مع طيّ صفحة الإنتخابات وبدء مشهد سياسي جديد، لا تزال ترددات اليوم الإنتخابي الطويل محطّ نقاش وبحث معمّق لدى الأحزاب والتيارات الكبيرة وذلك انطلاقاً من التركيز على دراسة نقاط الضعف كما القوة التي دفعت إلى ظهور نتائج غير متوقعة وقد فاجأت غالبية هذه الأطراف وأدت إلى رسم خارطة سياسية جديدة للمجلس النيابي الذي يجتمع خلال أيامٍ معدودة، لمقاربة الإستحقاق الأول أمام النواب الجدد والقدامى، والمتمثّل بانتخاب رئيس ٍ للمجلس ونائبٍ له. وعليه فإن سيناريوهات هذه المقاربة تبدو مفتوحة على أكثر من احتمال بحسب ما تتوقع مصادر نيابية مخضرمة، إذ ترى أن الصورة ما زالت ضبابية حتى الساعة بانتظار تبلور الإتجاهات النهائية لقوى ثلاثة، يتشكّل منها البرلمان اليوم، وهي الكتلتين الكبيرتين الأساسيتين، والكتلة الثالثة والمتنوعة والتي تضمّ المستقلين والتغييريين وممثلي المجتمع المدني.
وفي الوقت الذي تنشغل فيه الكتل النيابية كافة بتحديد موقفها من الخيارات المطروحة نيابياً على صعيد الإستحقاق الأول المذكور، تشير هذه المصادر إلى أن الأيام القليلة الماضية، قد حملت مؤشراتٍ تدل على أن التواصل ما بين الأطراف السياسية والحزبية «التقليدية» و «التغييريين»، لم يكن معدوماً وعلى قاعدة «كلن يعني كلن»، وذلك بدلالة مبادرة الإنفتاح الواضحة من قبل قيادات عدة على التعاون ومدّ اليد للحوار وتوحيد الجهود من أجل العمل بتناغمٍ في السنوات الأربع المقبلة في المجلس النيابي. وتكشف في هذا السياق، عن أن كل الأطراف السياسية قد باتت داخل قاعة المجلس النيابي ومن دون استثناء وذلك سواء من خلال ممثلين عنها أو عبر حلفاء لها أو عبر وجوه جديدة تدخل البرلمان للمرة الأولى وحصلت على دعمٍ مباشر أو غير مباشر من جهات سياسية، كما هي الحال بالنسبة لنواب العاصمة الجدد، الذين تقاطعت طروحاتهم وعناوينهم الإنتخابية مع شريحة كبيرة من الشارع السنّي، كانت تتجه إلى مقاطعة عملية الإقتراع، إنطلاقاً من قرار رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري بمقاطعة الإستحقاق النيابي وتعليق مشاركته في الحياة السياسية في المرحلة الراهنة.
وعليه، تكشف المصادر النيابية المخضرمة عن أن قرار المقاطعة، قد ساهم في خلط الأوراق على نطاقٍ واسع في العديد من الدوائر الإنتخابية، وبالتالي وبطريقة غير مباشرة، فإن جمهور تيّار «المستقبل» بات معنياً بالإستحقاق، وذلك في ضوء عمليات ترشّح شخصيات عدة تدور في فلك الحريرية السياسية إلى الإنتخابات، علماً أن أكثر من دعوة قد وُجهت إلى هذا الجمهور للمشاركة وعدم مقاطعة الإنتخابات، وهو ما يبدو أنه قد تحقق وذلك بنتيجة النتائج التي ظهرت في الإنتخابات في مناطق عدة بقاعاً وجنوباً وشمالاً كما في العاصمة، وفق ما تشير المصادر نفسها. ولذا تُضيف المصادر النيابية، فإن قرار المقاطعة من جهة واستنفار الناخبين في البيئة السنّية من قبل قيادات ومرجعيات روحية وسياسية، انتهت إلى حصول مشاركة ولو بنسبة متدنية، وبالتالي كانت النتائج الحالية، ولم يحالف الحظ الشخصيات التي خرقت القرار وبادرت إلى الترشّح، وكانت عملية فوز وجوه جديدة من المجتمع المدني وبشكلٍ خاص في العاصمة.
هيام عيد – الديار
The post هل خدمت مقاطعة الحريري "الثورة" وأوصلت رموزها الى البرلمان؟ appeared first on LebanonFiles.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.lebanonfiles.com
ارتفع اليوم، سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 9 آلاف ليرة و98 أوكتان 10 آلاف ليرة،…
نظم قسم النقابات والعمال في منطقة جبل عامل الأولى في "حزب الله" "اللقاء الاقتصادي الأول…
تنظم دورة تدريبيّة، "لمباريات وظائف الفئة الثالثة في السلك الخارجي"، في مركز التعليم المستمر وكليّة…
أفادت احصاءات غرفة التحكم للحوادث بسقوط قتيل و6 جرحى في 7 حوادث سير، تم التحقيق…
صور - استهدفت الطائرات الحربية والمروحية المعادية بغارتين فجرا، غرفا جاهزة عند أطراف دير انطار في قضاء…
أعلن دار الكتاب الإلكتروني اللبناني المعروفة بمنصتها الرائدة "المستشار في القانون اللبناني"، إصدار أول منصة…