<p>تصاعد الدخان الأسود واشتعال النيران في سوق أم درمان أمس الأربعاء (رويترز)</p>
بعدما قدرت الأمم المتحدة عدد المحتاجين إلى مساعدات إنسانية في السودان بنحو 25 مليون شخص، وبحوالى 3.03 مليار دولار حجم المساعدات الطارئة الضرورية للبلاد والفارين من الحرب إلى البلدان المجاورة الذين يتوقع أن يتجاوز عددهم المليون هذا العام، يرى باحثون أن من الأسباب التي تقف وراء الحرب السودانية انقسام السودانيين بين نخبة تقليدية احتكرت الموارد والقوة في العاصمة ووسط البلاد، وشرائح مهمشة تعيش في أطرافها وأريافها.
ويتجلى هذا الفارق بوضوح بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان الذي تفقد قواته، أمس الأربعاء، بمقر قيادة القوات البرية في الخرطوم، وقائد “قوات الدعم السريع” محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي” اللذين يقودان طرفي النزاع.
خلفيتان مختلفتان
ولد البرهان شمال الخرطوم ودرس العلوم العسكرية وأصبح جندياً محترفاً، بينما ينتمي حميدتي إلى قبيلة في غرب السودان قرب الحدود مع تشاد، وبرز كزعيم لميليشيات “الجنجويد” المرهوبة الجانب في إقليم دارفور، ويسخر سكان العاصمة من لكنته المحلية.
ويؤكد الباحث في شؤون القرن الأفريقي والشرق الأوسط مارك لافيرن أن “المجتمع السياسي السوداني يتركز في وادي النيل”.
ويشير إلى أن “هذه الحرب هي أيضاً نتيجة الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها السودان، والتي لم تعالجها أي حكومة في الخرطوم منذ أن برز هذا التباين بين وادي النيل والخرطوم” من جهة وبقية مناطق البلاد من جهة أخرى.
ومنذ أكثر من شهر، تهز أعمال العنف أرجاء الخرطوم وضواحيها وبعض الولايات مخلفة قرابة ألف قتيل وآلاف الجرحى، إضافة الى قرابة مليون نازح ولاجئ.
مناجم الذهب
ويرى لافيرن أن “المناطق النائية أصبحت اليوم الأكثر ثراء من حيث الموارد”، في إشارة إلى مناجم الذهب في إقليم دارفور في غرب السودان، والتي يسيطر عليها دقلو وشيد من ورائها إمبراطورية اقتصادية وتجارية.
وأفاد تقرير صادر عن معهد “ريفت فالي” للأبحاث أن هذه الثروات سمحت لقوات الدعم السريع بأن تتحول “من ميليشيات محلية إلى كيان وطني قوي ومؤثر يهدد تفوق القوات المسلحة السودانية”. وأضاف التقرير الذي نُشر، الإثنين، أن “التوسع السياسي والاقتصادي والعسكري لقوات الدعم السريع مثال على المعركة بين نخبة عسكرية سياسية تتمركز في الوسط ونخبة عسكرية جديدة في دارفور”.
ووصف التقرير ما يجري في الوقت الراهن بأنه “مرحلة جديدة في الصراع بين المركز والأطراف”.
وتقول خلود خير، مؤسِّسة مركز “كونفلوانس أدفايزوري” للأبحاث في الخرطوم، إن “هناك عديداً من خطوط الصدع” بين المعسكرين، مشيرة إلى أن “حميدتي يوصف بأنه دخيل من دارفور على الخرطوم”.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مزايا وانضباط أقل
وتعتقد خير أن قوات الدعم السريع “عملت قبل النزاع على إيصال رسالة تفيد بأن عناصرها يقاتلون من أجل الديمقراطية نيابة عن جميع المهمَّشين في السودان”.
ولفتت إلى أن دقلو “كان يُعتبر من أفضل جهات التوظيف في البلاد قبل اندلاع النزاع. إذ لديه كثير من المال ويحصل من ينضم إلى قوات الدعم السريع على مزايا عدة”.
لكن الأمر لم يعد يسيراً على دقلو بعد اندلاع الحرب، وفق خير، “لأن قواته أقل انضباطاً بكثير من الجيش”.
وتضيف “إنهم لا يتبعون الأوامر دائماً وتسببوا في كثير من المتاعب لسكان الخرطوم”، إذ تزايدت أعمال النهب والسرقة واحتلال المنازل.
عدم المساواة
وفي سياق آخر، يرى البعض أن عدم المساواة بين وسط البلاد وأطرافها مرتبط أيضاً باللون.
وكتب الباحث البريطاني أليكس دي وال في مجلة “لندن ريفيو أوف بوكس”، “إلى الآن، يمتلك السودانيون معجماً للون البشرة يتدرج من الأحمر والبني إلى الأخضر والأصفر، إلى الأزرق”.
وتابع “لا يزال يُطلق مسمى العبيد على سكان الجنوب، أصحاب البشرة الداكنة”.
ولكن بحسب الخبراء، لا يبدو أن لهذا المعيار حيثية كبيرة في الصراع الحالي، وستبرز أهمية الولاء القبلي والعرقي إذا طالت فترة الحرب.
وتتوقع خلود خير أنه “سيتعين على الجانبين تجنيد قوات جديدة لتعويض خسارتهما. تاريخياً، يعد الولاء العرقي أفضل طرق التجنيد في السودان”.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com
حذرت المديرية العامة للدفاع المدني المواطنين من مغبة إشعال النيران في المناطق الحرجية أو المحاذية…
استشهد صباح اليوم الشيخ حسين عزات عطوي، من بلدة الهبارية – قضاء حاصبيا مرجعيون، في…
اقيمت قبل ظهر اليوم، مراسم تكريمية ووداعية في باحة مستشفى الشيخ راغب حرب في تول…
نشر موقع “الخنادق” المعنيّ بالدراسات الإستراتيجية والأمنية تقريراً جديداً تحدّث فيه عن الجوانب الأمنية والاستخباراتية…
عاد الحديث مُجددا عن إمكانية طباعة أوراق نقدية من فئات جديدة بالليرة اللبنانية وذلك بعد…
أكد مسعف فلسطيني كان موجودًا في واقعة استشهد فيها 15 من زملائه في جنوب غزة…