<p>جانب من جلسة الثلاثاء الماضي لمجلس النواب الليبي برئاسة عقيلة صالح (صفحة البرلمان الليبي على فيسبوك)</p>
أعلنت المتحدثة الإقليمية باسم الحكومة البريطانية لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، روزي دياز أن بلادها ترفض “تشكيل حكومة انتقالية جديدة في ليبيا”. وأوضحت دياز في تصريحات صحافية، أن “تشكيل حكومة مؤقتة جديدة يهدد بإطالة الفترة الانتقالية دون دفع البلاد نحو الانتخابات”. وحثت القادة الليبيين على التوصل إلى “توافق ينهي المراحل الانتقالية في البلاد والوصول إلى عملية سياسية شاملة والعمل على تحقيق اتفاق سياسي بشأن قانون الانتخابات”، منوهةً بأن بريطانيا تدعم الخطوات التي يقوم بها ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا عبدالله باتيلي.
لا بديل عن 6+6
كذلك أوضحت المتحدثة الإقليمية بإسم الحكومة البريطانية أنه “لا بديل عن مسار 6+6” (لجنة 6+6 تتكون من 6 أعضاء من مجلس الدولة و6 أعضاء من مجلس النواب)، وأن “الشعب الليبي يريد انتخابات تشريعية ورئاسية في أقرب الآجال”، موضحةً أن “بريطانيا وشركائها الدوليين سيعملون على تحقيق هذا الهدف في أسرع وقت ممكن”.
وشددت الدبلوماسية البريطانية على محاسبة الذين يهددون الاستقرار أو يقوضون العملية السياسية في ليبيا، معتبرة أن “الاستقرار السياسي عبر خارطة الطريق التي قدمتها مجموعة 6+6، من شأنه أن يسهم في حل الكثير من مشاكل ليبيا، خاصة معضلة الهجرة غير النظامية في حوض البحر الأبيض المتوسط”.
ملاحظات برلمانية
في المقابل، ينتظر مجلس النواب الذي يتخذ من الشرق الليبي مقراً له رد لجنة 6+6 المكلفة بإعداد القوانين الانتخابية، على ملاحظاته بخصوص تلك القوانين حتى يتخذ قراره بشأن الانتخابات الرئاسية.
وأرسل مجلس النواب الثلاثاء الماضي ملاحظاته على قوانين الانتخابات إلى لجنة 6+6، التي أصدرتها مطلع يونيو (حزيران) الماضي في مدينة بوزنيقة المغربية.
وركزت الملاحظات على تغيير طريقة إجراء الانتخابات الرئاسية، وإلغاء شرط اعتبار المرشح مستقيلاً بمجرد قبول ترشحه من المفوضية، وإلزام رئيس الحكومة المشرفة على الانتخابات بالاستقالة من منصبه إذا أراد خوض الانتخابات الرئاسية.
وأكد النواب أن المرشح الذي يحمل جنسيتين لا يُحرم من حق الترشح، ولكن يتعين عليه التنازل عن الجنسية الأجنبية خلال مدة محددة، وتحجب عنه النتيجة في حال فوزه إلى حين تقديمه التنازل. وأكد النواب في نص ملاحظاتهم على القوانين الانتخابية أنه “إذا لم يقدم المرشح الفائز ما يثبت تنازله عن الجنسية الأخرى يتم اعتبار المرشح الذي حل ثانياً في الترتيب فائزاً عوضاً عن الأول، مع احتمالية إعادة المنافسة بين المرشحين الحاصلين على الترتيب الثاني والثالث.
وأوضح النواب أن “الحكومة التي ستشرف على إجراء الانتخابات لا يحق لرئيسها وأعضائها الترشح للانتخابات الرئاسية أو التشريعية”، مشيرين أنه “في حال اعتبار الانتخابات الرئاسية كأنها لم تكن، يتم اختيار مجلس رئاسي جديد بالتوافق بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة”. ونوه النواب بأن اشتراط موافقة جهات أخرى لإجراء الانتخابات إذا ما أعلنت المفوضية جاهزيتها، يُعد تعقيداً للإجراءات الإدارية وتعطيلاً لسير العمل.
وفي أواخر شهر يوليو (تموز) الماضي قال رئيس البعثة الأممية للدعم في ليبيا عبد الله باتيلي إن قوانين الانتخابات المنجزة من قبل لجنة القوانين الانتخابية (6+6) بشكلها الحالي، “لن تمكن من الوصول إلى انتخابات ناجحة”.
تعديل دستوري
وبرزت تخوفات ليبية بشأن مصير خارطة طريق الحكومة الجديدة التي سبق واتفق على تشكيلها البرلمان مع مجلس الدولة خاصة إثر خسارة خالد المشري لمنصبه كرئيس لمجلس الدولة، وتنصيب محمد تكالة بدلاً منه، وما تلا ذلك من تطورات يأتي في مقدمتها إرسال مجلس النواب لملاحظاته على قوانين الانتخابات إلى لجنة 6+6.
وقال الباحث السياسي حازم الرايس إن “تغيير مكتب الرئاسة بالمجلس الأعلى للدولة سيغير مسألة القوانين الانتخابية، خاصة إثر ارسال مجلس النواب عدد من الملاحظات إلى لجنة 6+6”.
وأوضح الرايس أن “رئاسة المجلس الأعلى للدولة المتمثلة في محمد تكالة وعدد من الأعضاء المعارضين في السابق لتوجه المشري سيكون لهم رأي معارض لتوجهات النواب باعتبار أن عدداً كبيراً من أعضاء مجلس الدولة كانوا مقاطعين للجلسات بسبب خالد المشري”.
