السياسة تعرقل خطة لبنان لخفض سعر الصرف الرسمي لليرة


<p>فقدت الليرة اللبنانية منذ عام 2019 أكثر من 95 في المئة من قيمتها (أ ف ب)</p>

قالت مصادر وزارية وسياسية، الخميس الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني)، إن لبنان تراجع عن خطط لخفض سعر الصرف الرسمي لليرة القائم منذ 25 عاماً، واستبداله بسعر أقرب إلى سعر السوق، وذلك وسط مخاوف من رد فعل المواطنين.

وقال وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف خليل، لوكالة “رويترز” في 28 سبتمبر (أيلول)، إن الدولة اعتمدت سعر صرف قدره 15 ألف ليرة في مقابل الدولار بدلاً من 1507، واصفاً ذلك بأنه خطوة نحو توحيد أسعار الصرف المختلفة التي ظهرت منذ دخول البلاد في أزمة اقتصادية عام 2019.

وقال خليل في البداية إن القرار سيدخل حيز التنفيذ في الأول من نوفمبر، لكن وزارته قالت في وقت لاحق إن ذلك سيعتمد على موافقة البرلمان على خطة التعافي المالي، وهو ما لم يحدث بعد.

موافقة الثنائي

وقال مصدر بوزارة المالية الخميس، “الخلافات السياسية أوقفت الخطوة. لا أحد في البلاد يريد تحمل مسؤوليتها”.

وأضاف المصدر أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي غير مستعد لإعطاء الضوء الأخضر لخطة تغيير سعر صرف الليرة حتى موافقة ميليشيا “حزب الله” وحركة “أمل” عليها. وأكد مصدر من مكتب ميقاتي إحجام رئيس الوزراء عن التحرك من دون موافقة هاتين القوتين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال مصدر من إحدى الجماعتين، “سيكون من الصعب تنفيذ ذلك الآن”.

وانزلق لبنان في واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية التي واجهتها أية دولة خلال القرنين الماضيين. وفقدت الليرة أكثر من 95 في المئة من قيمتها، ويشكل الفقراء أكثر من 80 في المئة من السكان.

وفي شهر أبريل (نيسان)، اتفق لبنان مع صندوق النقد الدولي على قائمة إصلاحات يتعين تنفيذها من أجل الحصول على حزمة إنقاذ، بما في ذلك توحيد سعر الصرف.

وجرى الخميس تداول الليرة في السوق الموازية بسعر 37500 ليرة في مقابل الدولار، وعلى منصة صيرفة تابعة للبنك المركزي عند 30100 ليرة، بينما لا يزال السعر الرسمي عند 1507 ليرات.

الاعتبارات السياسية

وقال نسيب جبريل، كبير الاقتصاديين في “بنك بيبلوس”، إن السعر الجديد سيكون له آثار “بعيدة المدى” في الاقتصاد، وينبغي تنسيقه مع البنك المركزي وصندوق النقد الدولي.

وأضاف جبريل أن التأثير سيطاول الموازنات العمومية للبنوك وعملية إعادة الرسملة وسداد القروض والقطاع الخاص والمواطنين، إضافة إلى تأثيره في التضخم والأسعار.

ومن الناحية السياسية، يواجه لبنان وضعاً غير مسبوق يتمثل في وجود حكومة تصريف أعمال بصلاحيات محدودة مع شغور منصب الرئيس.

وقال جبريل “الاعتبارات السياسية هي المهيمنة، هذه حقيقة، والكلفة هي تأخير الإصلاحات”.

subtitle:
الاقتصاد المحلي ينزلق إلى واحدة من أسوأ الأزمات التي واجهتها أية دولة خلال القرنين الماضيين
publication date:
الخميس, نوفمبر 3, 2022 – 17:45

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com

AymanSerhan

Recent Posts

تزامنا مع العاصفة الرملية المرتقبة..الدفاع المدني يوجّه تحذيراً وتنبيهاً هاماً مع تعليمات لتفادي المخاطر

حذرت المديرية العامة للدفاع المدني المواطنين من مغبة إشعال النيران في المناطق الحرجية أو المحاذية…

6 ساعات ago

من هو المستهدف في غارة بعورتا صباح اليوم؟ (صورة)

استشهد صباح اليوم الشيخ حسين عزات عطوي، من بلدة الهبارية – قضاء حاصبيا مرجعيون، في…

6 ساعات ago

الجيش يودّع شهداء الواجب الثلاثة بمراسم مهيبة في مستشفى الشيخ راغب حرب

اقيمت قبل ظهر اليوم، مراسم تكريمية ووداعية في باحة مستشفى الشيخ راغب حرب في تول…

يوم واحد ago

تقرير يكشف أسرار الحرب: كيف استخدمت إسرائيل أمنها واستخباراتها ضد حزب الله؟

نشر موقع “الخنادق” المعنيّ بالدراسات الإستراتيجية والأمنية تقريراً جديداً تحدّث فيه عن الجوانب الأمنية والاستخباراتية…

6 أيام ago

فئة الـ 500 ألف ليرة قريبا في الأسواق

عاد الحديث مُجددا عن إمكانية طباعة أوراق نقدية من فئات جديدة بالليرة اللبنانية وذلك بعد…

أسبوعين ago

مجزرة المسعفين برفح.. الناجي الوحيد يروي ما شاهده من جريمة الاحتلال

أكد مسعف فلسطيني كان موجودًا في واقعة استشهد فيها 15 من زملائه في جنوب غزة…

أسبوعين ago