مقالات

نعم! موتهن يعنيني، بقلم الأب جوزيف دكّاش.

نعم ! موتهن يعنيني …
باسمة
تالا… منال… ريما

أمٌّ وبناتها الثلاث جثث في مغارة … في ضيعة جنوبية من ضياع لبنان الحالمة الوادعة المقاومة…
من أجَاز لمَوتُورٍ أن
” يَقبِضَ على أرواحِ الناس”
والروح ملك خالقِها لا يجوزُ استردادَها إلَّا مِنه …
ربَّ قائل : ” وأنت شو حشرك”؟…
والجواب أن دماء الأبرياء تصرخ في الارض … تستصرخ ضمائرَنا وإنسانيتنا ورفضَنا لأيٍّ من أنواع العنف والاستباحات المذهبية والطائفية والمناطقية والتخفيف من أسباب حصولها ونعت الايام والأحوال والفقر
بالتسبب بها …

جريمةٌ بدمٍ باردٍ إلى هذا الحَدِّ وكأنها نزهةٌ في بساتين الخير تنتهي بإطلاق نارٍ عن سابق تصَوُّر وتَصميم أقلُّ ما يقال فيها أنها تحدٍّ لشرائِع السماء … والأَرض …
ومساءلة للسلطة على مختلف انواعها… وتَشَعُّبها … ومستوياتها أو درجاتها المدنية والعسكرية والأمنية والقضائية والروحية والمجتمعية …

لن أدخلَ في تفاصيل الحالة.
ولكنَّ صمتي سَيفَجِّرُ شَراييني
ويُفقِدُني بعضَ إنسانيَّتي.

جثث في مغارة !..
والمغارةُ عندنا مذود سلام وحُبٍّ … مهد إشعاعٍ ونور …
مولدُ الإِله “طفل المغارة” …
كيف تغدو المغارة مقبرة الأمومة والطفولة والصِّبا ؟
كيف تصبحُ مدفنا للضمير والقيم والأخلاق ؟
للوِجدان الجَمَاعيِّ وان تَبرَّاَ الجَميعُ مِمَّا جرى …
إلا اذا كان في ذهنِ البعض أنها – أي المغارة- قد تحوَّلت من مذوَدِ السلام والحُبِّ ومهد الإله وسرير الطفولة وحضنِ الحَنان ؛
إلى مغارة “علي بابا”
والأربعين حرامي وقد أصبحوا اليوم أضعافًا مضاعفةً وأَخشَى ما نَخشاهُ ان يُصبحَ البلد كلُّهُ مغارةً يسكنه “علي باباويون” يستلذُّون قتل الناس ودفنَهم في مغاورِ الحِقد المنتشرةِ على مِساحةِ اللاإِنسانية واللَّاوعي واللَّاضمير واللَّاأَخلاق
والأَنكَى
اللَّاسلطة واللَّاقضاء واللَّاأمن واللَّامحاسبة واللَّاقرار …
وان يستمرَّ الناسُ في منطق
المَحسوبيات والعنتريَّات والثأرِيَّات والتَهديدات في وقته وفي غير وقته .

أيتُها السلطة
آنَ لك أن تستَفيقي من غفوتِك التي طالت …
تكفيكِ قيلولةُ العَصر …
وتكفينا جُثثٌ مُتَحللةٌ في مغاور اللَّامبالاة .
جريمةٌ كُشِفَ مُرتكبُها…
وجراىمُ بعدَها طَيَّ الكتمان …

نحن اليومَ
مِنْ أنصار ” أَنصار” الجَنوبية
نشاطرُها الدَّمع والأخ…
وكَم كُنَّا نتمَنَّى
لِصَباياها ” الذَّبيحَات ” أن نشاركَهنَّ العُرسَ في ” قانا ”
وأَجاجينُ الفَرحِ محمرةٌ
بدَلَ الدِّماء المُحمَرَّةِ
في ” مَغارةِ أنصار “…

الأَب جوزيف دكاش
الراهب اللبناني الماروني
٢٠٢٢/٣/٢٦

Janoub 24

Recent Posts

تزامنا مع العاصفة الرملية المرتقبة..الدفاع المدني يوجّه تحذيراً وتنبيهاً هاماً مع تعليمات لتفادي المخاطر

حذرت المديرية العامة للدفاع المدني المواطنين من مغبة إشعال النيران في المناطق الحرجية أو المحاذية…

21 ساعة ago

من هو المستهدف في غارة بعورتا صباح اليوم؟ (صورة)

استشهد صباح اليوم الشيخ حسين عزات عطوي، من بلدة الهبارية – قضاء حاصبيا مرجعيون، في…

21 ساعة ago

الجيش يودّع شهداء الواجب الثلاثة بمراسم مهيبة في مستشفى الشيخ راغب حرب

اقيمت قبل ظهر اليوم، مراسم تكريمية ووداعية في باحة مستشفى الشيخ راغب حرب في تول…

يومين ago

تقرير يكشف أسرار الحرب: كيف استخدمت إسرائيل أمنها واستخباراتها ضد حزب الله؟

نشر موقع “الخنادق” المعنيّ بالدراسات الإستراتيجية والأمنية تقريراً جديداً تحدّث فيه عن الجوانب الأمنية والاستخباراتية…

6 أيام ago

فئة الـ 500 ألف ليرة قريبا في الأسواق

عاد الحديث مُجددا عن إمكانية طباعة أوراق نقدية من فئات جديدة بالليرة اللبنانية وذلك بعد…

أسبوعين ago

مجزرة المسعفين برفح.. الناجي الوحيد يروي ما شاهده من جريمة الاحتلال

أكد مسعف فلسطيني كان موجودًا في واقعة استشهد فيها 15 من زملائه في جنوب غزة…

أسبوعين ago