كيف وافق نواب الشعب على موازنة بلا زيادة رواتب.. ليعودوا ويطالبوا الحكومة برفعها؟!!!
نشر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور شاهر الشاهر على صفحته الشخصية على الفيسبوك :
حديث السادة أعضاء مجلس الشعب يقترب من حديث المواطن وحاجاته … وهذا جيد… لكنه يبتعد كثيراً عن إدراك مقدرات الحكومة… وظروف عملها… وهنا تكمن المشكلة…
فمطالبة الحكومة بتقديم زيادات كبيرة على الدخل دون تقديم رؤى واضحة حول كيفية تأمين تلك المبالغ … يجعل الطرح ساذجاً وسطحياً … ولا يخلو من الاستعراض في كثير من الأوقات..
ثم كيف وافق السادة أعضاء مجلس الشعب على موازنة العام القادم وأقروها … والتي لم تلحظ أي زيادة على الأجور والمعاشات…؟ ليعودوا ويطالبوا الحكومة برفع الأجور…!!!
وهل استطاع المجلس أن يقيس الأداء الحكومي ونسب التنفيذ بطرق علمية وأرقام لا تقبل الجدل… ومحاسبة الحكومة على بيانها السابق قبل منحها ثقة المجلس والتمديد لها …؟
ثم أين دور المجلس في مكافحة أكبر فساد مر على سورية عبر تاريخها الطويل … والذي تمثل جزء منه في تهريب الأموال إلى البنوك اللبنانية… والذي تحدث عنه السيد رئيس الجمهورية صراحة…
كان على المجلس أن يتلقف خطاب السيد الرئيس ويتابع هذا الملف ويعمل على استعادة تلك الأموال المنهوبة … ومحاسبة “لصوص النهار” وتفكيك شبكاتهم القذرة…
فحديث السيد الرئيس بكل شفافية ووضوح عن هذا الملف يحمل الجهات الرسمية مسؤولياتها في المحاسبة … وصمتها يعني أنها مشاركة به… أو مقصرة على أقل تقدير….
فنتائج الحرب والعقوبات الدولية الظالمة ليست مبرراً على الاطلاق لغياب المحاسبة والصمت عن الكوارث التي يتعرض لها الاقتصاد السوري نتيجة لقرارات لم تنجح الحكومة في اقناع أحد بها…
الشيء الوحيد الواضح أنه لا تناغم ولا تكامل بين عمل الحكومة والسلطة التشريعية … إلا على الصعيد الشخصي ربما…!!
مع الاحترام والتقدير لكل من يعمل بصمت وإحساس عال بالمسؤولية…