استكمالاً لأجواء عيد الأضحى المبارك أجمعت خطب العيد في لبنان على ضرورة الخروج من الأزمة السياسية كبوابة أساسية لمعالجة الأزمات الأخرى وفي مقدمتها الأزمة الاقتصادية الخانقة، وسلوك طريق الحوار بين جميع الافرقاء اللبنانيين والعمل على لبننة الاستحقاق الرئاسي، كما اجمعت خطب العيد على الادانة الواسعة لجريمة حرق نسخة من القرآن الكريم في السويد مؤكدين ان احراق المصحف الشريف هو احراق لكل قيم المحبة والسلام التي يدعو لها وأنه لا علاقة للحريات بذلك بل ان احراق القران الكريم هو اعتداء جبان على الانسانية جمعاء من قبل مدعي حقوق الانسان.
المفتي قبلان: لبنان رغم كل الكوارث هو أشد وأصلب من أن يبيع قراره السياسي وسيادته الوطنية
ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة العيد من على منبر مسجد الإمام الحسين (ع)، في برج البراجنة بعد تأدية صلاة العيد قال فيها “بلدنا اليوم أزمات ونكبات وكوارث وبطالة وتضخم واستنزاف لا سابق له، ما يفترض تأكيد روح الايمان في ما بيننا، وتوثيق علاقات الاخوة وتمتينها، ولا أقول هذا لنا كطائفة، بل كلبنانيين، لأن جميع طوائف هذا البلد طائفة الله، بلا فرق بين مسلم ومسيحي، ولذا من أغاث مسيحيا كان كمن أغاث مسلما، ومن تقرب الى الله بخدمة مسيحي كان كمن تقرب الى الله بخدمة مسلم، و”كلكم لآدم وآدم من تراب”، {إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير}.
وأضاف سماحته “لذلك المنطق الوطني يقول لنا: القطيعة السياسية كفر وخيانة للأوطان ومصالحها، والإصرار والتعنت على لعبة العدد والضغط بالأزمات والإنهاك سيضيع بلدنا، والحل بالحوار والتلاقي ودون الحوار لا حلول، والديمقراطية التي تغرق لبنان بالأزمات ليست أكثر من وبال على لبنان، والميثاقية ضرورة وطنية لأنها أساس دستورية الدولة، ومشروعية وجودها، والمشروع الأميركي حاضر بقوة وهو يضغط باتجاه التعامل مع لبنان كدولة نفطية فقيرة ومحاصرة ومغلوبة على أمرها. كل ذلك وسط أدوات دولية مختلفة تعمل على استسلامنا السياسي، مع العلم أن لبنان رغم كل الكوارث هو أشد وأصلب من أن يبيع قراره السياسي وسيادته الوطنية”.
وتوجه الى القوى السياسية: “العالم اليوم يعيش سطوة الصراع على الغاز بشرق البحر المتوسط، وسط حرب العالم في أوكرانيا، ومن أخذ سوريا للحرب كانت عينه على غاز ونفط المنطقة، بما في ذلك مصالح تل أبيب كثكنة مصالح غربية، وهذه الخصومة لها ثمن باهظ جدا، والمطلوب الصمود وطنيا، لأن النصر صبر ساعة، وأي تماسك وطني أكبر يعني انتصارا أكبر، لذلك الحل بأيديكم ولا بديل عن لبنان كوطن، ولا بديل عن مشروع الدولة المركزي، ولبنان اليوم على مفترق تاريخي، والإنقاذ يبدأ من تسوية رئاسية تضمن مصالح لبنان، وكل ما نريده وطنيا، “سياسة شراكة لا سياسة إلغاء”، والمسلم بحاجة للمسيحي والمسيحي بحاجة للمسلم، ومصالح لبنان خط أحمر، ولا يمكن تمرير تسوية على حساب لبنان، كما لا يمكن أن نقدم لبنان هدية لأحد، والذي ينكر اللعبة الدولية في لبنان كمن ينكر ضوء الشمس بقلب النهار. من هنا، نحن لن نقبل بأي نوع من أنواع الانتداب، والحوار الوطني والأمن وحماية مشروع الدولة والشراكة الوطنية وإنقاذ المرفق العام أم الضرورات، وانعقاد الحكومة للقضايا الوطنية ضرورة، وحماية التركيبة اللبنانية ضرورة، وحماية اليد اللبنانية ضرورة، وتأمين الأساسيات المعيشية والاستشفائية ضرورة. كل ذلك لأن الأولوية للبنان الوطن، وطريق إنقاذه يمر بتسوية رئاسية تبدأ بمجلس النواب. إن ما نريده على مستوى المنطقة إطفاء نار الخصومة في بلادنا العربية والإسلامية كافة، واهتمام أكبر بقضية القدس وفلسطين، وفي هذا السياق نعول باهتمام بالغ على روح الاخوة خاصة بين طهران والرياض، والأمل كبير على التقارب والاتفاق السعودي الإيراني، والسعودي السوري، ونصيحة لكم جميعا: احذروا دائما الأميركي حتى لو كان راضيا فلا تثقوا به”.