ولفت المتحدث ذاته إلى أن “الأعضاء الستة عن مجلس الدولة لن يمرروا هذه التعديلات بسهولة قبل أن يعودوا إلى المجلس، ففي السابق كان المشري يتحكم في قرارات الأعضاء التابعين لمجلس الدولة في لجنة 6+6 دون العودة إلى المجلس في ما يتعلق بالملاحظات على القوانين الانتخابية”.
وأشار الرايس إلى أن “الرئيس الحالي للمجلس الأعلى للدولة محمد تكالة سيتعرض لضغط من قبل أعضاء مجلس الدولة يحول دون تمرير التعديلات التي أرسلها البرلمان الثلاثاء الماضي إلى لجنة إعداد القوانين الانتخابية، ما سيضطر المجلس للدخول في سلسلة جلسات سيتم وفقها تحديد إمكانية تضمين هذه التعديلات أو احتياجها إلى تعديل دستوري جديد”.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
عرقلة الخارطة
وفي ما يتعلق بخارطة الطريق التي تتضمن تشكيل حكومة جديدة التي سبق واتفق عليها المجلس الأعلى للدولة مع البرلمان، أشار الرايس إلى أن “رئاسة المجلس الأعلى للدولة الحالية لن تتماهى مع مجلس النواب كما كان يفعل المشري دفعاً منه لإجراء الانتخابات وإنهاء المراحل الانتقالية، حيث سيعود القرار إلى داخل أروقة مجلس الدولة”، موضحاً أن “الكتلة التي صوتت لكتالة هي نفسها الكتلة المعارضة لخالد المشري والتي أطاحت به، وبالتالي لن تمرر التعديلات التي سبق واتفق عليها رئيس البرلمان عقيلة صالح والمشري ولن تمرر باالتالي مسألة تشكيل حكومة جديدة”.
أما في ما يتعلق بخارطة الطريق فأبرز المختص بالشأن الليبي أن “هذه الكتلة المعارضة للمشري هي معارضة لسياسات عقيلة صالح في مجلس النواب، وستعارض أي محاولة لتقويض العملية الانتخابية وستضغط ع مكتب الرئاسة وستة أعضاء للجنة القوانين الانتخابية من مجلس الدولة حتى لا يمرروا القوانين أو التعديلات التي أحالها عقيلة صالح إلى لجنة 6+6 أخيراً”.
وتابع الرايس أن “المجلس الأعلى للدولة لديه ثوابت بما يخص رفضه لترشح مزدوجي الجنسية والعسكريين، خاصة أن التعديلات التي أحالها صالح إلى لجنة 6+6 تسمح للعسكريين بالعودة إلى عملهم في حال فشلهم في الانتخابات ولمزدوجي الجنسية بالترشح عندما تلغي الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، والجولة الأولى أيضاً تسمح للجميع بالترشح حتى لمن يحمل جنسية أخرى وبالتالي فإن قرارات المجلس الأعلى للدولة ستعود إلى جميع الأعضاء وليس إلى الأعضاء6 للجنة إعداد القوانين الانتخابية عن مجلس الدولة”.
حرب أهلية
وحول استبدال حكومة عبد الحميد الدبيبة بحكومة جديدة، قال النائب إبراهيم الدرسي “أنا ضد تغيير الحكومة، البلاد تعيش في خصام جهوي وعسكري وفكري، والديمقراطية من الممكن أن تفرز فائزاً واحداً والبقية لهم قوات وداعمين ومتمركزين في منطقة معينة بالتالي فإن الانتخابات الرئاسية في هذه الظروف ستقود ليبيا نحو حرب أهلية”. وأضاف أنه “حتى لو أجريت الانتخابات الرئاسية، لن يستطيع (قائد الجيش الوطني المشير) خليفة حفتر أن يقوم بدعايته الانتخابية في المنطقة الغربية ولن يتكمن بالمقابل (رئيس حكومة الوحدة الوطنية) عبدالحميد الدبيبة من قيادة حملته الدعائية في المنطقة الشرقية”، معتبراً أن “انتخاب رئيس دولة في الظروف الحالية سيفرز حرباً أهلية”.
وأوضح أن “عدم وجود رئيس للدولة لديه سلطات تنفيذية لإقرار القوانين والأوامر وتأمين الدولة وتمثيلها بالداخل والخارج سيكون خطوة عبثية، لذلك تم الاشتراط في ملاحظات البرلمان التي أحيلت إلى لجنة إعداد القوانين الانتخابية أنه في حال فشلت الانتخابات الرئاسية تعتبر العملية الانتخابية برمتها فاشلة”.
وسبق وأعلنت لجنة 6+6 في 6 يونيو (حزيران) الماضي التوصل إلى اتفاق كامل وإصدار القوانين الانتخابية خلال بيان في مدينة بوزنيقة المغربية عقب احتضانها اجتماعات اللجنة على مدار أسبوعين.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com
حذرت المديرية العامة للدفاع المدني المواطنين من مغبة إشعال النيران في المناطق الحرجية أو المحاذية…
استشهد صباح اليوم الشيخ حسين عزات عطوي، من بلدة الهبارية – قضاء حاصبيا مرجعيون، في…
اقيمت قبل ظهر اليوم، مراسم تكريمية ووداعية في باحة مستشفى الشيخ راغب حرب في تول…
نشر موقع “الخنادق” المعنيّ بالدراسات الإستراتيجية والأمنية تقريراً جديداً تحدّث فيه عن الجوانب الأمنية والاستخباراتية…
عاد الحديث مُجددا عن إمكانية طباعة أوراق نقدية من فئات جديدة بالليرة اللبنانية وذلك بعد…
أكد مسعف فلسطيني كان موجودًا في واقعة استشهد فيها 15 من زملائه في جنوب غزة…