<p>الدخان يتصاعد فوق شمال قطاع غزة بعد ضربة إسرائيلية في 25 أكتوبر 2023 (أ ف ب)</p>
أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الخميس، أن “قوات المشاة والمدرعات نفذت الليلة الماضية، توغلاً برياً غير عادي وواسع النطاق داخل قطاع غزة”. وأضافت الإذاعة أن “توغل الليلة الماضية كان أكبر من حيث النطاق والعمق داخل غزة. والغرض منه هو مهاجمة أهداف “حماس” داخل القطاع وتعزيز الدفاع. وهذه عملية أوسع نطاقاً من الغارات التي نُفذت حتى الآن خلال الأسبوعين الأخيرين في قطاع غزة”.
وواجهت إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة، أمس الأربعاء، لإعادة النظر في خطتها الرامية لشن اجتياح بري واسع النطاق ضد قطاع غزة.
اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من القاهرة، الأربعاء، أن شن “عملية برية واسعة النطاق” في قطاع غزة “سيكون خطأ”، بينما حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من أنها ستضطر إلى وقف عملياتها الإغاثية بسبب نقص إمدادات الوقود.
كما حذر الرئيس الأميركي جو بايدن الدولة العبرية من تداعيات الاجتياح البري، على رغم أنه لا يؤيد في الوضع الحالي وقف إطلاق النار الذي تطالب به الأمم المتحدة ودول عدة، وقال “على إسرائيل أن تقوم بكل ما وسعها، مهما كان صعباً، لحماية المدنيين الأبرياء”.
وتطالب دول عدة بوقف إنساني للقصف المتواصل على غزة، فيما توعدت إسرائيل بـ”القضاء” على حركة “حماس” بعد هجومها غير المسبوق على أراضيها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وتجهز جيشها لهجوم بري لتحقيق ذلك.
إسرائيل تستعد
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “نحن نتحضر لدخول بري”، موضحاً أن حكومة الحرب ستقرر “بالإجماع” موعد الهجوم، لكنه شدد على أنه “لا يمكنني الخوض في تفاصيل متى وكيف وأين والأمور التي نأخذها في الاعتبار” قبل هذه الخطوة.
وبينما أكد الرئيس الفرنسي حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، شدد عقب لقائه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن مثل هذه العملية، إذا كانت واسعة النطاق، ستكون “خطأ” لأنها تتعارض مع حقوق السكان المدنيين وأيضاً لأنها لن توفر حماية أفضل لإسرائيل.
بدوره، دعا السيسي إسرائيل إلى تجنب “الاجتياح البري للقطاع” لأنه “سيؤدي إلى ضحايا كثيرين جداً جداً من المدنيين”.
وسيكون الهجوم البري خطراً للغاية في القطاع المكتظ بالسكان والمليء بالأنفاق حيث تخفي حركة “حماس” الأسلحة والمقاتلين، وفي وجود الرهائن.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعا، الثلاثاء، إلى “وقف إنساني فوري لإطلاق النار” ودان “الانتهاكات الواضحة للقانون الإنساني” في الأراضي الفلسطينية، مما أثار غضب إسرائيل.
وأدى هجوم “حماس” وردود الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة إلى مقتل أكثر من 1400 شخص في إسرائيل بحسب السلطات، وأكثر من 6500 في الأراضي الفلسطينية، بحسب وزارة الصحة التابعة للحركة، معظمهم من المدنيين من الجانبين.
وتجاوزت حصيلة القتلى في غزة الثلاثاء 700، بحسب وزارة الصحة في القطاع. وقالت الأمم المتحدة، إن الرقم هو الأعلى في يوم واحد منذ اندلاع الحرب.
“ضربات واسعة النطاق”
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ “ضربات واسعة النطاق” أصابت “عديداً من البنى التحتية الإرهابية لحماس”، بما في ذلك الأنفاق.
وقتل 13 شخصاً في إسرائيل جراء الصواريخ منذ السابع من أكتوبر، بحسب ما قال المتحدث باسم نجمة داوود الحمراء لوكالة الصحافة الفرنسية، الأربعاء.
وتحتجز “حماس” أكثر من 220 رهينة منذ الهجوم وقد طلبت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، إطلاق سراحهم “لأسباب إنسانية وصحية”.
قلق دولي
ويثير الوضع الإنساني المأسوي في القطاع الذي تبلغ مساحته 362 كيلومتراً مربعاً قلق المجتمع الدولي أيضاً.
ووفق منظمة الصحة العالمية، أغلقت ستة مستشفيات أبوابها بالفعل بسبب نقص الوقود في قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه 2.4 مليون نسمة.
وتدعو الأمم المتحدة إلى توصيل الوقود بشكل عاجل لتشغيل المولدات الكهربائية في المستشفيات حيث يتدفق آلاف الجرحى، ولضخ المياه وتنقيتها، وتشغيل شاحناتها.
لكن إسرائيل ترفض قائلة، إن ذلك سيفيد “حماس” التي تصنفها إلى جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة “إرهابية”.
وأعلن الرئيس الفرنسي أن باريس سترسل سفينة استشفائية عسكرية “لدعم المستشفيات”. وأبحرت الأخيرة إلى غزة الأربعاء.
