<p class="rteright">عناصر من الشرطة يقومون بتفتيش سيارة أمام مقر وزارة الخارجية الباكستانية في 18 يناير 2024 (رويترز)</p>
قالت باكستان إنها استخدمت صواريخ وطائرات مسيرة لمهاجمة مسلحين انفصاليين من البلوش داخل إيران أمس الخميس بعد يومين من إعلان طهران أنها هاجمت قواعد لجماعة أخرى داخل الأراضي الباكستانية.
وقالت وسائل إعلام إيرانية إن عدة صواريخ أصابت قرية في إقليم سيستان وبلوشستان المتاخم لباكستان، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن تسعة منهم أربعة أطفال.
وشهدت العلاقات بين باكستان وإيران توتراً في الماضي لكن الضربات هي أكبر عملية توغل عبر الحدود في السنوات القليلة الماضية.
وتزيد الضربات العسكرية المتبادلة بين البلدين المخاوف بشأن عدم الاستقرار في المنطقة واتساع نطاق الحرب التي بدأت بين إسرائيل وحركة “حماس” في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
لكن يبدو أن الجانبين أشارا إلى رغبة في احتواء الموقف. فقد قالت وزارة الخارجية الإيرانية الخميس إنها ملتزمة بعلاقات حسن الجوار مع باكستان لكنها دعتها إلى منع إقامة “قواعد إرهابية” على أراضيها.
وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان مشابه “الهدف الوحيد من تحرك اليوم كان السعي لتحقيق أمن باكستان ومصالحها الوطنية، وهو أمر بالغ الأهمية ولا يمكن المساس به”.
وأضافت أن “عدداً من الإرهابيين قُتلوا خلال العملية المستندة إلى معلومات استخباراتية”. ووصفت العملية بأنها “سلسلة من الضربات العسكرية المنسقة للغاية والموجهة بشكل محدد ضد مخابئ الإرهابيين”.
وقال مسؤول أمني باكستاني كبير لـ “رويترز” إن الجيش في حالة تأهب قصوى وسيواجه أي “مغامرة غير محسوبة” من الجانب الإيراني بقوة.
ونددت طهران بشدة بالهجمات قائلة إن مدنيين قُتلوا، واستدعت القائم بالأعمال الباكستاني وهو أكبر دبلوماسيي إسلام آباد داخل إيران، ليقدم تفسيراً.
وقال أحمد وحيدي وزير الداخلية الإيراني للتلفزيون الرسمي “المعلومات التي تلقيناها تشير إلى أن أربعة أطفال وثلاث نساء ورجلين، وهم مواطنون أجانب، قُتلوا في الانفجار الذي وقع في قرية”.
“ضربات دقيقة”
وفي باكستان، ذكر متحدث باسم وزارة الخارجية الخميس أن رئيس الوزراء الموقت أنوار الحق كاكار سيقطع زيارته للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
وورد في بيان للجيش الباكستاني “نُفذت الضربات الدقيقة باستخدام طائرات مسيرة فتاكة وصواريخ وذخائر متسكعة وأسلحة تطلق من مسافات بعيدة”. وذكر أن الأهداف كانت قواعد تستخدمها جبهة “تحرير بلوشستان” وجيش “تحرير بلوشستان” المرتبط بها.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعلنت إيران يوم الثلاثاء أنها استهدفت قواعد تقول إنها تابعة لـ “جيش العدل” داخل باكستان. وتنتمي كل المجموعات المستهدفة إلى البلوش، لكن من غير الواضح إذا كانت هناك صلات لـ “جيش العدل” بالمجموعتين الأخريين.
إلا أن باكستان قالت إن مدنيين أصيبوا وإن طفلين قُتلا، محذرة من أنه ستكون هناك عواقب تتحمل طهران المسؤولية عنها.
وسحبت إسلام آباد سفيرها من إيران الأربعاء احتجاجاً على ما قالت إنه “انتهاك صارخ” لسيادتها.
مخاوف من التصعيد
استعرضت إيران عضلاتها في المنطقة قبل توغلها عبر الحدود في باكستان.
وشنت طهران ضربات على سوريا ضد ما قالت إنها مواقع لتنظيم “داعش”، وفي العراق ضد ما قالت إنه “مركز تجسس إسرائيلي”. وسحبت بغداد أيضاً سفيرها من طهران.
وتستهدف جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران الملاحة في البحر الأحمر منذ نوفمبر (تشرين الثاني)، قائلة إن ذلك يأتي تضامناً مع الفلسطينيين في غزة.
وبدا أن البلدين يعملان على تحسين العلاقات، إذ التقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان مع كاكار في دافوس هذا الأسبوع.
دوافع “غامضة”
وحذر محللون من أن الوضع قد يخرج عن السيطرة.
وقال إسفنديار مير الخبير البارز في أمن منطقة جنوب آسيا بالمعهد الأميركي للسلام إن دوافع إيران لمهاجمة باكستان لا تزال غامضة، لكن يمكن أن تتصاعد الأمور في ضوء التصرفات الإيرانية في المنطقة.
وأضاف “ما سيقلق طهران هو أن باكستان تجاوزت خطاً بضربها داخل الأراضي الإيرانية، وهو خط حرصت حتى الولايات المتحدة وإسرائيل على عدم تجاوزه”.
ودعت وزارة الخارجية الروسية الخميس إيران وباكستان إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وحل خلافاتهما عبر الدبلوماسية.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بعد التحدث مع نظيريه من البلدين إن الطرفين لا يريدان تصعيد التوتر.
وتعمل الجماعتان المسلحتان المستهدفتان في منطقة تشمل إقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان وإقليم سيستان وبلوشستان جنوب شرق إيران. وتشهد المنطقتان اضطرابات، وتعانيان من الفقر إلى حد كبير على الرغم من أنهما تزخران بالمعادن.
وتشن جبهة “تحرير بلوشستان”، التي استهدفتها إسلام آباد داخل إيران، تمردا مسلحاً ضد الدولة الباكستانية. وقامت في إطار ذلك التمرد باستهداف مواطنين صينيين واستثمارات صينية في بلوشستان.
أما “جيش العدل” الذي استهدفته إيران، هو أيضاً جماعة عرقية مسلحة، ذات ميول إسلامية سنية تعتبرها إيران ذات الأغلبية الشيعية تهديداً لها.
ونفذت جماعة “جيش العدل” هجمات في إيران ضد قوات الحرس الثوري.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com
حذرت المديرية العامة للدفاع المدني المواطنين من مغبة إشعال النيران في المناطق الحرجية أو المحاذية…
استشهد صباح اليوم الشيخ حسين عزات عطوي، من بلدة الهبارية – قضاء حاصبيا مرجعيون، في…
اقيمت قبل ظهر اليوم، مراسم تكريمية ووداعية في باحة مستشفى الشيخ راغب حرب في تول…
نشر موقع “الخنادق” المعنيّ بالدراسات الإستراتيجية والأمنية تقريراً جديداً تحدّث فيه عن الجوانب الأمنية والاستخباراتية…
عاد الحديث مُجددا عن إمكانية طباعة أوراق نقدية من فئات جديدة بالليرة اللبنانية وذلك بعد…
أكد مسعف فلسطيني كان موجودًا في واقعة استشهد فيها 15 من زملائه في جنوب غزة…