<p class="rteright" style="direction:rtl">متاجر مغلقة في طهران تزامناً مع دعوات إلى تنفيذ إضراب مدته ثلاثة أيام (أ ف ب)</p>
قلل ناشطون إيرانيون ودول غربية، الإثنين الخامس من ديسمبر (كانون الأول)، من أهمية تصريح رسمي عن إلغاء السلطات الإيرانية جهاز “شرطة الأخلاق” المثير للجدل، مشددين على أن أي تغيير لم يطرأ على القيود المشددة التي تفرضها إيران على النساء.
من جهة أخرى، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي دعوات إلى تنفيذ إضراب مدته ثلاثة أيام يبلغ ذروته الأربعاء تزامناً مع “يوم الطالب”، بعد نحو ثلاثة أشهر على اندلاع احتجاجات التي أثارتها وفاة الإيرانية الكردية مهسا أميني (22 سنة) بعد توقيفها من جانب “شرطة الأخلاق” في طهران بحجة عدم التزامها قواعد اللباس الصارم.
وقالت الخارجية الأميركية، “لم نر ما يدل على أن القيادة الإيرانية تحسن طريقة معاملتها للنساء والفتيات أو توقف العنف الذي تتعامل به مع المتظاهرين السلميين”.
بدورها، ذكرت الخارجية الألمانية أن المتظاهرين الإيرانيين “يريدون العيش بحرية واستقلالية”، وأن إلغاء “شرطة الأخلاق”، “في حال تطبيقه، لن يغير هذا الأمر إطلاقاً”.
وأشعلت وفاة أميني في 16 سبتمبر (أيلول) احتجاجات قادتها النساء تحولت إلى أكبر تحد يواجه النظام منذ عام 1979. وقتل مئات الإيرانيين، بينهم بعض عناصر قوات الأمن في الاحتجاجات.
وفي تصريح مفاجئ نهاية الأسبوع، قال المدعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري إنه تم إلغاء “شرطة الأخلاق”، لكن ناشطين شككوا في تصريحاته التي جاءت في إطار رده على سؤال طرح عليه خلال مؤتمر صحافي بدلاً من أن يصدر إعلان كهذا عن وزارة الداخلية.
وتتبع “شرطة الأخلاق” لوزارة الداخلية، لا لوزارة العدل. وأنشأها في عام 2006 “المجلس الثقافي للثورة الإسلامية” الذي كان يرأسه الرئيس الإيراني آنذاك محمود أحمدي نجاد. ولم يصدر أي تصريح حتى الآن عن الموضوع عن المجلس الذي يرأسه اليوم الرئيس ابراهيم رئيسي.
وقالت المؤسسة المشاركة لمركز عبدالرحمن بوروماند لحقوق الإنسان، ومقره الولايات المتحدة، رؤيا بوروماند، لوكالة الصحافة الفرنسية، “ما لم يرفعوا جميع القيود القانونية على لباس النساء والقوانين التي تتحكم بحياة المواطنين الخاصة، فلا تنصب هذه الخطوة إلا في إطار العلاقات العامة”.
شجاعة المحتجين
ولدى سؤاله عن إعلان السلطات الإيرانية حل “شرطة الأخلاق”، أشاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بـ”شجاعة” المحتجين، مشدداً على أن التقارير بهذا الشأن ملتبسة.
وشدد بلينكن على أن السؤال المطروح هو “هل سيأخذ النظام” الإيراني تطلعات شعبه في الاعتبار، مؤكداً أن “القمع واستخدام العنف لا ينمان عن قوة، بل عن ضعف”.
واعتبر ناشطون أن إلغاء “شرطة الأخلاق” لن يمثل أي تغيير في سياسة إيران في شأن الحجاب، إنما سيعكس تغييراً في التكتيكات التي تتبعها السلطات لفرضه. ويعد الحجاب ركيزة أساسية في نظام إيران.
وذكرت بوروماند أن إلغاء وحدات “شرطة الأخلاق” سيشكل خطوة “ضئيلة جداً ومتأخرة جداً على الأرجح” بالنسبة للمحتجين الذين باتوا يطالبون بتغيير النظام بأكمله. وأضافت أنه “لا شيء يمنع (أجهزة) إنفاذ القانون الأخرى” من مراقبة تطبيق “القوانين التمييزية”.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان مشهد دوريات “شرطة الأخلاق” مألوفاً في شوارع طهران منذ عام 2006 عندما أدخلت في عهد أحمدي نجاد، لكن فرض الحجاب بدأ قبل ذلك بكثير من قبل القيادة الدينية التي تولت السلطة بعد سقوط نظام الشاه العلماني عام 1979.