وقال: “ما يجري في فلسطين، يدعو العرب والمسلمين للتضامن بوجه أسوأ إرهاب صهيوني، وتاريخ الأمس انتهى، ونحن أبناء اليوم الذين نرفض بيع الأوطان، ولدينا العزائم والإمكانات النوعية والكمية لحماية الأوطان واستنقاذها من الاحتلال.
وللحكومتين اللبنانية والسورية أقول: لبنان يحتاج سوريا، وسوريا تحتاج لبنان، والوصل مصلحة عليا للبلدين، ولا نخاف على لبنان من عدوان صهيوني، لأن لبنان بثلاثية “جيش شعب مقاومة” يشكل ضمانة لبنان والمنطقة، وميزان الردع لصالح لبنان لا لصالح تل أبيب، والصهيوني يدرك حقيقة الميزان الجديد، إلا أن العين على الانقسام السياسي في الداخل اللبناني، ومع أي تسوية رئاسية وطنية سيبدأ لبنان لحظة جديدة من تاريخه ومصيره إن شاء الله تعالى”.
وختم قبلان “كلمة أخيرة للسلطات السويدية أقول: الحرية الفكرية التي لا تتسع للقرآن الكريم ليست أكثر من لعنة استبدادية تلطخ وجه سلطات السويد وتكشف خبثها الدفين، وحرق القرآن طغيان سويدي أسوأ من طغيان إبليس، والرد السماوي على حرق القرآن يكمن بالأعداد البشرية السويدية الصادمة التي تتحول كل سنة إلى الإسلام بفضل القرآن، والقرآن كلمة الله العليا ولا شيء أعظم قدرة ونفوذا من كلمة الله”.
الشيخ يزبك: نريد لوطننا وحدة شعبه والخروج من ضياع الساسة إلى انتخاب رئيس للجمهورية وإحياء المؤسسات
بدوره قال رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله”الشيخ محمد يزبك “نريد لامتنا الاسلامية الوحدة والعزة والكرامة، ونريد لوطننا لبنان وحدة شعبه وان يخرج من ضياع الساسة إلى الاختيار الأصح بانتخاب رئيس للجمهورية، وإحياء المؤسسات”.
وتابع “نوجه التحية إلى شعبنا الفلسطيني الصامد المقاوم الملبي لنداء ربه، عشرات الآلاف في القدس أدوا صلاة العيد، رغم كل ما يقوم به العدو، وإن النصر لآت رغم مشاريع الآخرين. إن أمة كهذه لن تنهزم، وإنما ستحقق النصر، والنصر آت بإذن الله لتحرر فلسطين، كل فلسطين، ويبقى محور المقاومة هو المحور الذي يقود هذه الأمة إلى شاطئ الأمان والسلام والكرامة والحرية والعزة، رغم أنف الشيطان الأكبر أمريكا وممارساته”.
واضاف “الله هو الذي هدانا، وهو الذي وعدنا بالنصر إن نصرناه، وإننا ننصر الله عندما نقدم ما علينا من تكاليف، وإن أولئك الذين أخذهم حقدهم وحقارتهم وسخافتهم، عندما ينالون من القرآن الكريم تمزيقا وتحريقا في بلاد أوروبا أو في فلسطين على أيدي العدو الإسرائيلي، لأن القرآن هو الحق وهم لا يريدون الحق، ونحن سنبقى مع هذا الحق وسنتابع مع الحق بكل ما أوتينا من قوة حتى ينتصر الحق ويولي الباطل بإذن الله ، وإن ذلك إن شاء الله موعده قريب جدا”.
