم يبدو انه قد يتجاوز هذا الامر، بحسب احد نواب “التنمية والتحرير”، لاننا هنا نتحدث عن “ضرورة قصوى”.
اما من جهة “التيار”، فان وجهتي نظر اخّرتا حسم القرار العوني بالمشاركة او المقاطعة، خاصة وان لا موقف مبدئي عوني رافض للتشريع، كما هي الحال مع “القوات” و”الكتائب” و”التغييريين”. وتقول وجهة النظر الاولى بوجوب المشاركة، لان الامر ملح وطارىء، وكي لا تقطف القوى المشاركة ثمر الجلسة وتُحمّل القوى المسيحية مسؤولية تطيير الجلسة، في حال قرر بري ذلك. اما وجهة النظر الثانية، فتقول بعدم المشاركة لزيادة الضعوط على “الثنائي” لانجاز الاستحقاق الرئاسي، وطرح مخارج قانونية اخرى لصرف الرواتب.
لا تهددونا بالناس
عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب إيهاب حمادة إعتبر أن “هذه الحكومة هي حكومة تصريف أعمال ولا يحق لها أن ترسل مشاريع قوانين إلى مجلس النواب تحت عنوان سياسي كيدي، فلا تهددونا بالناس”.
وقال في خلال لقاء تربوي نظمته التعبئة التربوية في حزب الله في البقاع الغربي بقاعة “الوحدة الوطنية” في بلدة سحمر مع جمع من المديرين والأساتذة في المدارس والمعاهد الرسمية والخاصة، “تم تعطيل جلسة المجلس النيابي وبقي القطاع العام على ما هو عليه من ناحية الرواتب لأن هناك في لبنان من لا يحس بالناس ولا يعنيه موظف القطاع العام ولا يسأل عن وجع الناس وجوعهم ووجعهم ولا عن أي تفصيل من تفاصيل حياتهم في هذه اللحظة وهمهم الأكبر هو الكيد السياسي والاصطياد الدائم لتصوير هذا الانقسام في لبنان وبالتالي على حساب اللبنانيين وحياتهم، هذا هو الواقع”.
أضاف “ما أخذنا فيه عهدا سنتابعه مع الحكومة ورئيس الحكومة على مستوى الأربع رواتب للأساتذة. رئيس الحكومة أبلغ وزير التربية بأنه يؤمن الأربع رواتب للأساتذة ولكن بشرط عدم الدخول في إضراب بداية العام الدراسي الجديد”.
وشدد حمادة على أن “مطالب الأساتذة محقة وما يؤمن من مطالب الأساتذة هو الحد الأدنى الذي لا ينقل الأستاذ إلى مستوى الحد الأدنى من الحياة الكريمة”. وقال: “لذلك نحن دائما إلى جانبكم ونحن نرفع الشعار الذي يقول بأن العلم هو مرتكز النهوض ومستقبل لبنان. من غير المسموح لأحد أن ينال من كل التعليم في لبنان وخصوصا التعليم الرسمي، وعلينا التعاون لنعبر هذه الأزمة”.
الزيادات
جدير بالذكر أن الزيادات التي تدور حولها المشكلات الدستورية والقانونية “لن ترفع من قيمة الرّاتب فوق حاجز الـ153 دولاراً”، بحسب رئيسة رابطة موظفي القطاع العام نوال نصر. و”هذا الأمر يسري على 80% من الموظفين الذين لا يتجاوز أساس راتبهم مليوني ليرة”. أما المتقاعدون الذين لم تضع الحكومة حدّاً أدنى لمعاشاتهم، فـ”لن يستفيدوا من الزيادة إلّا بدولارين أو ثلاثة”. من تقاعد على معاش 800 ألف ليرة، كان يقبض مع الزيادة الأولى في موازنة 2022 (3 رواتب)، 5 ملايين شهرياً، أي 83 دولاراً على سعر 60 ألف ليرة لمنصة صيرفة. اليوم مع الزيادة الثانية، ومضاعفة الراتب 7 مرات، سيصل معاش المتقاعد إلى 7 ملايين و400 ألف، ما يساوي 86 دولاراً على سعر صيرفة الجديد، وتكون الزيادة بذلك 3 دولارات فقط!
وتبدو الأمور أكثر تعقيداً على جبهة الأساتذة، إذ “تسعى بعض مكوّنات روابط التعليم إلى العودة للتلويح بورقة الامتحانات الرّسمية، لأن لا معلومات عن شمول الأساتذة بالرواتب السبعة وفقاً للمادة السّابعة في قرار وزير المالية 391″، بحسب مصادر في روابط التعليم. وفي حال إقرارها سيبقى شرط الحضور أقلّه 14 يوماً شهرياً عائقاً أمام استفادة الأساتذة من المساعدة، ما سيتركهم أمام “صيف حار”، إذ توقفت الحوافز بالعملة الأجنبية، والبالغة 125 دولاراً شهرياً، مع نهاية أيار، والراتب أصبح ما دون الـ100 دولار لأغلبهم. أما الحلول المنتظرة، فلا تتجاوز الوعود الدائمة من وزير التربية بطرح المسألة على أول جلسة حكومية مقبلة.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :almanar.com.lb
أثارت المشاهد المصوّرة لانطلاق الصواريخ الإيرانية، ليلة أمس، موجة من التساؤلات حول الاختلاف اللافت في…
في خضم الأحداث المتسارعة التي تعصف بمنطقة غرب آسيا، يخرج البعض مبتهجًا بأي ضربة تتلقاها…
علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على العدوان الإسرائيلي على إيران، وقال إنه حان الوقت لإنهاء…
تلقى مسؤولون أميركيون معلومات تفيد أن إسرائيل "على أهبة الاستعداد" لشن عملية عسكرية ضد إيران،…
أعلن إعلام إيراني رسمي، اليوم السبت، نقلا عن مصادر مطلعة، بأن جهاز الاستخبارات الإيرانية، شن…
نظمت "مؤسسة سعيد وسعدى فخري" الانمائية في بلدة الزرارية " المعرض الجامعي الاكاديمي الاول "…