أخبار محلية

ميقاتي لم يكشف “حقيقة المشكلة”… ومتى النزول عن الشجرة؟

في موازاة انتظار اللبنانيين حدوث بقعة ضوء في طريق #تأليف الحكومة تتفاقم الاوضاع المعيشية التي رمت بأثقالها عليهم. وعاد مشهد ارتال السيارات امام محطات المحروقات في العاصمة والمناطق، اضافة الى عدم قدرة المولدات على توفير الكهرباء من جراء الشح المتواصل في المازوت. وبات البحث في هذه المادة من النقاط الرئيسية التي تناقش في المقار الرئاسية وعند رؤساء الاحزاب والكتل مع خشيتهم من تفلت الامن الاجتماعي اكثر. ولم يتوانوا عن ترداد عبارة “خلصونا” في الايام الاخيرة والتي لا تغيب عن ألسنة المواطنين ومعاناتهم المفتوحة، ولا سيما ان يومياتهم تتجه من تدهور الى تدهور في وقت يستمر المعنيون بتأليف الحكومة في مراوحة لا توحي أكثر اشاراتها باقتراب موعد صدور مراسيمها المنتظرة.

واذا كانت هناك من شروط عند الافرقاء في توزير فلان وتزكيته على غيره، يلاحظ مراقبون ان تراجعاً قد طرأ حيال هذه الثوابت التي يضعونها من نوع أنهم لم يعودوا يتمسكون باسم وعدم التزحزح عنه، وهذا ما يعكسه الثنائي “أمل” و”حزب الله”. ولا يعني مثل هذا الموقف انهما سيتخليان عن ابقاء حقيبة المال في يد شخصية شيعية. ولا يخفي هذا الفريق ان الضغوط الاجتماعية الملقاة على عاتق الجميع باتت تجلب المزيد من المشكلات والمناوشات اليومية وخصوصا في الجنوب والشمال، وتحوّل تأمين صفيحة مازوت في اكثر من بلدة مشقة كبيرة حيث ينشط تجار السوق السوداء في اكثر من منطقة. ولم يكن ينقص المشهد إلا سقوط ضحايا على ابواب محطات المحروقات.

ووصلت اكثر القوى الى خلاصة ان الاستمرار على هذا المنوال امر لا يمكن للمواطنين تحمّله وباتوا يعترفون ان اكثر وزارات الدولة ومؤسساتها في طريقها الى التحلل والوقوع في الانهيارات الكبرى. واذا تألفت الحكومة سينشغل الجميع بالاستحقاق الانتخابي الذي سيسيطر على اهتمامات المواطنين ويومياتهم. وفي زحمة كل هذه التحديات يستمر الرئيس المكلف #نجيب ميقاتي في محاولات توصله الى تلك التشكيلة التي يمكن من خلالها ان تكون محل قبول الرئيس #ميشال عون لتحصل على توقيعه الذي لا يبدو انه سيمهره على تلك التوليفة قبل ان يضمن جملة من الامور. ويواصل الرئيس المكلف اضفاء الطابع الايجابي على اتمام توليفته وهو يعمل على تفكيك العراقيل التي تواجهه حيث يظهر انه لا يريد ان يكشف لسائليه “حقيقة المشكلة”.

ويعمل على اختيار وجوه مجربة في حقول اختصاصات الوزارات التي سيتسلمونها، ولا سيما انها ستلجأ الى اتخاذ “قرارات قاسية” قد تؤثر على ميقاتي في الانتخابات. وتتركز الانظار هنا على حقائب الطاقة والاتصالات والاقتصاد. ويقول لسان حاله ان همه الاول هو التوصل الى حكومة منسجمة لتتمكن من انقاذ البلد لينهض من كل الانهيارات التي تهدده. ولم يضع خيار الاعتذار في مقدم اجندته بعد حيث يراهن على الاجواء الايجابية التي عكستها بعبدا في اليومين الاخيرين وابداء اعجابها بميقاتي ومرونته.
في المقابل، اذا كان عون يفكر مرة في هذه الحكومة ومن سيكون في عضويتها فهو يفكر مرات في مستقبل مشروعه السياسي وهو على مشارف السنة الاخيرة من ولايته. ولن يتوقف بالطبع عند هذه الحدود بل يركز اولاً على نتائج الانتخابات النيابية على “التيار الوطني الحر” وما يمكن ان يحصّله النائب جبران باسيل في المواجهة المنتظرة التي تتحضر لها البيئة المسيحية أكثر من سواها من بقية المكونات. واخذ اكثر الافرقاء يقولون انه لا بد من حصول تنازلات من هنا وهناك والنزول من على شجرة التعطيل والمماطلة.

