<p class="rteright">الدخان يتصاعد بعد قصف إسرائيلي على قطاع غزة (أ ب)</p>
واصلت إسرائيل الخميس القصف العنيف على جنوب قطاع غزة، بينما خلُصَ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في ختام جولة في المنطقة إلى أن مختلف الأطراف غير راغبين بتوسيع الحرب بين الدولة العبرية و”حماس” إلى نزاع إقليمي.
في لاهاي، بدأت محكمة العدل الدولية النظر في شكوى رفعتها جنوب أفريقيا تتعلق بارتكاب إسرائيل “أعمال إبادة” في الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وهو ما ترفضه الدولة تل أبيب.
واختتم بلينكن في مصر الخميس جولة شملت دولاً عدة في المنطقة أبرزها إسرائيل والسعودية وتركيا وقطر إضافة إلى مدينة رام الله حيث مقر السلطة الفلسطينية، وكان من أهدافها المعلنة الحض على تفادي اتساع نطاق النزاع.
وقال بلينكن بعد لقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي “لا أعتقد أن النزاع يتصاعد… إسرائيل لا تريد ذلك. لبنان لا يريد ذلك. ولا أعتقد أن (حزب الله) حتى يريد ذلك”.
وأثارت حرب غزة مخاوف من تحولها نزاعاً إقليمياً، خصوصاً في ظل تبادل قصف يومي عبر الحدود بين “حزب الله” اللبناني وإسرائيل، إضافة إلى هجمات الحوثيين اليمنيين على سفن تجارية في البحر الأحمر، وهجمات ضد قواعد تضم قوات أميركية في العراق وسوريا.
وحض المبعوث الأميركي أموس هوكستين من بيروت على “إيجاد حل دبلوماسي” ينهي التصعيد الحدودي. وقال “علينا أن نجد حلاً دبلوماسياً يتيح للمواطنين اللبنانيين العودة إلى منازلهم في جنوب لبنان” ويمكن الاسرائيليين “من العودة إلى منازلهم” في الشمال.
تزامن ذلك مع إعلان “حزب الله” مقتل مسعفَين في قصف إسرائيلي طال مركزاً للهيئة الصحية الإسلامية التابعة له. وأكد في المقابل استهداف مواقع إسرائيلية حدودية، وإطلاق “عشرات الصواريخ” على مدينة كريات شمونة رداً على “الاعتداء” على مركز الإسعاف.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي رصد “عشر عمليات إطلاق من لبنان”، مشيراً إلى أنه استهدف بدوره مواقع عسكرية و”بنية تحتية” للحزب في الجنوب اللبناني.
محاكمة إسرائيل
وبدأت الخميس جلسات محاكمة تتواجه خلالها إسرائيل وجنوب أفريقيا أمام أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة. واتهمت بريتوريا الدولة العبرية بارتكاب “أعمال إبادة”، في ما وصفته إسرائيل بأنه “تشهير دامٍ”.
وفي شكوى تقع في 84 صفحة رفعت إلى المحكمة، حضت جنوب أفريقيا القضاة على إصدار أمر عاجل لإسرائيل بـ”تعليق فوري لعملياتها العسكرية” في القطاع.
واتهمت بريتوريا إسرائيل بانتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها. وقال وزير العدل الجنوب أفريقي رونالد لامولا “لا يمكن لأي هجوم مسلح على أراضي دولة مهما كانت خطورته (…) أن يقدم أي تبرير لانتهاكات الاتفاقية”.
“العالم مقلوب رأساً على عقب”
ووجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتقاداً شديداً إلى جنوب أفريقيا، مؤكداً أن تل أبيب “هي التي تحارب الإبادة الجماعية”.
وقال “العالم مقلوب رأساً على عقب، حيث تُتهم دولة إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في حين أنها تحارب الإبادة الجماعية”.
وكانت الخارجية الإسرائيلية اعتبرت أن جنوب أفريقيا هي “الذراع القانونية لمنظمة (حماس) الإرهابية”، بينما رأى الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ أنه “ليس هناك ما هو أكثر فظاعة وسخافة من إعلان” بريتوريا.
ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي “يفعل كل ما في وسعه في ظروف معقدة جداً في الميدان لضمان عدم حدوث أي عواقب غير مقصودة أو خسائر في صفوف المدنيين”.
