janoub 24

تراجعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا الأسبوع الماضي مع انتهاء أعمال الصيانة وزيادة إمدادات الغاز من النرويج التي شهدت أعمال صيانة لعدد من حقول الغاز الطبيعي فيها.

وتعد النرويج أكبر منتج ومورد للغاز الطبيعي في أوروبا وتعتمد بريطانيا ودول أوروبية عدة عليها بعد حظر استيراد الغاز الطبيعي من روسيا ضمن العقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو نتيجة الحرب في أوكرانيا.

وفي السواق الأوروبية الأسبوع الماضي انخفض سعر عقود الغاز الطبيعي القياسي إلى 25.22 يورو (28.32 دولار) للميغاواط/ ساعة، على رغم أن موجة الحرارة في النصف الجنوبي من أوروبا أدت إلى زيادة الطلب، إلا أن ضعف الطلب على الغاز الطبيعي للأغراض الصناعية ضغط على الأسعار نزولاً.

وبعد ارتفاعها في الوقت المقابل من الشهر الماضي، فقدت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا نسبة 22 في المئة مع عودة الإمدادات من النرويج بقوة.

وكانت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا ارتفعت في المتوسط في شهر يونيو (حزيران) الماضي، بعد تراجعها المستمر على مدى ستة أشهر تقريباً.

ووصلت الأسعار في الأسابيع الثلاثة الأولى من الشهر الماضي إلى أعلى مستوى لها عند 41.15 يورو (45.81 دولار) للميغاواط/ ساعة.

إلى ذلك تشهد سوق الغاز الطبيعي العالمية اضطرابات، ربما أكثر من سوق النفط العالمية، إلا أن المجال الإعلامي غالباً ما يركز على سوق النفط التي تحظى باهتمام أكثر، ربما لاعتبارات سياسية أكثر منها تتعلق بأساسات السوق من عرض وطلب.

انخفاض الطلب الأوروبي

ومن أسباب انخفاض الأسعار ارتفاع صادرات الغاز الطبيعي النرويجية الأسبوع الماضي بنحو 60 مليون متر مكعب يومياً، لتصل إلى 318 مليون متر مكعب يومياً مع انتهاء عمليات الصيانة.

وكانت تلك الأعمال تم تمديدها شهراً عن جدول مواعيدها الطبيعي مما سبب اضطراباً في السوق الأوروبية للغاز الطبيعي.

ومما زاد أيضاً في تقلب الأسعار ما ذكرته وكالة الطاقة الدولية في تقريرها ربع السنوي عن سوق الغاز الطبيعي الأسبوع الماضي، بعدما توقعت انخفاض الطلب في دول منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي الأوروبية عام 2023، إذ قدر التقرير هبوط الطلب على الغاز الطبيعي بنسبة سبعة في المئة بمعدل سنوي إلى 489 مليار متر مكعب، مقارنة بالتقدير السابق للوكالة في تقريرها الصادر في مايو (أيار) الماضي، أن يتراجع الطلب الأوروبي على الغاز الطبيعي بنسبة خمسة في المئة ليصل إلى 498 مليار متر مكعب، وكان ذلك أيضاً خفضاً لتوقعات الطلب عن تقرير الوكالة مطلع العام في فبراير (شباط) 2023 الذي رجح أن يكون الطلب الأوروبي على الغاز الطبيعي عند 505 مليارات متر مكعب.

وعلى رغم احتمالات ارتفاع الطلب نتيجة درجات الحرارة هذا الصيف، إلا أن تقرير وكالة الطاقة الدولية توقع تراجع الطلب الاستهلاكي على الغاز بنسبة أربعة في المئة، كما توقع انخفاض معدلات حرق الغاز في محطات توليد الطاقة بنسبة 15 في المئة في الأقل، ويعود ذلك في قدر منه لزيادة استخدام مصادر طاقة متجددة في توليد الكهرباء.

ورجح تقرير الوكالة أن ينمو “الطلب الأوروبي على الغاز الطبيعي في العام المقبل 2024 بنسبة 1.5 في المئة، إذ لن يكفي استخدام مصادر الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء لتعويض زيادة استعمال الغاز في قطاعات أخرى”، كما ترقب استمرار تعافي استخدام الغاز الطبيعي في الصناعة على رغم أنه سيستمر أقل من معدلاته قبل الأزمة، أي الحرب في أوكرانيا وفرض العقوبات على روسيا.

وشهد النصف الأول من العام الحالي بالفعل انخفاض الطلب الأوروبي على الغاز الطبيعي بنسبة 10 في المئة في المتوسط، أي بأكثر من 30 مليار متر مكعب.

وكان التراجع الأكبر للطلب الأوروبي على الغاز في الربع الأول من العام، إذ هبط بنسبة 13 في المئة قبل أن يتعافى قليلاً لتصبح نسبة الهبوط عند 10 في المئة في الربع الثاني.

تعويض الإمدادات

من أهم ما جاء في تقرير وكالة الطاقة الدولية في شأن إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا ارتفاع نصيب الغاز الطبيعي المسال من تلك الإمدادات، ويشار إلى أن أسعار الغاز الطبيعي المسال أعلى من الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب، كما أن نقله واستخدامه أكثر كلفة.

ومع أن إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا انخفضت بشكل عام في النصف الأول من هذا العام بنسبة 13 في المئة بسبب توقف بعض إمدادات الغاز من روسيا عبر خطوط الأنابيب، إلا أن نصيب الغاز الطبيعي المسال من الإمدادات الأوروبية ارتفع ليشكل نسبة 40 في المئة من إجمالي تلك الإمدادات وهي نسبة تساوي ما كانت توفره روسيا من إمدادات الغاز لأوروبا قبل الحرب وفرض العقوبات وحظر استيراد الطاقة من موسكو.

وأضاف تقرير الوكالة “يواصل الغاز الطبيعي المسال زيادة نصيبه من السوق وأصبح يشكل نسبة 40 في المئة من استهلاك أوروبا من الغاز في النصف الأول من العام، إلا أن روسيا ما زالت تمد أوروبا بقدر من الغاز عبر خطوط الأنابيب وتقتصر تلك الإمدادات الآن على الخط الذي يمر عبر أوكرانيا من نقطة “سودجا” والجزء الأوروبي من خط الأنابيب “ترك ستريم”، وتصل تلك الإمدادات حالياً إلى 2 مليار متر مكعب في الشهر.