janoub 24

الكهرباء همّ أول لميقاتي… والمفاوضات مع “الصندوق” انطلقت

رضوان عقيل
على طاولة الرئيس نجيب ميقاتي ثمانية بنود للبحث فيها مع المبعوث الفرنسي السفير بيار دوكين وسبق له ان ناقش عناوينها مع الرئيس ايمانويل ماكرون، وسيتم “تشريحها” اليوم في السرايا لتأخذ طريقها الى التطبيق بغية توفير الدعم المطلوب لكل ما يساعد عجلة انطلاقة الحكومة التي تلقى دعماً كبيراً من الاليزيه. ويعمل ميقاتي في هذا الوقت على أكثر من جبهة تتناول ملفات حكومته، ولا سيما انه من النوع المتابع والمواكب لأدق التفاصيل إذ يعتقد أن تأمين عناصر النجاح تأتي عن طريق المجموعة، وهذا ما يحرص على بثه في نفوس الوزراء واعضاء الوفد الذي يفاوض صندوق النقد الدولي حيث يعطي هذا الموضوع الوقت الذي يستحقه والمتابعة الحثيثة نظرا الى المسار الذي ستنتهي اليه آلية التعاطي مع هذه المؤسسة والمجتمع الدولي. ويتحدث عن جملة امور هي محل مواكبة مفتوحة بغية حصد أفضل النتائج التي تساعد في خروج البلد من كل الازمات، ولا سيما ان اكثرية الوزارات والمؤسسات لا تعمل بالوتيرة المطلوبة نتيجة جملة من الضغوط المعيشية والمالية.

في ملف صندوق النقد، يوضح ميقاتي لـ “النهار” ان اللجنة الوزارية المكلفة متابعة الاتصالات والمفاوضات مع الصندوق بدأت اجتماعاتها في الايام الاخيرة مع المؤسسة الدولية عبر تقنية “الزوم” برئاسة نائب رئيس الوزراء سعادة الشامي وعضوية وزيري المال يوسف الخليل والاقتصاد امين سلام وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة. ولا يعارض رئيس الحكومة الاستعانة عندما تدعو الحاجة بأي عضو في الحكومة او اي مستشار من اجل توضيح موقف القطاع المعني. فعلى سبيل المثال سيتم التعاون بالطبع مع وزير الطاقة وليد فياض عند مناقشة هذا الملف. ويأتي كلام ميقاتي هنا بحصره هذه المهمة بالوزراء أولا ولا سيما بعد الضجة التي أثيرت حول ضم مستشارَين للرئيس ميشال عون هما شربل قرداحي ورفيق حداد الى عضوية اللجنة، وتبقى رسالة ميقاتي هنا وفق شعار “أهلاً وسهلاً بالجميع” شرط ان تكون هناك حاجة الى اي شخص في هذه المفاوضات، لكن الجهة الرسمية تبقى محصورة بالوزراء المعينين في اللجنة وسلامة. وسبق لميقاتي في جلسة مجلس الوزراء الاولى ان ردد أكثر من مرة أنه لا يريد مستشارا يمثل في اللجنة ويكتفي بوجود الوزراء الامر الذي نال موافقة عون. وتسير العلاقة بين الرئاستين الاولى والثالثة بطريقة ايجابية تركز على مسألة تسيير عمل السلطة التنفيذية المجتمعة وغير المنقسمة على نفسها.

وكانت الحكومة قد بدأت في انطلاقتها مع الصندوق بتبادل الارقام بين الطرفين واجراء عملية تقويم لها، وهي تختلف بالطبع عن تلك الارقام التي جرى وضعها على طاولة المفاوضات ابان حكومة الرئيس حسان دياب. ويتعاطى ميقاتي باطمئنان مع سيرورة هذه البداية في انتظار ان تصل اللجنة والصندوق الى تحقيق الاهداف المرجوة. وكان لبنان يأمل في حضور الوفد المفاوض من طرف الصندوق الى بيروت، لكن كوادر هذه المؤسسة الدولية مشغولة باجتماعات مهمة في منتصف الشهر الجاري، لذلك ستتم عملية المفاوضات عن طريق تقنية الفيديو. وفي لحظة اهتمام ميقاتي بملف صندوق النقد لا تفوته المتابعة الدؤوبة لملف #الكهرباء، وهذا ما ركز عليه في لقاءاته في باريس مع الرئيس ماكرون والمسؤولين الفرنسيين، فضلا عن استكماله ملف الكهرباء مع رئيس الوزراء الاردني بشر الخصاونة، وستتم متابعة هذا الملف مع المصريين عند زيارة وزير الطاقة الى القاهرة للتحضير لعملية نقل الغاز المصري الى لبنان عن طريق الاردن وسوريا.

من جهة اخرى، يولي ميقاتي عناية كبرى لملف التربية وانطلاقة العام الدراس ووضع الاسس المطلوبة لقطاع التعليم في المدارس الرسمية، ويقول ان “المدارس الرسمية ستكون محل اهتمام في الحكومة. ولا تساهل في هذا الملف التربوي بسبب اهميته في المجتمع اللبناني”.

ويعبّر ميقاتي عن ارتياحه لادارة وزير التربية عباس الحلبي”النشيط” لحقيبته المحملة بالكثير من الاثقال والتحديات على أكثر من مستوى. وكان قد تم تأمين مبلغ 70 مليون دولار اميركي، وقد لعب الحلبي دورا كبيرا في افراج البريطانيين عن هبة تقدر بـ 37 مليون دولار من أصل المبلغ المذكور، وتوافر الباقي عن طريق البنك الدولي واليونيسيف والاونيسكو. ويجمع ميقاتي والحلبي على ضرورة انطلاقة العام الدراسي في المدارس الرسمية بدءاً من 11 الجاري شرط توافر جهود الجميع ولا سيما من طرف المعلمين الذين يشكلون الحجر الاساس في هذا القطاع. ويقول الحلبي لـ”النهار” إن وزارته “تتلقى كل الدعم والرعاية من رئيس الحكومة”. وبالفعل تشكلت خلية طوارئ وزارية قوامها وزراء التربية والمال والأشغال والصحة. ويكشف الحلبي عن صرف المبلغ المشار اليه في انطلاقة السنة الدراسة، ويتمنى على الاساتذة بذل تضحية أكبر “وهم يستحقون الكثير”. ويكشف عن تخصيص مبلغ يراوح ما بين 5 و20 ألف دولار لصندوق كل مدرسة بحسب عدد تلامذتها وافراد هيئتها التعليمية، واتفق ووزير الصحة فراس الابيض على تأمين اللقاحات لسائر الاساتذة والتلامذة بغية تحصينهم من وباء كورونا. وكان الحلبي قد اسمع الجميع جملته الاتية: “إذا لم ننجح معاً في انقاذ السنة الدراسية هذه، فستسقط المدرسة الرسمية نهائياً”.

وبالعودة الى ميقاتي، فإن على أجندته جملة من المواضيع الأخرى، ولم يتم الدخول بعد في التعيينات الادارية في وظائف الفئة الاولى وتعيين اعضاء الهيئات الناظمة في انتظار تحضير المراسيم المطلوبة في هذا الصدد.

ويبقى ان ميقاتي راض عن اداء اعضاء حكومته ويأمل ان يستمروا بهذه الروحية القائمة على تماسك الفريق الواحد ومواصلة الانتاج “وكان الله معنا”.

Radwan.aakil@annahar.com.lb