قصف خان يونس
وكان مكتب الإعلام الحكومي التابع لحركة “حماس” أفاد بمقتل 62 شخصاً جراء قصف إسرائيلي ليلاً على القطاع.
وكثف سلاح الجو قصف خان يونس، كبرى مدن جنوب قطاع غزة والتي باتت منذ أسابيع مركزاً أساسياً للقتال والمعارك، وفق ما أفاد شهود الخميس. وأعلن الجيش كشف شبكة أنفاق في المدينة، مشيراً إلى أن بعض أقسامها “مر عبرها رهائن إسرائيليون”.
أقارب الرهائن يهتفون عند سياج غزة
في الغضون، وقف أقارب رهائن إسرائيليين تحتجزهم حركة “حماس” بالقرب من سياج غزة الخميس وتناوبوا رفع أصواتهم برسائل حب ودعم عبر مكبر للصوت أملاً في أن يسمعهم أحباؤهم المحتجزون.
وتقول إسرائيل إن مسلحي “حماس” الذين توغلوا من غزة إلى جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر احتجزوا 240 رهينة من جميع الأعمار وما زال 130 منهم في القطاع الفلسطيني الذي تقصفه القوات الإسرائيلية يومياً.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وهتفت أورنا نيوترا والدة الرهينة عومير نيوترا (22 سنة) “عومير، أيمكنك سماعنا؟ إننا والدك ووالدتك”. وصاحت “نحن هنا. قريبان منك. نقاتل من أجلك كل يوم”. وكانت تحمل لافتة عليها صورة ابنها.
ووقف أهل وأصدقاء الرهائن في الصندوق الخلفي لشاحنة عليها مكبر صوت مثبت فوق جهاز لتضخيم الصوت. وحملوا صوراً لأحبائهم ومرروا مكبر الصوت بينهم واحداً تلو الآخر.
وإعادة الرهائن من بين الأهداف التي أعلنتها إسرائيل في الحرب على غزة، وهي أيضاً قضية مؤثرة في أنحاء المجتمع الإسرائيلي. وتظهر صور الرهائن على الجدران ومحطات الحافلات وواجهات المتاجر في جميع أنحاء إسرائيل.
لكن على الرغم من ضغط الأسر بلا كلل، تسبب إحساس بانقضاء الوقت في ظل تحول انتباه العالم إلى مكان آخر في تعميق معاناتهم وسط تبدد الآمال في التوصل إلى اتفاق لتأمين الإفراج عن الرهائن.
أزمة إنسانية
على الجانب الآخر من الحدود، يواجه سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة أزمة إنسانية متعاظمة خصوصاً في ظل البرد والشتاء. وتحذر منظمات دولية من كارثة صحية في القطاع حيث نزح 85 في المئة من السكان، وسط بطء وصول المساعدات.
وأطبقت إسرائيل حصارها على القطاع بعيد اندلاع الحرب. وتشكو المنظمات شح المساعدات رغم قرار لمجلس الأمن الدولي دعا لزيادتها، وتؤكد أنها تبقى ما دون حاجة السكان.
وأسفت الأمم المتحدة الخميس للعقبات التي تضعها السلطات الإسرائيلية أمام إيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة، مشيرة إلى أن كل تأخير يُكلف أرواحاً.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في تقرير إنه “بين 1 و10 يناير (كانون الثاني)، لم يتم تنفيذ سوى 14 في المئة (3 من أصل 21) من المساعدات التي كانت مقررة لإيصال المواد الغذائية والأدوية والمياه وغيرها من الإمدادات المنقذة للحياة إلى شمال وادي غزة”.
وأضاف “اضطر الشركاء في مجال العمل الإنساني إلى إلغاء أو تأخير المهمات في حالتين بسبب تأخيرات مفرطة عند نقاط التفتيش الإسرائيلية أو لأن الطرق المتفق عليها كانت غير سالكة”. وحذر من أن “هذا الرفض والقيود الشديدة المفروضة على الوصول (يؤدي) إلى شل قدرة الشركاء في مجال العمل الإنساني على تقديم الاستجابة بشكل مجدٍ ومتسق وعلى نطاق واسع”.
وانعكست الحرب بشكل كارثي على القطاع الصحي. وبحسب ما نقل أوتشا عن منظمة الصحة العالمية، يزاول 15 مستشفى من أصل 36 في القطاع عملها بشكل جزئي، منها تسعة في الجنوب وستة في الشمال.
