أول سفينة مساعدات تستعد لدخول غزة وآمال "هدنة رمضان" تتبدد


<p>الدخان يتصاعد بعد قصف إسرائيلي على خان يونس جنوب قطاع غزة في 9 مارس 2024 (أ ف ب)</p>

انتهى أمس السبت عاملون في مؤسسة خيرية من تحميل مساعدات إغاثة موجهة إلى غزة على متن سفينة في قبرص في إطار جهد دولي لتدشين ممر بحري لمساعدة الفلسطينيين الذين باتوا على شفا المجاعة.

وتستعد أول سفينة محملة بالمساعدات للإبحار من قبرص إلى قطاع غزة المهدد بالمجاعة، فيما أدى القصف الإسرائيلي إلى سقوط عشرات الضحايا السبت وفق ما ذكرت وزارة الصحة في القطاع الذي تحكمه “حماس”.

ويهدف الطريق البحري إلى مواجهة القيود التي تفرضها إسرائيل على وصول المساعدات بعد أكثر من خمسة أشهر من الحرب التي تركت سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة يكافحون من أجل البقاء.

وقالت منظمة “أوبن آرمز” الخيرية الإسبانية إن السفينة التي رست قبل ثلاثة أسابيع في ميناء لارنكا القبرصي “ستكون جاهزة” للإبحار في وقت لاحق السبت، لكنها تنتظر الإذن النهائي.

وستكون هذه أول شحنة تنقل إلى غزة عبر الممر البحري من قبرص، أقرب دولة عضو في الاتحاد الأوروبي.

وأوضحت المنظمة أن السلطات الإسرائيلية تفتش حمولة “مئتي طن من المواد الغذائية والرز والدقيق وعلب التونة” في ميناء لارنكا.

ولفتت إلى أن منظمة “وورلد سنترال كيتشن” الخيرية الأميركية التي دخلت في شراكة مع “أوبن آرمز”، لديها فرق في قطاع غزة المحاصر تقوم “بإنشاء رصيف” لتفريغ الشحنة.

لكن لم يتم تقديم تفاصيل عن الموقع الدقيق الذي سيتم فيه تسليم هذه المساعدات، ومن سيتولى توزيعها بمجرد وصولها إلى قطاع غزة أو ضمان أمنها.

تنسق إسرائيلي

في هذا الصدد، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري مساء السبت إن إسرائيل “تنسق إنشاء” هذا الرصيف وستوزع “المساعدات عبر المنظمات الدولية”.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن الخميس عن خطة لإنشاء “رصيف موقت” في غزة.

 

 

قالت وزارة الدفاع الأميركية إن بناء هذه المنشأة سيستغرق مدة قد تصل إلى 60 يوماً وسيشارك فيه أكثر من ألف جندي على الأرجح. وأوضحت أن الميناء الموقت “يمكن أن يؤمن أكثر من مليوني وجبة يومياً لمواطني غزة”.

وتقول الأمم المتحدة إن 2.2 مليون شخص من سكان القطاع الصغير مهددون بالمجاعة، كما نزح 1.7 مليون شخص بسبب القتال والعنف والضربات الإسرائيلية التي تسببت بدمار هائل.

واعتبرت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر السبت أن الحرب في غزة حطمت “كل معاني الإنسانية المشتركة”، داعية إلى وقف الأعمال العدائية وإطلاق سراح الرهائن والسماح بالوصول إلى المعتقلين الفلسطينيين.

وقالت ميريانا سبولياريتش في بيان إن “الوضع يتدهور في قطاع غزة كل ساعة ولا مكان آمنا للذهاب إليه”، معتبرة أن “عدد القتلى المدنيين واحتجاز الرهائن أمران يصدمان وغير مقبولين”.

إنزال جوي

على صعيد إنزال المساعدات جواً، أعلن الجيش الأردني السبت عن عملية جديدة بنحو عشر طائرات، بينها طائرتان أردنيتان وأربع أميركية وطائرتان فرنسيتان.

لكن الأمم المتحدة ترى أن عمليات إلقاء المساعدات من الجو وإرسال المساعدات عن طريق البحر، لا يمكن أن تحل محل الطريق البري.

وأدى إنزال مساعدات جواً في مدينة غزة الجمعة إلى مقتل خمسة أشخاص وجرح عشرة آخرين نتيجة عطل في المظلات، بحسب مصدر طبي. وأكدت جيوش الأردن والولايات المتحدة وفرنسا وبلجيكا وهولندا أن طائراتها لم تتسبب بالحادثة.