شرارة الاحتجاجات الأولى
وكان الغضب في شأن الحجاب الإلزامي هو ما أطلق شرارة أولى الاحتجاجات على وفاة أميني التي ذكرت عائلتها بأنها قضت نتيجة ضربة على الرأس تعرضت لها أثناء احتجازها، وهو أمر نفته السلطات، لكن الحراك الذي تغذيه أيضاً سنوات من الغضب المرتبط بالوضع الاقتصادي والقمع السياسي، بات يشمل حالياً دعوات لإسقاط نظام “الجمهورية الإسلامية” بزعامة المرشد الأعلى علي خامنئي.
وأفادت منظمة حقوق الإنسان في إيران، ومقرها النرويج، وكالة الصحافة الفرنسية، الإثنين، بأن 504 أشخاص على الأقل أعدموا في إيران هذه السنة، وهو عدد أعلى بكثير من ذاك المسجل العام الماضي بأكمله.
الدوريات اختفت
وتفيد التقارير الواردة من طهران بأن دوريات “شرطة الأخلاق” اختفت تقريباً من الشوارع منذ اندلاع الاحتجاجات.
وبحسب شهود عيان، فإن عديداً من النساء في شمال طهران الذي يعد عصرياً كما في جنوب المدينة التقليدي والأكثر تواضعاً، أصبحن يخرجن من دون حجاب في خطوة احتجاجية.
ويقول المحلل البارز المتخصص في شؤون إيران لدى منظمة “الديمقراطية الآن للعالم العربي”، أوميد ميماريان، إن “الإلغاء المفترض لشرطة الأخلاق الإيرانية لا معنى له، إذ إنه بات غير ذي صلة بالفعل بسبب المستوى الهائل للعصيان المدني الذي تقوم به النساء وتحدي القواعد المرتبطة بالحجاب”.
ووصف الحجاب الإلزامي بأنه “من ركائز الجمهورية الإسلامية”، ولفت إلى أن “إلغاء هذه القوانين والهيكليات سيعني تغييراً جوهرياً في هوية ووجود الجمهورية الإسلامية”.
واعتبر إعلان منتظري والإرباك الذي أثارته تصريحاته مؤشراً إلى الاضطراب في صفوف النظام في شأن كيفية التعامل مع الاحتجاجات المتواصلة في أنحاء البلاد على رغم الحملة الأمنية التي تفيد منظمة الحقوق في إيران بأنها أودت بحياة 448 شخصاً على الأقل.
وشهدت الجامعات تحركات احتجاجية. وأفادت وكالة “إرنا” للأنباء بأن الرئيس المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي سيزور كليتين في طهران بمناسبة يوم الطالب الأربعاء.
تجاهل إعلامي
وتجاهلت وسائل الإعلام المحافظة في إيران، الإثنين، إلى حد كبير التصريحات في شأن إلغاء “شرطة الأخلاق”، وهو موضوع تناولته الصحف الإصلاحية في صفحاتها الأولى.
وتساءلت صحيفة “شرق”، “هل هذه نهاية الدوريات؟”، مشيرة إلى أن قسم العلاقات العامة التابع للشرطة لم يؤكد الأمر. ويقول ميماريان، “يجب ألا تنطوي على أحد الخطوات المخادعة التي توظفها الجمهورية الإسلامية في أوقات اليأس، إذ إنها قد تعود بسياسات وإجراءات أخرى مقيدة”.
وتذكر الناشطة في مجموعة “العدالة من أجل إيران” في لندن شادي صدر أن الحجاب “ما زال إلزامياً”. وترى أنه بينما بدأت الاحتجاجات على خلفية وفاة أميني، إلا أن “الإيرانيين لن يهدأوا إلى حين رحيل النظام”.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com
في خضم الأحداث المتسارعة التي تعصف بمنطقة غرب آسيا، يخرج البعض مبتهجًا بأي ضربة تتلقاها…
علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على العدوان الإسرائيلي على إيران، وقال إنه حان الوقت لإنهاء…
تلقى مسؤولون أميركيون معلومات تفيد أن إسرائيل "على أهبة الاستعداد" لشن عملية عسكرية ضد إيران،…
أعلن إعلام إيراني رسمي، اليوم السبت، نقلا عن مصادر مطلعة، بأن جهاز الاستخبارات الإيرانية، شن…
نظمت "مؤسسة سعيد وسعدى فخري" الانمائية في بلدة الزرارية " المعرض الجامعي الاكاديمي الاول "…
كتب عماد مرمل في للجمهورية أما وأنّ الانتخابات البلدية والاختيارية انتهت، فإنّ القوى السياسية التي…