مقدمة نشرة الأخبار المسائية – السبت 12 تشرين الثاني 2022


اذا وضعنا جانباً التسلية السياسية التي يمارسها بعض النواب في موضوع النصاب، مع علمهم المسبق بأن حضور الثلثين شرط، ليس فقط ميثاقي ودستوري لانتخاب رئيس لبنان، بل تاريخي أيضاً، نظراً إلى أنه كان محترماً في مختلف الاستحقاقات الرئاسية منذ تأسيس الجمهورية وإعلان ولادة الدستور في 23 ايار 1926، مروراً بانتخاب الرئيسين بشير وأمين الجميل، وحتى جلسة انتخاب الرئيس العماد ميشال عون في 31 تشرين الاول 2016، وإذا وضعنا جانباً المتغيرات الخارجية المحتملة، أو التطورات الداخلية التي يمكن أن تطرأ، يمكن القول إن المواقف الداخلية من الرئيس المقبل للجمهورية، ترسو راهناً على الشكل الآتي: حزب الله يريد قبل أي اعتبار آخر، رئيساً يطمئن المقاومة، فلا يباع ولا يشترى، ولا يطعنها في ظهرها، أي رئيساً يتبنى على المستوى الاستراتيجي، التوجهات التي جسَّدها الرئيس عون، كما شدد السيد حسن نصرالله امس. أما الفريق المناهض لحزب الله في البلاد، أي بقايا تجمع الرابع عشر من آذار من أحزاب وشخصيات، ومعهم جزء من نواب قوى التغيير، يريدون رئيساً هو تماماً عكس ما يريده نصرالله. وهذا الفريق، باق حتى اللحظة على موقفه بانتخاب النائب ميشال معوض، الذي يعتبر في شكل مستغرب، أن معركته الرئاسية مقتصرة على استقطاب سبعة وستين نائباً يعتبر أنهم يشكلون معارضة نيابية بأطياف متعددة، وكأن نصاب الست والثمانين نائباً ليس في قاموسه، تماماً كالميثاقية التي تفرض التوافق الوطني العام في مثل الانتشار السياسي النيابي الذي نعيش فيه منذ الاستحقاق النيابي الاخير.
أما وليد جنبلاط، فينتخب معوض، لكنه يعلن من عين التينة قبل أيام أنه ينبذ رئيس التحدي، ويتحاور قبلها مع حزب الله، ويطلب في الوقت نفسه من مروان حمادة، المصنف ضمن صقوره النيابيين، أن يجامل سليمان فرنجية في اكثر من اطلالة اعلامية.
يبقى اخيراً، التيار الوطني الحر، الذي اعلن ورقة اولويات رئاسية واضحة، محدداً دون سواه برنامجاً متكاملاً، لا لرئيس مقبل فقط، بل لوطن تحول منظومة سياسية متحكمة فيه دون نهوضه من الكبوة، والتحاقه بركب الدول المتقدمة، حيث يستحق… هذا مع علم الجميع، في الداخل والخارج، أن موقف التيار هذه المرة، هو الأكثر قدرة على التأثير في مسار الأمور. فالاتجاه الذي سيقرر يوماً أن يسير فيه، سيساهم بشكل كبير في رسم المشهد الوطني المقبل، بعدما أسهمت ولاية الرئيس عون الرئاسية في ترسيخ الدعائم التي ستلعب دوراً كبيراً في إعادة نهوض البلاد، وآخرها انجاز اتفاق الترسيم البحري الجنوبي. غير ان بداية النشرة من المستحيل الذي صار ممكناً اليوم بسحر ساحر. فالكهرباء عشر ساعات واكثر، صارت قيد التوافق بين الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، والمال صار متوفراً، وحتى طعن القوات اللبنانية الذي قدم سابقاً بسلفة الخزينة، لم يعد محسوماً اليوم

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :otv.com.lb

AymanSerhan

Recent Posts

فئة الـ 500 ألف ليرة قريبا في الأسواق

عاد الحديث مُجددا عن إمكانية طباعة أوراق نقدية من فئات جديدة بالليرة اللبنانية وذلك بعد…

يومين ago

مجزرة المسعفين برفح.. الناجي الوحيد يروي ما شاهده من جريمة الاحتلال

أكد مسعف فلسطيني كان موجودًا في واقعة استشهد فيها 15 من زملائه في جنوب غزة…

3 أيام ago

الحرارة تتخطى الـ32 درجة الثلاثاء!… فكيف سيكون طقس الأيام المقبلة؟

طقس ربيعي مستقر نسبياً يسيطر على لبنان والحوض الشرقي للمتوسط حتى اليوم الأحد حيث تتأثر…

3 أيام ago

3 جرحى بخلاف فردي في الشرحبيل

أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام"  أن خلافا فرديا في منطقة الشرحبيل بين عدد من الاشخاص، استخدمت…

4 أيام ago

لبنانيّون يتلقّون رسائل مزيّفة لإعانات مالية بالدولار… والأمن العام يُحذّر! (صورة)

أعلنت المديرية العامة للامن العام اللبناني، أنّه "تبيّن أخيراً أن عدداً كبيراً من المواطنين تلقّى…

أسبوعين ago

لبنان في قلب الموجة “الحارة”… والأسبوع الأول من نيسان يحمل “المفاجأة”: فاستعدوا!

يشهد لبنان والحوض الشرقي للمتوسط تأثير رياح خماسينية دافئة قادمة من شمال إفريقيا، محملة بالغبار،…

أسبوعين ago