إلى ذلك، أعلنت السويد وكندا أنهما ستستأنفان تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، المصدر الرئيس للمساعدات في الأراضي الفلسطينية، بعد مرور أكثر من شهر على تعليقه من جانب نحو 15 دولة.

من جهته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ليئور حياة عبر منصة “إكس” إن “قرار كندا والسويد استئناف تمويل الأونروا خطأ جسيم”، متهماً الدولتين “بمواصلة تجاهل تورط موظفي الوكالة في أنشطة إرهابية”.

والوكالة محور جدل منذ أن اتهمت إسرائيل 12 من موظفيها نهاية يناير (كانون الثاني) بالضلوع في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 الذي نفذته حماس على جنوب إسرائيل.

في السياق نفسه، قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني السبت إنه “متفائل بحذر” في شأن قرار “عدد من المانحين” استئناف تمويل الوكالة “خلال الأسابيع القليلة المقبلة”، خصوصاً “بعد نشر تقرير كاترين كولونا” المكلفة من الأمم المتحدة بتقييم عمل الأونروا و”حيادها”.

30960 قتيلا

قالت وزارة الصحة التابعة لحركة “حماس” إن 23 مدنياً في الأقل ماتوا بسبب سوء التغذية والجفاف في غزة بعد وفاة ثلاثة أطفال آخرين.

كما أعلنت الوزارة مقتل 82 شخصاً آخر في الهجمات خلال اليوم السابق، ما يرفع حصيلة القصف الإسرائيلي والهجوم البري على غزة إلى 30960 قتيلا، معظمهم من النساء والأطفال.

وتحدث المكتب الإعلامي الحكومي عن أكثر من 30 غارة خلال الليل، بينها واحدة على مبنى سكني في مدينة رفح كان نحو مئتي شخص قد لجأوا إليه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يخضع قطاع غزة فعلياً لحصار إسرائيلي منذ تولت “حماس” السلطة فيه عام 2007، وتشدد الحصار منذ التاسع من أكتوبر 2023مع قطع إسرائيل إمدادات الماء والكهرباء وعدم سماحها سوى بدخول عدد محدود من الشاحنات.

واندلعت الحرب إثر هجوم “حماس” الذي أدى إلى مقتل 1160 شخصاً في الأقل، معظمهم من المدنيين في جنوب إسرائيل، بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى مصادر إسرائيلي رسمية.

كما خطف نحو 250 شخصاً ونقلوا إلى غزة. ولا يزال 130 رهينة محتجزين هناك بينما تقول إسرائيل إن 31 منهم ماتوا.

بهدف تحقيق “النصر الكامل”، تقول إسرائيل إنها تستعد لاجتياح مدينة رفح الواقعة على الحدود المصرية ويقيم فيها حالياً نحو 1.5 مليون فلسطيني بحسب الأمم المتحدة.

ضغوط متزايدة

لكن يواجه رئيس الوزراء نتنياهو ضغوطاً متزايدة من الرأي العام المحلي للتوصل إلى اتفاق مع “حماس” في شأن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة، وتجمع آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مساء السبت للمطالبة برحيل الحكومة وتحرير الرهائن.

وأعلنت “حماس” السبت أسماء أربعة من الرهائن الإسرائيليين قالت إنهم قتلوا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة، لكنها لم تقدم دليلا على ذلك.

وكان الجيش الإسرائيلي، الذي أحجم عن التعليق على هذا الإعلان، قد اعتبر في وقت سابق أن المقاطع المصورة التي تنشرها “حماس” عن الرهائن هي من باب الحرب النفسية.

ذكر بيان صادر عن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) السبت أن الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس” في غزة مستمرة، على الرغم من تضاؤل ​​الآمال في التوصل إلى هدنة خلال شهر رمضان.

وأضاف الموساد في بيان وزعه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن رئيس الموساد دافيد برنياع التقى أمس الجمعة بنظيره الأمريكي وليام بيرنز لبحث اتفاق يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن.

وقال الموساد “الاتصالات والتعاون مع الوسطاء مستمر طوال الوقت في محاولة لتضييق الفجوات والتوصل إلى اتفاقات”.

وتتبادل إسرائيل وحماس اللوم في توقف المحادثات.

وقال مصدر من “حماس” إن “من غير المرجح” أن يزور وفد من الحركة القاهرة مرة أخرى في مطلع هذا الأسبوع لإجراء محادثات.

وتتوسط مصر والولايات المتحدة وقطر في مفاوضات الهدنة منذ يناير 2024 . وأدى اتفاق سابق وحيد إلى وقف القتال لمدة أسبوع في نوفمبر 2023 أطلقت خلاله حماس سراح ما يزيد على 100 رهينة في حين أطلقت إسرائيل سراح نحو ثلاثة أمثال هذا العدد من السجناء الفلسطينيين.

