بقلم الدكتور محمد سيف الدين
التطورات متسارعة جداً.
في ظل جهود إسرائيلية مستميتة لجذب الولايات المتحدة إلى دوامة الشرق الأوسط، تحاول الأخيرة تحصيل نتائج الانخراط، لكن من دون تنفيذه فعلياً.
ومع تعذّر ذلك بسبب الرسائل المخيفة من جانب إيران وحلفائها، وغياب اليقين حول انعكاسات أي توسع للحرب وأي مشاركةٍ أميركية مباشرة فيها، تلتقط الصين اللحظة.
تقدمت #الصين بنقلةٍ على الرقعة، وها هي تحاصر #تايوان عسكرياً في مناوراتٍ غير مسبوقة. لكن حدثاً آخر يتداخل في حسابات أميركا الآن، أعلنت عنه #إيران اليوم.
فما الخبر؟
ومن دون إنذار، أطلقت الصين مناوراتٍ عسكريةً بطائرات وسفن حول تايوان، تحت اسم “السيف المشترك 2024 بي”، لمنع “الأعمال الانفصالية”، وهي لم تحدد موعداً لانتهائها. وهي تشمل دوريات الاستعداد للقتال البحري والجوي وحصار الموانئ والمناطق الرئيسة ومهاجمة أهداف بحرية وبرية. كما نشرت أربعة أساطيل لإجراء “عمليات تفتيش” في المياه المحيطة بتايوان، إضافةً إلى مقاتلات وقاذفات وطائرات حربية أخرى، وعدد من المدمرات.
فما موقف الولايات المتحدة؟
وماذا تعني هذه الخطوة بالنسبة للحرب في الشرق الأوسط؟
الولايات المتحدة انتفضت للأمر بسرعة، ووصفته ب”غير المبرر”، وهي التي تدرك أن انشغالها في الشرق الأوسط يمثّل فرصةً ذهبية لبكين لتحقيق قفزة وخلق أمر واقع في الجزيرة.
إذا غرقت أميركا في الشرق الأوسط، لن تكون لها فرصة بعد ذلك في إيقاف الصين. وهذا في صلب الحسابات الأميركية الاستراتيجية التي تشدّها إلى الخلف في مواجهة المحور.
وربما تكون هذه الوضعية الاستراتيجية الدقيقة هي التي مكّنت نتنياهو من إمساك الرئيس الأميركي من يديه اللتان تؤلمانه.
لكن هذه الأحداث سبقتها أحداثٌ شديدة الدلالة.
تحاول اليابان التحرك لمنع أي فراغٍ استراتيجي هناك تستغله الصين. فقد حركت طوكيو سفينة حربية يابانية في مضيق تايوان للمرة الأولى، محاولةً تثبيت مبدأ حرية الملاحة في هذا الممر البحري الذي تؤكد الصين سيادتها عليه. وبتلك الخطوة، تسعى اليابان إلى منه حصارٍ صينيٍ كامل على تايوان، بانتظار أن تتفرغ أميركا لمعالجة المسألة بنفسها، قبل أن تحسم بكين الأمر.
حدثٌ آخر كانت قد نقلته هذه المرة “وول ستريت جورنال، وفيه يحاول مسؤولون أميركيون التقليل من أهمية القدرات العسكرية الصينية، من خلال الكشف (بحسب قولهم) عن غرق أحدث غواصة هجومية صينية تعمل بالطاقة النووية في الربيع الماضي، ما يشكل ضربةً كبرى لبرامج التسلح الصينية، التي تسابق الوقت للتحضير للمواجهة التي تبدو مقبلة مع أميركا.
ما تأثير هذه الأحداث على الشرق الأوسط؟
اليوم أعلنت إيران عبر وزير خارجيتها عباس عراقتشي وقف المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة والتي كانت تجري في سلطنة عمان.
توقيت الخطوة الإيرانية مهم جداً، إذ ترفض إيران إتاحة واشنطن لتل أبيب فرصةً زمنية مفتوحة حتى الانتخابات في الخامس من نوفمبر، لتحقيق ضربات أو “إنجازاتٍ” (تترجم بجرائم يومية ضد غزة ولبنان ويتوقع أن تطال إيران).
ومع هذا الرفض، تضع طهران واشنطن مباشرةً أمام الخطر الكبير، فإما الحرب الواسعة، أو وقف إسرائيل، وبالتالي العمل على حلٍ سياسيٍ يوقف النار على غزة ولبنان.
ثم إن طهران لن تسلّف إدارةً أميركيةً راحلة بعد أسابيع معدودة أي مكاسب، خصوصاً في ظل الدعم الأميركي المستمر لإسرائيل والضعف الأميركي الشديد تجاهها.
فهل ينجح ذلك؟
النقلة الإيرانية على الرقعة تبدو متناغمةً وجريئة، فهي لا تخلو من المخاطرة بدرجةٍ عالية في التكتيك، ويمكن مع شراهة نتنياهو على القتل أن تؤدي إلى تصعيدٍ كبير في الأسابيع القليلة المقبلة، لكنها وفق الحسابات الاستراتيجية الكبرى المرتبطة بأولويات أميركا، نقلةٌ بارعةٌ ومطلوبة في هذا التوقيت بالتحديد.
بالمحلصة
دمج المعطيين، الصيني في تايون والإيراني بوقف المفاوضات، يعطي أملاً كبيراً باستعادة زخم السياسة لوقف الحرب في مطلع الشهر المقبل، وبالتحديد إذا فاز الديموقراطيون مجدداً. أما إذا فاز ترامب، فإن طهران تنشط في الوقت نفسه منذ الآن مساراً آخر، قوامه الرد المؤلم على إسرائيل، والضرب الشديد من قبل المقاومة في لبنان وفلسطين. وفي هذه النقطة، تحديداً في جنوب لبنان، يبدو أن المقاومة بدأت بالأمس فقط حرب 2024، بأدواتها ونطاقها وسلاحها وخطتها للحرب (ظهور الأسلحة الجديدة والضرب الدقيق بناءً على استعلام واستخبار عالي المستوى)، بعد أن كانت لأشهر تدير مواجهة يمكن تسميتها 2006+. (أيضاً بالأسلحة والأساليب…).
وبالنتيجة إذا زادت الصين من حدة وجدية خطوتها، فإن على الولايات المتحدة أن توقف فوراً أحداث الشرق الأوسط وتتحرك شرقاً. وإلا خسرت معركتها على قمة العالم. أما إذا أوقفت الصين مناوراتها التي لا تاريخ محدد لإنهائها، فإن مجرد حدوث الأمر، هو جرس إنذارٍ لتذكير مديري الأحداث في واشنطن بالساحة الأكثر أهمية الآن.
ننتظر المزيد.
عاد الحديث مُجددا عن إمكانية طباعة أوراق نقدية من فئات جديدة بالليرة اللبنانية وذلك بعد…
أكد مسعف فلسطيني كان موجودًا في واقعة استشهد فيها 15 من زملائه في جنوب غزة…
طقس ربيعي مستقر نسبياً يسيطر على لبنان والحوض الشرقي للمتوسط حتى اليوم الأحد حيث تتأثر…
أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام" أن خلافا فرديا في منطقة الشرحبيل بين عدد من الاشخاص، استخدمت…
أعلنت المديرية العامة للامن العام اللبناني، أنّه "تبيّن أخيراً أن عدداً كبيراً من المواطنين تلقّى…
يشهد لبنان والحوض الشرقي للمتوسط تأثير رياح خماسينية دافئة قادمة من شمال إفريقيا، محملة بالغبار،…