أخبار عربية وإقليمية

واشنطن تستبعد تورط موسكو في انقلاب النيجر


<p class="rteright">المئات من أنصار الانقلاب في النيجر تجمعوا&nbsp;أمام الجمعية الوطنية في العاصمة نيامي وبعضهم حمل العلم الروسي (رويترز)</p>

قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير الخميس إن الولايات المتحدة لا ترى أي مؤشرات يعتد بها على تورط روسيا أو قوات مجموعة “فاغنر” العسكرية الروسية الخاصة في الانقلاب بدولة النيجر، وأضافت للصحافيين في إفادة بأن واشنطن تحث المواطنين الأميركيين في النيجر على توخي الحذر.

وقال متحدث باسم بعثة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة إن واشنطن تدعم قيام مجلس الأمن بإجراءات لخفض التصعيد في النيجر. 

وذكر بيان أميركي أن سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد تحدثت إلى رئيس النيجر محمد بازوم يوم الخميس.

وأضاف المتحدث أنها أوضحت أن “الولايات المتحدة راسخة في مساندتها للديمقراطية في النيجر وتدعم اتخاذ إجراءات في مجلس الأمن الدولي لخفض التصعيد ومنع إلحاق الأذى بالمدنيين وضمان النظام الدستوري”. 

وذكرت وكالة الإعلام الروسية نقلاً عن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي قوله إنه تحدث الخميس إلى محمد بازوم الذي قال جنود من الحرس الرئاسي إنهم أطاحوا به، وقال فقي على هامش القمة الروسية – الأفريقية التي تنعقد في سان بطرسبورغ “إنه في وضع جيد للغاية، بل إنني تحدثت معه اليوم، إنه بخير”.

وكان فقي ندد الأربعاء بما قال إنها محاولة انقلاب على ما يبدو، وحث بازوم في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي صباح الخميس القوى الديمقراطية على مقاومة الاستيلاء على السلطة.

من جهتها دعت وزارة الخارجية الفرنسية إلى استعادة المؤسسات الديمقراطية في النيجر على الفور، والإفراج عن رئيسها بعد ما وصفته “بالاستيلاء على السلطة” في البلاد.

وقالت فرنسا في بيان إنها تدعم الجهود الإقليمية لإيجاد طريقة للخروج من الأزمة تحترم الإطار الديمقراطي للنيجر، وتمكن من الاستعادة الفورية للسلطة المدنية.

وأعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الخميس “تعليق” العمليات الإنسانية للمنظمة في النيجر بسبب الانقلاب، علماً بأن البلد المذكور يواجه وضعاً إنسانياً “معقدا”، وقال دوجاريك للصحافيين إن مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة (أوتشا) “أفادنا بأن العمليات الإنسانية علقت حالياً بسبب الوضع”.

وقال (أوتشا) إن عدد من يحتاجون إلى مساعدة إنسانية في النيجر ارتفع من 1.9 مليون شخص في 2017 إلى 4.3 مليون شخص في 2023، وأضاف “على رغم موسم زراعي ناجح نسبياً في 2022 والجهود الهائلة التي بذلتها الحكومة وشركاؤها للتعامل مع الأزمة الغذائية فإن 2.5 مليون شخص يعانون انعدام أمن غذائي حاداً”، ويتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 3 ملايين شخص بين يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) قبل الحصاد المقبل.

حرق مقر الحزب الحاكم

نهب مؤيدون للانقلاب العسكري في النيجر مقر الحزب الحاكم في العاصمة نيامي وأضرموا فيه النيران الخميس، بعد أن أعلنت قيادة الجيش دعمها لعملية الاستيلاء على السلطة التي نفذها جنود من الحرس الرئاسي.

ورأى مراسل لـ”رويترز” أعمدة من الدخان الأسود تتصاعد في السماء فوق المبنى، بعد أن تحرك باتجاهه مئات من مؤيدي الانقلاب الذين كانوا متجمعين أمام الجمعية الوطنية، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.

وعزف الحشد الموسيقى للتعبير عن تأييدهم للجيش، ولوح بعضهم بالعلم الروسي ورددوا شعارات مناهضة لفرنسا، في تعبير عن موجة متنامية من الاستياء تجاه باريس، القوة الاستعمارية السابقة، ونفوذها في منطقة الساحل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال الجيش في بيان وقعه رئيس الأركان إنه “قرر الالتزام بالإعلان” الذي أدلى به جنود أعلنوا في خطاب بثه التلفزيون في وقت متأخر الليلة الماضية أنهم عزلوا الرئيس محمد بازوم من السلطة، وأضاف أن الجيش بحاجة إلى “الحفاظ على السلامة الجسدية” للرئيس وعائلته وتجنب “مواجهة مميتة يمكن أن تتسبب في حمام دم وتؤثر في أمن السكان”.