وتحمل حماس مسؤولية تعثر المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار والإفراج عن 134 رهينة لإسرائيل قائلة إنها ترفض تقديم ضمانات بإنهاء الحرب أو سحب القوات من قطاع غزة.

 

 

وقال الموساد إن حماس تتمسك بموقفها وتسعى لتصعيد العنف في المنطقة خلال شهر رمضان.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن الحرب لن تنتهي إلا بالقضاء على “حماس” التي وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شروطها لوقف إطلاق النار بأنها “وهمية”.

وفي بيان صدر السبت بمناسبة قرب شهر رمضان، تعهد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بأن يواصل الفلسطينيون قتال إسرائيل “حتى نيل الحرية والاستقلال”.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال الجمعة إنه بات يعود لـ”حماس” الموافقة على هدنة مع إسرائيل، لكن الجناح العسكري للحركة أكد أنه لن يقدم “أي تنازل” في شأن مطالبه، أي وقف نهائي لإطلاق النار وانسحاب للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة مقابل أي اتفاق للإفراج عن رهائن.

في اليوم نفسه، قال بايدن إنه سيكون “من الصعب” التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل بداية شهر رمضان (الإثنين أو الثلاثاء)، وهو هدف حاولت دول الوساطة (مصر وقطر والولايات المتحدة) تحقيقه هذا الأسبوع في القاهرة.

الموقف الإقليمي

إقليمياً، أعلن الجيش الأميركي أنه أسقط السبت مع القوات المتحالفة 28 مسيرة هجومية أطلقها الحوثيون اليمنيون المدعومون من إيران باتجاه البحر الأحمر وخليج عدن.

وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع السبت تنفيذ “عمليتين عسكريتين نوعيتين الأولى استهدفت سفينة ’بروبل فورتشن‘ الأميركية في خليج عدن بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة، فيما العملية الثانية استهدفت عدداً من المدمرات الحربية الأميركية في البحر الأحمر وخليج عدن” بـ37 مسيرة.

وفي لبنان، أعلنت الوكالة الوطني للإعلام (رسمية) عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة أكثر من تسعة آخرين في غارة إسرائيلية على منزلهم في منطقة خربة سلم في جنوب البلاد.

ويتبادل الجيش الإسرائيلي و”حزب الله” وفصائل فلسطينية في لبنان القصف بشكل شبه يومي منذ بدء الحرب في غزة.

subtitle:
الجيش الإسرائيلي يوصل قصف القطاع والآلاف يحتجون في تل أبيب ويطالبون برحيل حكومة نتنياهو
publication date:
الأحد, مارس 10, 2024 – 02:45

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com

Recent Posts

تزامنا مع العاصفة الرملية المرتقبة..الدفاع المدني يوجّه تحذيراً وتنبيهاً هاماً مع تعليمات لتفادي المخاطر

حذرت المديرية العامة للدفاع المدني المواطنين من مغبة إشعال النيران في المناطق الحرجية أو المحاذية…

3 ساعات ago

من هو المستهدف في غارة بعورتا صباح اليوم؟ (صورة)

استشهد صباح اليوم الشيخ حسين عزات عطوي، من بلدة الهبارية – قضاء حاصبيا مرجعيون، في…

3 ساعات ago

الجيش يودّع شهداء الواجب الثلاثة بمراسم مهيبة في مستشفى الشيخ راغب حرب

اقيمت قبل ظهر اليوم، مراسم تكريمية ووداعية في باحة مستشفى الشيخ راغب حرب في تول…

21 ساعة ago

تقرير يكشف أسرار الحرب: كيف استخدمت إسرائيل أمنها واستخباراتها ضد حزب الله؟

نشر موقع “الخنادق” المعنيّ بالدراسات الإستراتيجية والأمنية تقريراً جديداً تحدّث فيه عن الجوانب الأمنية والاستخباراتية…

6 أيام ago

فئة الـ 500 ألف ليرة قريبا في الأسواق

عاد الحديث مُجددا عن إمكانية طباعة أوراق نقدية من فئات جديدة بالليرة اللبنانية وذلك بعد…

أسبوعين ago

مجزرة المسعفين برفح.. الناجي الوحيد يروي ما شاهده من جريمة الاحتلال

أكد مسعف فلسطيني كان موجودًا في واقعة استشهد فيها 15 من زملائه في جنوب غزة…

أسبوعين ago