أخبار عربية وإقليمية

مَن خَدع «حزب الله»؟

الثلاثاء 08-10-2024

كتب طوني عيسى في«الجمهورية» :

في مثل هذا اليوم من العام الفائت، أطلق «حزب الله» حرب المساندة لغزة. وطوال عام كامل، بقي يرفض وقفها مهما غلت التضحيات. واليوم، انتهت غزة إلى «الكارثة الكاملة»… وجرَّت معها الجنوب اللبناني.

اليوم، بعد مرور عام على حرب غزة، بديهي طرح السؤال: هل إنّ حركة «حماس» نفّذت عملية «طوفان الأقصى» بقرار ذاتي أم إنّ هناك من دفعها إليها؟ ومن هو؟ وما هي أهدافه؟ وهل راجع هذا الطرف حسابات الربح والخسارة قبل إشعال الحرب؟ وفي أي حال، أين هو هذا الطرف لا يهرع إلى نجدة «حماس» جدّياً وإنقاذ غزة المدمّرة والمهزومة؟

توازياً، هل اتخذ «حزب الله» قراره ذاتياً بإشعال حرب المساندة لغزة، أم إنّ هناك من شجعه على ذلك ووعده بالدعم الذي يردع إسرائيل عن القيام بأي مغامرة مدمّرة له وللجنوب وللبنان؟ ومن هو هذا الطرف، ولماذا لم يهرع إلى نجدة «الحزب» الذي تعرّض خلال أسابيع قليلة لأشنع الضربات على مستوى القيادة والكوادر والمؤن والبيئة الحاضنة؟

طبعاً، منطقياً، الدعم منتظر من طرف واحد هو إيران. ولكن ما رشح عن طهران نفسها، قبل أيام، على لسان الرئيس الجديد مسعود بزشكيان، في مقابلات مع الإعلام الأميركي، هو أنّ على «حزب الله» أن يتجنّب الانخراط في حرب كبيرة مع إسرائيل، لأنّها تتفوق عليه كثيراً بقدراتها العسكرية. وثمة كلام كثير تردّد عن تباين في المواقف بين طهران و»الحزب»، وفي داخل طهران نفسها، ولا يعرف مدى دقتها.

في مكان آخر، كثيراً ما عمد «الحزب» عبر إعلامه إلى تحميل الولايات المتحدة مسؤولية تجرّؤ إسرائيل على تنفيذ عمليتها الحالية، تحت عنوان أنّ موفدها عاموس هوكشتاين قدّم الوعود والضمانات بعدم تجاوز إسرائيل الخطوط الحمر في لبنان، أي عدم توسيع الحرب. ولكن، في الواقع، من الخطأ الرهان على واشنطن في هذا المجال، لسببين: الأول هو أنّ نتنياهو استطاع دفع إدارة بايدن إلى تغطية أعماله في غزة ولبنان، خصوصاً في لحظتها الانتخابية الحساسة. والثاني هو أنّ هوكشتاين نفسه، في جولاته الأخيرة في إسرائيل وبيروت، أطلق تحذيرات واضحة من أنّ واشنطن لم تعد قادرة على منع نتنياهو من القيام بمغامرة في لبنان. ولذلك، هو طلب من «الحزب» بإلحاح عدم إهدائه الذريعة التي يبحث عنها.

في أي حال، لا شيء يبدّل في السؤال الأساسي الذي يطرحه الجميع بعد عام من الحرب: إذا كانت قيادة «حزب الله»، زمن السيد حسن نصرالله، معروفة بدقة حساباتها، وبصبرها الاستراتيجي، فما الذي دفعها إلى التورط في حرب كان معروفاً أنّها ستشكّل مقتلاً؟ وهل تعرّضت فعلاً لخديعة كبيرة جداً ورطتها؟

هذا سؤال آخر، سيجيب عنه التاريخ ذات يوم.

Zeino Mroue

Recent Posts

فئة الـ 500 ألف ليرة قريبا في الأسواق

عاد الحديث مُجددا عن إمكانية طباعة أوراق نقدية من فئات جديدة بالليرة اللبنانية وذلك بعد…

أسبوع واحد ago

مجزرة المسعفين برفح.. الناجي الوحيد يروي ما شاهده من جريمة الاحتلال

أكد مسعف فلسطيني كان موجودًا في واقعة استشهد فيها 15 من زملائه في جنوب غزة…

أسبوع واحد ago

الحرارة تتخطى الـ32 درجة الثلاثاء!… فكيف سيكون طقس الأيام المقبلة؟

طقس ربيعي مستقر نسبياً يسيطر على لبنان والحوض الشرقي للمتوسط حتى اليوم الأحد حيث تتأثر…

أسبوع واحد ago

3 جرحى بخلاف فردي في الشرحبيل

أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام"  أن خلافا فرديا في منطقة الشرحبيل بين عدد من الاشخاص، استخدمت…

أسبوع واحد ago

لبنانيّون يتلقّون رسائل مزيّفة لإعانات مالية بالدولار… والأمن العام يُحذّر! (صورة)

أعلنت المديرية العامة للامن العام اللبناني، أنّه "تبيّن أخيراً أن عدداً كبيراً من المواطنين تلقّى…

3 أسابيع ago

لبنان في قلب الموجة “الحارة”… والأسبوع الأول من نيسان يحمل “المفاجأة”: فاستعدوا!

يشهد لبنان والحوض الشرقي للمتوسط تأثير رياح خماسينية دافئة قادمة من شمال إفريقيا، محملة بالغبار،…

3 أسابيع ago