امام كل هذه الفصول من الانهيارات المتتالية والتي لا تبشر بأي عملية نهوض، لم يعد النظر الى ميقاتي وامكانية تشكيله الحكومة فحسب بل الى الاشهر التي تسبق الانتخابات وانتهاء ولاية الرئاسة الاولى مع طرح جملة من الاسئلة من نوع ان الفريق العوني من الأسهل له الاستمرار في حكومة تصريف الاعمال برئاسة حسان دياب بدل ان يحل اي صقر سني مثل الرئيس سعد الحريري او ميقاتي خشية حصول أي تطور امني او سياسي لا يؤدي الى حصول الانتخابات في موعدها، ويتم الوصول الى انتهاء ولاية عون ودخول البلاد في الفراغات الكبرى. ويسود رأيان عند السياسيين السنّة من رؤساء حكومات وناشطين في الحقلين العام والاجتماعي في الطائفة، وهو اذا لم يتجاوب عون مع الرئيس المكلف في عملية التأليف ليذهب الثاني الى الاعتذار والسير بمعارضة سنية مفتوحة في وجه رئاسة الجممهورية الى حين انتهاء ولايتها، وهذا ما يعكسه الكاتب رضوان السيد وسواه، اضافة الى وجود رأي آخر يقول باستمرار ميقاتي في تكليفه الى ان يشكل الحكومة، واذا لم يحصل على مبتغاه يتمسك بورقة تكليفه الى آخر يوم من عهد عون وعدم السماح له بالتلاعب بمكون اساسي في البلد.

ومن لا يلتقي مع العونيين يعتبر ان مثل هذا السيناريو على خطورة مندرجاته على الارض مع انعكاساته الاقتصادية والمالية على البلد أسهل من عدم تمكن فريقهم من التحكم بمفاصل حكومة لا يطمئنون اليها لأن الاولوية عندهم هي الحفاظ على حضورهم النيابي الحالي رغم اعلان عدد من النواب طلاقهم مع تكتل “لبنان القوي”. وستكون لهذه المجموعة من زحلة الى كسروان وزغرتا كلمة فاصلة في هذه الدوائر وليس من الضرورة ان ينخرطوا في تحالفات مع “القوات اللبنانية” وان كانت لا تعارض هذا الامر لأن همها الاول اقصاء باسيل عن احتلاله الموقع التمثيلي المسيحي الأول.

رضوان عقيل

radwan.aakil@annahar.com.lb

Janoub 24

Recent Posts

تقرير يكشف أسرار الحرب: كيف استخدمت إسرائيل أمنها واستخباراتها ضد حزب الله؟

نشر موقع “الخنادق” المعنيّ بالدراسات الإستراتيجية والأمنية تقريراً جديداً تحدّث فيه عن الجوانب الأمنية والاستخباراتية…

يوم واحد ago

فئة الـ 500 ألف ليرة قريبا في الأسواق

عاد الحديث مُجددا عن إمكانية طباعة أوراق نقدية من فئات جديدة بالليرة اللبنانية وذلك بعد…

أسبوعين ago

مجزرة المسعفين برفح.. الناجي الوحيد يروي ما شاهده من جريمة الاحتلال

أكد مسعف فلسطيني كان موجودًا في واقعة استشهد فيها 15 من زملائه في جنوب غزة…

أسبوعين ago

الحرارة تتخطى الـ32 درجة الثلاثاء!… فكيف سيكون طقس الأيام المقبلة؟

طقس ربيعي مستقر نسبياً يسيطر على لبنان والحوض الشرقي للمتوسط حتى اليوم الأحد حيث تتأثر…

أسبوعين ago

3 جرحى بخلاف فردي في الشرحبيل

أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام"  أن خلافا فرديا في منطقة الشرحبيل بين عدد من الاشخاص، استخدمت…

أسبوعين ago

لبنانيّون يتلقّون رسائل مزيّفة لإعانات مالية بالدولار… والأمن العام يُحذّر! (صورة)

أعلنت المديرية العامة للامن العام اللبناني، أنّه "تبيّن أخيراً أن عدداً كبيراً من المواطنين تلقّى…

3 أسابيع ago