ولم يتضح بعد من سيتولى المسؤولية من بازوم، ويترأس اللواء عمر تشياني الحرس الرئاسي، وهو قوة من القوات المسلحة عادة ما تتولى مهمات حماية الرئيس وحاشيته.

ووثق المجلسان العسكريان في مالي وبوركينا فاسو المجاورتين العلاقات مع روسيا منذ توليهما الحكم في عامي 2020 و2022 على التوالي، وقطعا العلاقات مع الحلفاء الغربيين التقليديين.

ومنذ توتر العلاقات مع الحكومات العسكرية وما ترتب عليه من انسحاب للقوات الأجنبية تزايدت أهمية النيجر على نحو مطرد بالنسبة إلى القوى الغربية التي تساعد في محاربة تمرد عنيف بالمنطقة، ونقلت فرنسا قوات من مالي إلى النيجر العام الماضي.

وقال العقيد أمادو عبدالرحمن، الذي أعلن الانقلاب على التلفزيون الحكومي بينما كان حوله تسعة ضباط آخرون، إن تحرك قوات الدفاع والأمن جاء كرد فعل على تدهور الوضع الأمني وسوء الإدارة.

ومثل انعدام الأمن مشكلة منذ انتخاب بازوم في 2021، مع انتشار تمرد إسلامي كان ثبت جذوره في مالي خلال 2012، وأدى إلى مقتل آلاف وتشريد أكثر من 6 ملايين عبر منطقة الساحل.

وقالت خديجة عيس، وهي امرأة مسنة وسط الحشود خارج مبنى البرلمان، “نأمل أن يحل وصول الجيش إلى السلطة الأزمة الأمنية. تسبب الإرهاب اليوم في تشريد كثير من القرى، وأصبح أبناؤنا أرامل وأحفادنا أيتاماً”.

تعليق أنشطة الأحزاب

قال عبدالرحمن، وهو من القوات الجوية، إن طائرة عسكرية فرنسية هبطت صباح الخميس في النيجر على رغم إغلاق المجال الجوي بعد إعلان الانقلاب العسكري الليلة الماضية، ولم ترد أي من وزارتي الخارجية والدفاع الفرنسيتين ولا الجيش الفرنسي بعد على طلبات للتعليق.

وفي وقت سابق قال مسؤولون غربيون إن الوضع بالنسبة إلى محاولة الانقلاب في النيجر غير واضح، فيما حث بازوم ووزير الخارجية حسومي مسعودي القوى الديمقراطية في البلاد على مقاومة الانقلاب.

وهذا هو سابع انقلاب في غرب ووسط أفريقيا منذ 2020، وفي تصريحات منفصلة ندد الاتحاد الأفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) وألمانيا بالانقلاب.

وكان الاستحواذ على السلطة بدأ الأربعاء عندما منع بعض الحراس في القصر الرئاسي في نيامي الرئيس من الدخول، وأعلن عبدالرحمن تعليق جميع أنشطة الأحزاب السياسية حتى إشعار آخر.

وتعهد بازوم في منشور على الإنترنت صباح الخميس بحماية المكاسب الديمقراطية “التي تحققت بشق الأنفس”، وأسهمت مشاعر الإحباط بسبب فشل الدول في منع الهجمات على البلدات والقرى بدور في حدوث انقلابين في مالي وانقلابين آخرين في بوركينا فاسو منذ عام 2020.

وتوجه رئيس بنين المجاورة باتريس تالون إلى النيجر بعد ظهر الأربعاء للوساطة بعد اجتماعه مع الرئيس النيجيري ورئيس المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا بولا تينوبو، ولم يتضح الخميس ما إذا كانت المحادثات لا تزال جارية.

subtitle: 
الخارجية الفرنسية تدعو إلى استعادة المؤسسات الديمقراطية ومؤيدون لتحرك الجيش رفعوا علم روسيا وأحرقوا مقر الحزب الحاكم
publication date: 
الخميس, يوليو 27, 2023 – 23:15

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى