مقدمة نشرة الأخبار المسائية – الأحد 2 نيسان 2023

بعيدا من الوقائع التاريخية المغلوطة التي يحاول ترويجَها كلَ مرة، حيث ينسب الى نفسه وحزبِه بطولات هي ملكُ شعبٍ كامل، ومؤسسةٍ كاملة، ورموزٍ باتوا جميعا اما تحت التراب او في موقع سياسي آخر، ضمن نفس الثوابت…

وبغض النظر عن اساءاته المستمرة لسائر الافرقاء المسيحيين، ومحاولاته الدائمة لتحميل ولاية العماد ميشال عون الرئاسية المسؤولية الكاملة عن كل ما حل بلبنان منذ التسعينات الى اليوم…

يبقى ان موقف سمير جعجع امس، كان لافتا في التوقيت والمضمون. فمن حيث التوقيت، هو اتى بعد لقاء مطول عقده مع السفير السعودي، واثر مصالحة سعودية-ايرانية، وتقارب بين الرياض ودمشق، مع تصاعد احتمالات دعوة الرئيس بشار الاسد للمشاركة في القمة العربية المقبلة في العاصمة السعودية. اما من حيث المضمون، فهو الاعلى سقفا لجعجع، لناحية رفض وصول مرشح حركة امل وحزب الله سليمان فرنجية الى الرئاسة، تحت شعار “ع بعبدا ما بتفوتو”.

غير ان الموقف المذكور لا يلغي الشكوك، خصوصا اذا طرأ تطورٌ اقليمي ما، ذلك ان تجارب رئيس القوات في هذا الاطار لا تحصى او تعد.

فبعد سؤاله الشهير “وهل تُسأل القوات عن موقفها من الطائف”؟ الذي قصد به انّ من البديهي ان تكون معارِضة للاتفاق المذكور، عاد وسار به وغطاه عسكريا وصولا الى 13 تشرين.

وبعد انسحاب الجيش السوري من لبنان وثورة الارز عام 2005، عاد والتحق بالتحالف الرباعي مع حزب الله وأمل، فضلا عن المستقبل وجنبلاط.

وبعد مزايداته في موضوع القانون الارثوذكسي، عاد وتنازل في 15 ايار 2013.

وبعدما بالغ في اتهام العماد عون زورا بأنه تابعٌ للمحور الايراني-السوري وحزب الله، عاد وانتخبه رئيسا عام 2016.

وبعد تفاهم معراب الذي قضى بدعم العهد العوني من التيار والقوات معا، عاد جعجع وانقلب على تعهداته، بدءا بالموقف من احتجاز سعد الحريري، ومرورا برفض التحالف مع التيار في الانتخابات النيابية، ووصولا الى الاستهداف السياسي المستمر، قبل وبعد 17 تشرين.

طبعا، لا نردد ما سبق من باب الامعان في شق الصف، بل للحث على التعلم من تجارب الماضي، لتكون عبرة للمستقبل… فعسى ان يستجيب رئيس القوات للدعوات الروحية والسياسية للتفاهم المسيحي ثم الوطني، ليبدد الشك بموقفه، باليقين.

فكيف اذا كنا على موعد هذا الاسبوع، الذي يصادف اسبوع الالام، مع لقاء روحي للنواب المسيحيين في بكركي في اربعاء ايوب؟

لقاء لا يعوِل عليه كثيرون حتى اللحظة، من دون ان يلغي ذلك الامل بصحوة تأخرت، علها تساهم في انقاذ ما تبقى، قبل فوات الاوان.

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :otv.com.lb

Recent Posts

تقرير يكشف أسرار الحرب: كيف استخدمت إسرائيل أمنها واستخباراتها ضد حزب الله؟

نشر موقع “الخنادق” المعنيّ بالدراسات الإستراتيجية والأمنية تقريراً جديداً تحدّث فيه عن الجوانب الأمنية والاستخباراتية…

19 ساعة ago

فئة الـ 500 ألف ليرة قريبا في الأسواق

عاد الحديث مُجددا عن إمكانية طباعة أوراق نقدية من فئات جديدة بالليرة اللبنانية وذلك بعد…

أسبوع واحد ago

مجزرة المسعفين برفح.. الناجي الوحيد يروي ما شاهده من جريمة الاحتلال

أكد مسعف فلسطيني كان موجودًا في واقعة استشهد فيها 15 من زملائه في جنوب غزة…

أسبوعين ago

الحرارة تتخطى الـ32 درجة الثلاثاء!… فكيف سيكون طقس الأيام المقبلة؟

طقس ربيعي مستقر نسبياً يسيطر على لبنان والحوض الشرقي للمتوسط حتى اليوم الأحد حيث تتأثر…

أسبوعين ago

3 جرحى بخلاف فردي في الشرحبيل

أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام"  أن خلافا فرديا في منطقة الشرحبيل بين عدد من الاشخاص، استخدمت…

أسبوعين ago

لبنانيّون يتلقّون رسائل مزيّفة لإعانات مالية بالدولار… والأمن العام يُحذّر! (صورة)

أعلنت المديرية العامة للامن العام اللبناني، أنّه "تبيّن أخيراً أن عدداً كبيراً من المواطنين تلقّى…

3 أسابيع ago