وكان المدير العام لمنظمة الصحة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس حذر هذا الأسبوع من أن الوضع الإنساني في غزة “مستعصٍ” وتوزيع المساعدات يواجه عقبات “من شبه المستحيل تجاوزها”.
من جانبه، قال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي لصحافيين الخميس إن غزة تواجه مشكلات حقيقية تتعلق بالأمن الغذائي وسط وجود صراعات من أجل إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية. وأضاف أن شاحنات المساعدات التي تدخل غزة غير كافية.
ولم تنجح الجهود الدبلوماسية الحثيثة حتى الآن في رسم أفق لنهاية الحرب التي دخلت شهرها الرابع.
مؤيدون لإسرائيل وللفلسطينيين يحتشدون في لاهاي
تجمعت حشود كبيرة نظمتها جماعات مؤيدة لإسرائيل وأخرى للفلسطينيين خارج محكمة العدل الدولية الخميس مع بدء المحكمة جلسات الاستماع في قضية الإبادة الجماعية في غزة المرفوعة ضد إسرائيل.
وسار مئات المحتجين المؤيدين لإسرائيل وهم يرددون الأغاني ويلوحون بالأعلام الهولندية والإسرائيلية إلى أبواب قصر السلام في لاهاي حيث تستمع المحكمة التابعة للأمم المتحدة إلى دعوى رفعتها جنوب أفريقيا تطالب بالتعليق الطارئ للحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة.
وكان من بين المحتجين أقارب لأشخاص خطفهم مسلحو “حماس” في هجوم السابع من أكتوبر. وقال مايكل ليفي الذي تحتجز حركة “حماس” شقيقه رهينة “اليوم هناك اتهامات سخيفة ضد إسرائيل بأنها ترتكب إبادة جماعية، بينما ترتكب “حماس” جرائم ضد الإنسانية كل يوم”. ومضى يقول “شقيقي وبقية الرهائن موجودون هناك ولا أحد يتحدث عن ذلك، وأنا هنا لأرفع صوت شقيقي وبقية الرهائن”.
وشاهد مئات من المؤيدين للفلسطينيين جلسات المحكمة على شاشة كبيرة على بعد أقل من 100 متر من المجموعة المؤيدة لإسرائيل.
وفصلت شرطة مكافحة الشغب الهولندية بين المجموعتين طوال فترة الصباح، مما أرجأ مسيرة مؤيدة لإسرائيل عبر المدينة. ولم تذكر تقارير أي حوادث خطيرة. وقال متحدث باسم المدينة إن كل حشد من المحتجين كان يضم نحو 800 مؤيد تقريباً.
وقالت امرأة تدعى نهال الميس إنها جاءت لدعم الشعب الفلسطيني أملاً في أن “يحصلوا على العدالة في نهاية المطاف وإن هناك إبادة جماعية تُرتكب وأن تتصرف الأمم المتحدة والعالم وفقاً لذلك”.
وأشارت المحتجة الهولندية المؤيدة للفلسطينيين سارة جالي “يحدوني أمل أن يحدث ما لم يتحقق حتى الآن وهو وقف دائم لإطلاق النار”.
ومضت تقول متحدثة بالإنجليزية إن هناك حاجة “إلى ممر آمن لمرور المساعدات الإنسانية حتى لا تتفاقم (أزمة غزة) بسبب خطر انتشار العدوى والأوبئة والافتقار إلى الكهرباء والغذاء”.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com
حذرت المديرية العامة للدفاع المدني المواطنين من مغبة إشعال النيران في المناطق الحرجية أو المحاذية…
استشهد صباح اليوم الشيخ حسين عزات عطوي، من بلدة الهبارية – قضاء حاصبيا مرجعيون، في…
اقيمت قبل ظهر اليوم، مراسم تكريمية ووداعية في باحة مستشفى الشيخ راغب حرب في تول…
نشر موقع “الخنادق” المعنيّ بالدراسات الإستراتيجية والأمنية تقريراً جديداً تحدّث فيه عن الجوانب الأمنية والاستخباراتية…
عاد الحديث مُجددا عن إمكانية طباعة أوراق نقدية من فئات جديدة بالليرة اللبنانية وذلك بعد…
أكد مسعف فلسطيني كان موجودًا في واقعة استشهد فيها 15 من زملائه في جنوب غزة…