احتجاجات إيران تدخل شهرها الثاني والطلاب: البلد تحولت لسجن كبير


<p class="rteright">أضرار في سجن إيفين بعد اشتعال النيران فيه (أ ف ب)</p>

دخلت الاحتجاجات التي اندلعت في أنحاء إيران بعد مقتل مهسا أميني (22 عاماً) أثناء احتجازها لدى “شرطة الأخلاق” شهرها الثاني.

وفيما ذكرت وسائل إعلام حكومية الأحد أن أربعة سجناء لقوا حتفهم وأصيب 61 آخرون في حريق شب بسجن إيفين في طهران السبت، استمرت يوم الأحد التظاهرات المناهضة للنظام، وخرجت احتجاجات في العديد من الجامعات.

وقالت السلطات الإيرانية السبت إن ورشة عمل بالسجن نشب فيها حريق “بعد اشتباك بين عدد من السجناء المدانين بجرائم مالية وسرقة”. ويضم سجن إيفين الكثير من النزلاء الذين يواجهون اتهامات أمنية ومن بينهم إيرانيون من مزدوجي الجنسية.

وذكرت وسائل إعلام رسمية نقلاً عن القضاء الإيراني أن أربعة من المصابين في حالة حرجة وأن مقتل الآخرين جاء نتيجة استنشاق الدخان الناجم عن الحريق.

وتحولت الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني إلى واحدة من أجرأ التحديات التي تواجه القيادة الدينية في إيران منذ ثورة 1979 مع دعوة المحتجين إلى إسقاط حكم رجال الدين، حتى لو لم يبد أن الاضطرابات على وشك الإطاحة بالنظام.

سجن كبير

واستمرت المظاهرات في عدة جامعات الأحد بما في ذلك في مدينتي تبريز ورشت، وقوبل ذلك بانتشار كثيف لشرطة مكافحة الشغب. وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي طلاباً في إحدى جامعات طهران يهتفون “إيران تحولت إلى سجن كبير. سجن إيفين تحول إلى مسلخ”.

وفي مقاطع مصورة أخرى، ظهرت نيران تشتعل عند تقاطعات طرق في عدة مدن، منها العاصمة وبيرانشهر في غرب البلاد، حيث أطلق سائقو السيارات الأبواق وسُمع ترديد هتافات مناهضة للحكومة.

كما شوهد عشرات المحتجين في حي فقير بطهران قبل أن يفرقهم أفراد من قوات الأمن على متن دراجات نارية بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع في الهواء.

عائلات المعتقلين تطالب بضمان سلامتهم

ولجأت أُسر بعض المعتقلين السياسيين في سجن إيفين لوسائل التواصل الاجتماعي لمطالبة السلطات بضمان سلامتهم. وأدرجت الحكومة الأميركية السجن في عام 2018 على القائمة السوداء بسبب “الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان”.

وأظهرت لقطات مصورة من السجن بثها التلفزيون الرسمي بعد ساعات من الحريق، على ما يبدو، عودة الهدوء إلى المنشأة مع نوم النزلاء في الزنازين. كما أظهرت رجال إطفاء يتفحصون ورشة عمل ألحقت النيران أضراراً بسقفها.

وقالت أتينا دائمي، وهي ناشطة حقوقية، إن أقارب سجينات محتجزات في السجن تجمعوا من أجل زيارات معتادة، لكن السلطات منعتهم من الوصول مما أدى إلى مواجهة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أضافت دائمي أن سلطات السجن أبلغت أقارب السجينات أنهن “على ما يرام لكن الهواتف معطلة”. وذكرت على تويتر لاحقاً أن بعض السجينات اتصلن لفترات قصيرة بأقاربهن.

كما كتب زوج الصحفية الإيرانية نيلوفر حميدي، التي نشرت نبأ وفاة أميني واعتُقلت الشهر الماضي، على “تويتر” أنها اتصلت به هاتفياً الأحد.

وقال محامٍ يمثل سياماك نمازي، الإيراني الأميركي المحتجز في سجن إيفين، الأحد إن نمازي اتصل بالفعل بأقاربه. ونمازي مسجون منذ ما يقرب من سبع سنوات بتهم تتعلق بالتجسس رفضتها واشنطن باعتبارها بلا أساس.