انهيار المستشفيات
وقال الطبيب أحمد عبدالهادي المتخصص في جراحة العظام في قسم الطوارئ في مستشفى خان يونس في جنوب قطاع غزة لوكالة الصحافة الفرنسية “أجرينا عديداً من العمليات الجراحية لمصابين من دون تخدير”، وأضاف “التخدير غير متوافر بشكل كاف في المستشفى”.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي مدينة غزة، التي تواصل القصف العنيف عليها، الأربعاء، قال مدير مستشفى الشفاء الطبيب محمد أبو سلمية “المستشفيات في حالة انهيار تام، 10 مستشفيات خرجت عن الخدمة”.
وأضاف أن “أكثر من 90 في المئة من الأدوية والأدوات الطبية نفدت (…) وصلت مساعدات طبية لا تكفي ليوم واحد”.
“فترات تعليق”
وتعتبر واشنطن أن وقف إطلاق النار “في هذه المرحلة لن يفيد سوى حماس”. واقترح البيت الأبيض بدلاً من ذلك “فترات تعليق” للعمليات العسكرية لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، وهو موقف من المتوقع أن تتبناه دول الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعها، الخميس والجمعة، وفق مصادر دبلوماسية.
في الأثناء، تواصلت الانقسامات في مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، مع رفض مشروعي قرارين متنافسين روسي وأميركي في شأن الحرب بين إسرائيل و”حماس”.
وأعلنت الولايات المتحدة أن مبعوثتها إلى الشرق الأوسط باربرا ليف عادت، الأربعاء، إلى المنطقة لتعزيز الجهود الأميركية الرامية لمنع اتساع نطاق الحرب المستعرة بين إسرائيل و”حماس”.
حصار وقصف
ويخضع قطاع غزة الممتد على طول 40 كيلومتراً على البحر الأبيض المتوسط، لحصار إسرائيلي بري وجوي وبحري منذ عام 2007. وفي التاسع من أكتوبر فرضت إسرائيل عليه “حصاراً كاملاً” وقطعت عنه المياه والكهرباء والإمدادات الغذائية.
ويصاحب هذا الحصار قصف متواصل للجيش الإسرائيلي الذي حشدت عشرات الآلاف من جنوده على مشارف قطاع غزة وكثف ضرباته في الأيام الأخيرة.
في السابع من أكتوبر اقتحم مئات من مقاتلي “حماس” حدود إسرائيل من قطاع غزة، ونفذوا هجوماً يسبق له مثيل منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948.
وأقر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأربعاء بأنه سيتعين عليه تقديم “أجوبة” في شأن “الإخفاقات” الأمنية التي سمحت لـ”حماس” بشن هجومها المباغت.
وفي الإجمال، دخل غزة بضع عشرات من الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية منذ 21 أكتوبر، فيما هناك حاجة إلى ما لا يقل عن 100 شاحنة يومياً، وفق الأمم المتحدة.
وقالت مديرة الاتصالات في الأونروا جولييت توما لوكالة الصحافة الفرنسية، إن “الوقت ينفد. نحن في حاجة ماسة إلى الوقود”، خشية أن تضطر الوكالة إلى وقف عملياتها اعتباراً من مساء الأربعاء.
التوجه جنوباً
منذ 15 أكتوبر، دعا الجيش الإسرائيلي سكان شمال غزة حيث القصف على أشده، إلى التوجه نحو جنوب القطاع.
لكن الضربات لا تزال تطال جنوب القطاع المحاذي للحدود المصرية، حيث يتجمع مئات الآلاف من المدنيين.
وأصابت صواريخ، الأربعاء، سوبر ماركت في مدينة رفح بجنوب غزة. وأعلنت قناة “الجزيرة” القطرية، الأربعاء، أن غارة أخرى قتلت عائلة مراسل “الجزيرة” الرئيس في غزة وائل الدحدوح.
ونزح ما لا يقل عن 1.4 مليون فلسطيني من منازلهم في غزة منذ بداية الحرب، بحسب الأمم المتحدة.
مخاوف النزاع الإقليمي
وبينما يخشى جزء من المجتمع الدولي من اندلاع نزاع إقليمي، أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، أنه ضرب البنية التحتية العسكرية في سوريا رداً على إطلاق نار استهدف أراضيه، وذكرت وسائل الإعلام السورية الرسمية أن ثمانية جنود سوريين قتلوا.
والتوتر مرتفع أيضاً في الضفة الغربية حيث قتل أكثر من 100 فلسطيني في أعمال عنف منذ السابع من أكتوبر، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، وكذلك على حدود إسرائيل مع لبنان، حيث يتم تبادل إطلاق النار يومياً بين القوات الإسرائيلية و”حزب الله”.
تابعوا معنا آخر تطورات الحرب بين إسرائيل وحماس في هذه التغطية المباشرة.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com
نشر موقع “الخنادق” المعنيّ بالدراسات الإستراتيجية والأمنية تقريراً جديداً تحدّث فيه عن الجوانب الأمنية والاستخباراتية…
عاد الحديث مُجددا عن إمكانية طباعة أوراق نقدية من فئات جديدة بالليرة اللبنانية وذلك بعد…
أكد مسعف فلسطيني كان موجودًا في واقعة استشهد فيها 15 من زملائه في جنوب غزة…
طقس ربيعي مستقر نسبياً يسيطر على لبنان والحوض الشرقي للمتوسط حتى اليوم الأحد حيث تتأثر…
أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام" أن خلافا فرديا في منطقة الشرحبيل بين عدد من الاشخاص، استخدمت…
أعلنت المديرية العامة للامن العام اللبناني، أنّه "تبيّن أخيراً أن عدداً كبيراً من المواطنين تلقّى…