كتبت ماريّا يمّين في موقع الـOTV:
رغم تشكيك بعض الجهات وتخوف بعضها الآخر من تطيير الاستحقاق الانتخابي السنة المقبلة، تسيطر الخطابات الانتخابية أكثر فأكثر على المشهدية السياسية.
سريالية تامّة على الطراز اللبناني: شعارات رنّانة وخطابات عالية السقف تقوم بها الأحزاب – الطوائف. اللافت أنّ فيها تنصّلًا كاملًا من المسؤولية وإجماعًا على ضرورة محاسبة الناخب الجهاتِ التي أوصلت البلد إلى أشدّ أزمة اقتصادية شهدها منذ الحرب الأولى. فمن سيحاسب من؟!
مرّة جديدة، يعود بنا الواقع إلى الكيان اللبناني المبنيّ على أسس هشّة وعلى تعايش مشترك متزعزع، في ظلّ بناء الأحزاب – الطوائف حملاتها على تعزيز الخوف من الآخر. فنجاح الميثاق الوطني الذي أعلن في 1943 بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة آنذاك بشارة الخوري ورياض الصلح بني على تفاهم تامّ بين الرجلين على تقاسم مقاليد السلطة، لكنه فشل بعدهما في أكثر الأحيان.
إلّا أن للمشكلة المطروحة في مقالتنا اليوم جوهرًا تربويّ محض يتمثّل
بافتقار كتب التاريخ المدرسية إلى التعبير عن ثقافة وطنية واضحة المعالم وإلى ضعف أو بالأحرى عدم تطرّقها إلى المسائل الخلافية خصوصًا تلك المتعلقة بفترة الحرب الأهلية والأخرى الجامعة، نعم الجامعة!
وفي هذا الإطار، يشير المدير السابق لكلية الآداب والعلوم الإنسانية – الفرع الثاني في الجامعة اللبنانية الدكتور مروان أبي فاضل إلى أن “تاريخ الجماعات ليس كلّه نزاعات وحروب”. وينوّه بأن “هناك تشابهًا كبيرًا في العادات الاجتماعية بين الطوائف اللبنانية، وأعياد مشتركة عدّة يجهلها اللبنانيون أنفسهم”.
وفي حديث مع موقع الـOTV، أعلن أبي فاضل أن “تعليم التاريخ في المدارس اللبنانية يتمّ وفق مناهج 1968 و1971، إذ إن تطوير المناهج عام 1997 استُثنيت منه مادّة التاريخ في حين أن طلاب البكالوريا الفرنسية مثلًا يدرسون في كتب تاريخ تطوّر كلّ ثلاث سنوات”.
ويأسف في هذا الإطار لأن” بعض المدارس لا تدرّس مادّة التاريخ حتّى إلّا في صفوف الشهادة الثانوية” وهو أمر بغاية الخطورة على حدّ تعبيره.
وحول المسائل الخلافية، لا سيّما الحرب الأهلية اللبنانية(1975 – 1990)، يشدّد أبي فاضل على “ضرورة إدخال أحداثها في المناهج، فمن المعيب أن يتوقف التاريخ في الصفوف الثانوية عند درس الجلاء 1946”.
ولفت النظر في هذا السياق إلى أن لبنان ليس البلد الوحيد الذي شهد حروبًا أهلية: “ألمانيا بين القرنين السادس عشر والسابع عشر مثلًا شهدت حروبًا دامية بين الكاثوليك والبروتستانت، ومات فيها حوالي 8 مليون شخصًا، إلا أن هذه الحروب تدرّس وفق قراءة نقدية تتيح للتلامذة التعلم من أخطاء الماضي، والأمر سيّان في فرنسا وغيرها من الدول”.
وذكّر أبي فاضل بأن “اتفاق الطائف 1989 نصّ على إصلاحات تربوية عدّة أبرزها إعادة النظر في المناهج وتطويرها بما يعزز الانتماء الوطني، والانفتاح الروحي والثقافي وتوحيد الكتاب في مادتي التاريخ والتربية الوطنية”.
أمّا عن الأسباب التي حالت دون ذلك، فأكد أنه “لم يكن هناك اندفاع سوريّ خلال فترة الوصاية لذلك”.
وسلّط الضوء على المسؤولية التي يتحملّها الأفرقاء اللبنانيون خصوصًا بعد العام 2005 في تعطيل عملية التطوير، محمّلًا المسؤولية الكبرى لوزارة التربية.
هل من بوادر إيجابية؟
ترأس وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي في 24 تشرين الثاني المنصرم الاجتماع الأول لهيئة التخطيط ومتابعة أعمال لجان المناهج، الذي عقد في المركز التربوي للبحوث والإنماء.
وجرى خلال الاجتماع عرض المسودة الأولى لمراحل خطة تطوير المناهج على أن يصار إلى عقد الورشة الوطنية الكبرى في 13 و 14، و15 كانون الثاني 2022 ، لتصدر عنها المسودة الأخيرة للتوجهات والمسودة الأولى “للإطار الوطني للمناهج ” .
لكن حتى الآن لا معلومات واضحة ومؤكدة حول تضمين هذا التطوير مادّة التاريخ .
وبما أن لا نتائج فورية لهذا التطوير–إن حصل- نبقى للأسف أمام جيل شباب من ثلاثة فئات:
يختم أبي فاضل بالقول إن الأمل موجودٌ والتعويل يبقى دائمًا على المبادرة الفردية فلا أحد يمنع الفرد من التحرّر!
The post خاصّ- الانتخابات تقترب والثقافة الوطنية ضعيفة: من سيحاسب من؟ appeared first on OTV Lebanon.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :otv.com.lb
حذرت المديرية العامة للدفاع المدني المواطنين من مغبة إشعال النيران في المناطق الحرجية أو المحاذية…
استشهد صباح اليوم الشيخ حسين عزات عطوي، من بلدة الهبارية – قضاء حاصبيا مرجعيون، في…
اقيمت قبل ظهر اليوم، مراسم تكريمية ووداعية في باحة مستشفى الشيخ راغب حرب في تول…
نشر موقع “الخنادق” المعنيّ بالدراسات الإستراتيجية والأمنية تقريراً جديداً تحدّث فيه عن الجوانب الأمنية والاستخباراتية…
عاد الحديث مُجددا عن إمكانية طباعة أوراق نقدية من فئات جديدة بالليرة اللبنانية وذلك بعد…
أكد مسعف فلسطيني كان موجودًا في واقعة استشهد فيها 15 من زملائه في جنوب غزة…