وكتب المحامي جاريد جنسر على “تويتر”: “سياماك نمازي تحدث الآن إلى عائلته. إنه بخير ونقل إلى منطقة آمنة في سجن إيفين. ليس لدينا مزيد من التفاصيل في هذا الوقت”.

ويُحتجز العديد من الإيرانيين والأجانب مزدوجي الجنسية في سجن إيفين في الغالب بتهم تتعلق بالأمن. وذكرت بعض منشورات لأصدقاء وأقارب للنزلاء على “تويتر” أنهم تواصلوا مع أُسرهم هاتفياً الأحد.

حملة عنيفة

لدى سؤاله عن الحريق الذي شب في السجن، قال الرئيس الأميركي جو بايدن السبت إنه فوجئ بشجاعة المحتجين الإيرانيين. وطالب إيران في وقت سابق “بإنهاء العنف ضد مواطنيها الذين هم ببساطة يمارسون حقوقهم الأساسية”.

وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن بايدن يُحرض على “الفوضى والإرهاب والدمار… ولا بد من تذكيره بالكلمات الخالدة لمؤسس الجمهورية الإسلامية الذي وصف أميركا بأنها الشيطان الأكبر”، في إشارة إلى الخميني.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية الأحد أنها تتابع باهتمام بالغ الوضع في سجن إيفين “حيث يُحتجز عدة مواطنين فرنسيين بشكل تعسفي”.

مئات القتلى

وتعاملت السلطات مع الاحتجاجات بحملة قمع وحشية. وقالت جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إن 240 على الأقل لقوا حتفهم في الاحتجاجات، بينهم 32 قاصرا. وذكرت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) السبت أن نحو ثمانية آلاف اعتقلوا في 111 مدينة وبلدة. ولم تنشر السلطات حصيلة القتلى.

ومن بين القتلى فتيات أثار موتهن دعوات للاحتشاد في مزيد من المظاهرات في أنحاء البلاد.

وتنفي إيران قتل قوات الأمن لأي محتج. وتلقي طهران بمسؤولية العنف على أعدائها بالداخل والخارج. وقالت وسائل إعلام رسمية السبت إن 26 على الأقل من أفراد قوات الأمن قتلوا على يد “مثيري الشغب”. 

subtitle:
استمرار التظاهرات في الجامعات وعائلات بعض المعتقلين السياسيين في "إيفين" تطالب السلطات بضمان سلامتهم
publication date:
الاثنين, أكتوبر 17, 2022 – 02:00

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com

AymanSerhan

Recent Posts

فئة الـ 500 ألف ليرة قريبا في الأسواق

عاد الحديث مُجددا عن إمكانية طباعة أوراق نقدية من فئات جديدة بالليرة اللبنانية وذلك بعد…

أسبوع واحد ago

مجزرة المسعفين برفح.. الناجي الوحيد يروي ما شاهده من جريمة الاحتلال

أكد مسعف فلسطيني كان موجودًا في واقعة استشهد فيها 15 من زملائه في جنوب غزة…

أسبوع واحد ago

الحرارة تتخطى الـ32 درجة الثلاثاء!… فكيف سيكون طقس الأيام المقبلة؟

طقس ربيعي مستقر نسبياً يسيطر على لبنان والحوض الشرقي للمتوسط حتى اليوم الأحد حيث تتأثر…

أسبوع واحد ago

3 جرحى بخلاف فردي في الشرحبيل

أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام"  أن خلافا فرديا في منطقة الشرحبيل بين عدد من الاشخاص، استخدمت…

أسبوع واحد ago

لبنانيّون يتلقّون رسائل مزيّفة لإعانات مالية بالدولار… والأمن العام يُحذّر! (صورة)

أعلنت المديرية العامة للامن العام اللبناني، أنّه "تبيّن أخيراً أن عدداً كبيراً من المواطنين تلقّى…

3 أسابيع ago

لبنان في قلب الموجة “الحارة”… والأسبوع الأول من نيسان يحمل “المفاجأة”: فاستعدوا!

يشهد لبنان والحوض الشرقي للمتوسط تأثير رياح خماسينية دافئة قادمة من شمال إفريقيا، محملة بالغبار،…

3 أسابيع ago