الأحد ٢٧ حزيران ٢٠٢١

كما كان متوقعاً، جاء خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله حاسماً لجهة تأييده مساعي ومبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري حكومياً، واعتبارها الحل الوحيد المتاح، وبنفس الوقت تقديم المساعدة لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لمحاولة التوفيق بين المساعي لإيجاد حلول مشتركة، لا تضر رئيس الجمهورية ولا رئيس الحكومة المكلف.
ما بين سطور خطاب السيد نصر الله مؤشرات حكومية إيجابية، تقول مصادر نيابية في فريق 8 آذار، مشيرة إلى أن السيد نصر الله تعمّد عدم الحديث عن إيجابيات بشكل مباشر لان التجارب علمت الجميع عدم التفاؤل بانتظار توقيع مرسوم التشكيل، ولكن من يقرأ ما بين السطور يُدرك أن حزب الله نجح من خلال تواصله مع رئيس التيار الوطني الحر من تذليل عقبات معينة، وترسيم خطوط تفاوض يمكن أن تؤدي إلى نتيجة.

تكشف المصادر أن العقد الحكومية القديمة قد حُلّت، ومنها عقد تقسيم الحقائب على الطوائف، وتسمية الوزيرين المسيحيين، حيث تم الوصول إلى شبه اتفاق لن يُعلن عنه اليوم ولكنه يقوم على فكرة ربح – ربح للرئيسين عون والحريري، ولم يبق سوى مشكلة واحدة هي «الثقة»، مشيرة إلى أن تكتل «لبنان القوي» أبلغ حزب الله أن مسألة الثقة لا تتعلق بشكل الحكومة وأسماء الوزراء، بل تتعلق ببرنامج عمل الحكومة والاداء الذي تنوي السير به، ومدى جديتها في تبني المشاريع الإصلاحية.
بالنسبة إلى الحريري، لا يمكن ولادة حكومة باتفاق مع رئيس الجمهورية، دون ضمان حصولها على الثقة من قبل التكتل الداعم لميشال عون، والذي هو سبب حصول هذا الفريق على 8 وزراء، وبالتالي إن أراد التيار التريث بمسألة الثقة فلا مانع من ذلك بشرط حصول عون على 3 وزراء إسوة بالعهود السابقة، وعندها يكون لتكتل لبنان القوي الحرية في التصويت على الثقة، أما أن تُلبّى طلبات العهد لناحية الحقائب وعدد الوزراء، ويصوتون ضد الحكومة بالمجلس النيابي فهذا بكل تأكيد لن يحصل.

إن هذه العقدة أصبحت هي العقدة الوحيدة التي تتيح الوصول إلى خواتيم سعيدة بالملف الحكومي، ولكن بحسب المصادر، فإن الفريق الشيعي ينوي لعب الدور الأبرز لحلها، وذلك عبر التدخل لدى الحريري وباسيل، على أن يكون الضمانة لمطالبهما، بما يضمن حصول حكومة الحريري على ثقة التكتل في المجلس النيابي، وحصول التكتل على مطالبه لجهة مشاريع الحكومة وعملها.
تؤكد المصادر أن هذه المحاولة التي سيقوم بها الفريق الشيعي قد تُحدث مفاجأة تضمن تشكيل حكومة على أساس بنود مبادرة نبيه بري، وهذه المفاجأة قد تحصل خلال أيام، خصوصاً بظل ما يُنقل عن مقربين من الحريري نيته العودة إلى لبنان قبل بداية الأسبوع، على أن تكون عودته مقدمة لعودة الحرارة على خطوط تأليف الحكومة.
هناك من يربط مسألة رفع الدعم التي تحصل اليوم مع اقتراب تشكيل الحكومة، وهناك من يربط أيضاً مسألة اقتراب اقرار البطاقة التمويلية بنفس الملف، كذلك ارتفاع سعر صرف الدولار الذي قفز بشكل جنوني خلال 48 ساعة، على اعتبار أن كل هذا التصعيد يمهّد الطريق أمام تشكيل الحكومة، ولكن بحسب المصادر، ورغم بعض الإيجابيات، إلا أن الأساس يبقى، وبحسب كل التجارب السابقة «ان لا حكومة قريباً»، إلا إذا حصلت المفاجأة.
محمد علوش – الديار

AymanSerhan

Recent Posts

وفد نادي التضامن صور يزور الرئيس نبيه بري: تكريم لدعمه الرياضي وتأكيد على دور صور في المقاومة والتنمية

قام وفد من نادي التضامن صور بزيارة إلى دولة الرئيس نبيه بري، راعي الرياضة وقائد…

أسبوعين ago

تزامنا مع العاصفة الرملية المرتقبة..الدفاع المدني يوجّه تحذيراً وتنبيهاً هاماً مع تعليمات لتفادي المخاطر

حذرت المديرية العامة للدفاع المدني المواطنين من مغبة إشعال النيران في المناطق الحرجية أو المحاذية…

3 أسابيع ago

من هو المستهدف في غارة بعورتا صباح اليوم؟ (صورة)

استشهد صباح اليوم الشيخ حسين عزات عطوي، من بلدة الهبارية – قضاء حاصبيا مرجعيون، في…

3 أسابيع ago

الجيش يودّع شهداء الواجب الثلاثة بمراسم مهيبة في مستشفى الشيخ راغب حرب

اقيمت قبل ظهر اليوم، مراسم تكريمية ووداعية في باحة مستشفى الشيخ راغب حرب في تول…

4 أسابيع ago

تقرير يكشف أسرار الحرب: كيف استخدمت إسرائيل أمنها واستخباراتها ضد حزب الله؟

نشر موقع “الخنادق” المعنيّ بالدراسات الإستراتيجية والأمنية تقريراً جديداً تحدّث فيه عن الجوانب الأمنية والاستخباراتية…

4 أسابيع ago

فئة الـ 500 ألف ليرة قريبا في الأسواق

عاد الحديث مُجددا عن إمكانية طباعة أوراق نقدية من فئات جديدة بالليرة اللبنانية وذلك بعد…

شهر واحد ago