janoub 24

قال سكان في موسكو إنهم “فوجئوا” بتمرد مجموعة “فاغنر” المسلحة على القيادة العسكرية الروسية، معربين عن أملهم في أن يتمكن الجيش من التصدي لهذا العصيان العسكري و”إعادة النظام”.

وتوضح إيلينا البالغة من العمر 35 سنة “اطلعت على الأنباء هذا الصباح، فوجئت جداً، ولا أعرف كيف أتفاعل مع ذلك”.

وتضيف “على أي حال هذا أمر مؤسف جداً”، معربة خصوصاً عن أسفها لتأجيل مراسم تسليم شهادة الثانوية العامة للناجحين التي كانت مقررة اليوم السبت إلى موعد آخر.

وفي هذه المرحلة لم يعم الذعر موسكو بعد، فالسكان يتنزهون في الحدائق والشوارع التجارية بوسط العاصمة وهم يتناولون المثلجات أو ينزهون الكلاب، وقرب الساحة الحمراء الشهيرة يلتقط سياح صور “سيلفي”.

توتر شديد

وبدوره قال سيرغي وهو مقاول في الـ27 من العمر “كنت أرى أن الوضع عموماً قد يكون خطراً وأن شيئاً كهذا ربما يحدث لكنه كان مجرد افتراض”، متابعاً “عندما علمت ما حصل شعرت بتوتر شديد”.

وفرض في المدينة “نظام مكافحة الإرهاب” الذي يتم في إطاره تعزيز صلاحيات الأجهزة الأمنية ويسمح لها بتقييد التنقلات، وخلال الليل أظهرت مشاهد بثتها وسائل الإعلام الروسية آليات عسكرية تجوب شوارع موسكو.

وذهب رئيس بلدية العاصمة سيرغي سوبيانين إلى حد وصف الوضع بأنه “صعب” في موسكو التي يزحف باتجاهها عناصر مجموعة “فاغنر”، بينما أعلن أن الإثنين يوم عطلة.

ودعا سوبيانين سكان موسكو إلى “الحد قدر الإمكان” من التنقلات، لافتاً إلى أن حركة السير “قد تمنع” على بعض الطرقات والأحياء.

ثمة اضطرابات على الدوام

ويرى دانيل نوفوكريشينوف البالغ من العمر 22 سنة أن “روسيا لا تعرف الهدوء أبداً، ثمة اضطرابات على الدوام”.

وندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشدة اليوم بـ “خيانة” قائد مجموعة “فاغنر” وذهب إلى حد التحذير من خطر اندلاع “حرب أهلية”.

وتعتبر أولغا شميد (29 سنة) أن الجيش الروسي “سيكون قادراً على وقف” يفغيني بريغوجين قائد “فاغنر”، مضيفة أنه قد يكون أقدم على هذا التمرد “لأنه شعر بأن لديه كثيراً من الأشخاص تحت إمرته وبدأ يشعر بنوع من السلطة”.

وتأمل أولغا سوكولوفا البالغة من العمر 57 سنة وهي مدرسة لغة إنجليزية في الوصول إلى “نتيجة إيجابية”، مؤكدة “أنا شخصياً والمقربون مني نتمنى أن تسير الأمور على ما يرام وأن يعم النظام”.

التراجع حقناً للدماء

أعلن قائد مجموعة “فاغنر” الروسية المسلحة بصورة مفاجئة مساء السبت أن قواته، التي بدأت الزحف إلى موسكو مساء الجمعة إثر تمردها على القيادة العسكرية، “تعود أدراجها” إلى قواعدها حقناً للدماء.

وقال بريغوجين في تسجيل صوتي بثه مكتبه “الآن هو الوقت الذي يمكن أن تُسفك فيه دماء. لذلك  فإن أرتالنا تعود أدراجها إلى المعسكرات الميدانية وفقاً للخطة”.

وأوضح أنه أمر مقاتليه، الذين كانوا يتقدمون صوب موسكو، بالعودة إلى قواعدهم لتجنب إراقة الدماء. وأضاف أن مقاتلي المجموعة تقدموا إلى مسافة تبعد 200 كيلومتر من موسكو خلال الـ24 ساعة الماضية.

وساطة بيلاروسية

جاء ذلك بعدما أعلن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو أن رئيس مجموعة “فاغنر” أبلغه السبت موافقته على “وقف تحركات” مقاتليه في روسيا وتجنب أي تصعيد إضافي للوضع.

وقالت القناة غير الرسمية للرئاسة البيلاروسية على “تيليغرام” إنّ “يفغيني بريغوجين وافق على اقتراح رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشنكو بوقف تحرّكات مسلحي مجموعة فاغنر واتخاذ تدابير لتهدئة التوتّرات”.

وأضافت القناة أن الوساطة جرت بالاتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واستمرت طوال اليوم. وتابعت “ما هو مطروح الآن مقبول تماماً لحل الوضع، مع ضمانات أمنية لمقاتلي فاغنر”.