الشيخ ياسين: الخلاف هو بين قوى تقدم التضحيات للوطن وقوى أدمنت التبعية للخارج
واضاف: “على المسؤولين اتباع الشعب لا اية عصبية طائفية او مناطقية ولا اية جهة خارجية، مؤكدين ان الخلاف ليس حول سلاح المقاومة بل بين قوى تريد السيادة للوطن وتقدم التضحيات وقوى ادمنت التبعية للخارج ومتعلقة بمصالحها”.
وتابع: “إن ضحية عناد وطائفية ومناطقية الكثير من القوى السياسية في البلد، هو المواطن الذي بات خائفا من الغد في كل شيء، وعاجزا عن بناء حاضره فضلا عن مستقبله”.
كلام الشيخ ياسين جاء في خطبة العيد التي القاها في مسجد الدينية في مدينة صور، حيث ام صلاة العيد، وقال: “إننا ندعو الى تحركات فاعلة بوجه استباحة مقدساتنا لا سيما القران الكريم الذي رغم دعوته للمحبة إلا أنه يواجه بموجات كراهية كبيرة، مؤكدين ان احراق المصحف في السويد وغيرها من الدول هو احراق لكل قيم المحبة والسلام التي يدعو لها وأنه لا علاقة للحريات بذلك بل ان احراق القران الكريم هو اعتداء جبان على الانسانية جمعاء من قبل مدعي حقوق الانسان”.
وتابع “ان تطبيق مشاريع تتناقض والفطرة البشرية كالمثلية والمساكنة وغيرها هو جزء من مخطط ينال من البشرية كلها”.
وتوجه الشيخ ياسين بالتحية للشعب الفلسطيني، خصوصا في الضفة الغربية، لا سيما في القدس “حيث يدافعون عن المسجد الاقصى وباقي المقدسات”، مؤكدا ان “محور المقاومة اعلن وحدة الساحات وهو بذلك اطبق على العدو الذي لن يصمد طويلا وسيهزم ومعه كل المطبعين والمستبدين والتابعين للمشروع الصهيواميركي في المنطقة”.
الشيخ شريفة: الحل يكون بالتوافق والجلوس على طاولة الحوار
ودعا المسلمين في العالم الى “التماسك دفاعا عن دينهم باظهار الصورة التى ارادها النبي الاعظم وهو الدعوة السمحاء”، مشيرا الى ان “الضعف لا ياتي الا من الخصام والمناكفات”، وقال: “هذا بلدنا لبنان صورة معبرة عن ذلك اوهنته واضعفته الخلافات السياسية التي شلت المؤسسات وخنقت الاقتصاد وما زال الانقسام على رئاسة الجمهورية بمتاريس داخلية واملاءات خارجية وحتى فرنسا (الام الحنون) لم تسلم من سهام الراغبين الحاسدين وكل السيناريوهات التي طرحت مضيعة للوقت، لان الكل يغني على ليلاه”.
وختم شريفة: “الحل لا يكون إلا بالتفاهم والتوافق ولن يكون إلا بالجلوس على طاولة حوارية”، كما حيا الشعب الفلسطيني “البطل الذي يقاوم الترسانة العسكرية للاحتلال الاسرائيلي بلحمه العاري وبالدم الذي سينتصر بإرادة مميزة عن العالم بأسره”.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :almanar.com.lb
عاد الحديث مُجددا عن إمكانية طباعة أوراق نقدية من فئات جديدة بالليرة اللبنانية وذلك بعد…
أكد مسعف فلسطيني كان موجودًا في واقعة استشهد فيها 15 من زملائه في جنوب غزة…
طقس ربيعي مستقر نسبياً يسيطر على لبنان والحوض الشرقي للمتوسط حتى اليوم الأحد حيث تتأثر…
أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام" أن خلافا فرديا في منطقة الشرحبيل بين عدد من الاشخاص، استخدمت…
أعلنت المديرية العامة للامن العام اللبناني، أنّه "تبيّن أخيراً أن عدداً كبيراً من المواطنين تلقّى…
يشهد لبنان والحوض الشرقي للمتوسط تأثير رياح خماسينية دافئة قادمة من شمال إفريقيا، محملة بالغبار،…