قصف "نقاط حاسمة" في صنعاء رداً على هجوم أبها

في رد فعل إزاء التصعيد الحوثي الجديد بحق الأعيان المدنية في الداخل اليمني ومدن الجوار الخليجي، جدد طيران التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن استهداف مواقع حوثية في كل من العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات الخاضعة لسيطرة الجماعة المدعومة من إيران “استجابة للتهديدات” عقب تنبيه مسبق للمدنيين حدده بـ72 ساعة طالباً منهم عدم الاقتراب من المواقع المستهدفة.

وكانت قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي بقيادة السعودية، قد طالبت المدنيين في صنعاء، الخميس، بإخلاء المواقع المدنية المستخدمة عسكرياً من قبل ميليشيات الحوثي خلال الساعات الـ72 المقبلة.

وذكر موقع “المسيرة” الناطق باسم الحوثيين أن الطيران استهدف، منتصف ليل الجمعة وفجر اليوم السبت، شارع المطار ومنطقة الصباحة غرب صنعاء في مديرية الثورة مخلفاً أضراراً مادية.

فيما تداولت وسائل إعلامية عن تنفيذ التحالف لنحو 16 عملية ضد جماعة الحوثي في مدينتي حجة وصعدة (أقصى شمال البلاد) خلال 24 ساعة الماضية.

تأتي هذه التطورات عقب استهداف مطار أبها بطائرة مفخخة مسيرة أطلقتها الميليشيات أدت إلى إصابة 12 مدنياً في المطار.

إلا أن الحوثيين برروا هجماتهم بحجة أن مطار أبها يستخدم للأعمال العسكرية ضد اليمن.

تماد يستوجب الردع

وقال التحالف بعد استهداف الميليشيات مطار أبها جنوب غربي السعودية بطائرة مسيرة، إن “الحوثيين اختاروا التصعيد السافر باستهداف المطارات المدنية والمدنيين”.

وأضاف أن “تعمد الميليشيات استهداف المطارات المدنية يعتبر تمادياً لا يمكن التغاضي عنه ويستوجب الردع”، متوعداً بقصف “نقاط حاسمة في صنعاء يستخدمها الحوثيون في إطلاق المسيرات”.

أول من أمس، أعلن المتحدث باسم التحالف العميد تركي المالكي، أن الدفاعات الجوية السعودية تمكنت من إحباط محاولة عمل عدائي عابر للحدود باستخدام طائرة مسيرة مفخخة أطلقتها ميليشيات الحوثي، وذلك عبر طريقة ممنهجة ومتعمدة لاستهداف المدنيين المسافرين والعاملين بمطار أبها الدولي.

وأضاف أن “هذه المحاولة العدائية تمثل جريمة حرب، وانتهاكاً للقانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية”.

وأكد المالكي أن قيادة القوات المشتركة للتحالف ستتخذ وتنفذ الإجراءات الضرورية ما يكفل حماية الأعيان المدنية والمدنيين، وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.

وتعد هذه العملية واحدة من هجمات عدة شنها التحالف هذا الشهر على العاصمة ومناطق أخرى تخضع لسيطرة الحوثي، بعدما كثف طلعاته الجوية بسبب استمرار الهجمات الحوثية على الأراضي السعودية بالتزامن مع استمرار هجومها للسيطرة على مأرب، آخر معقل للحكومة المعترف بها دولياً في شمال اليمن، كما يكثفون هجماتهم في مناطق أخرى في البلاد.

وما بين حين وآخر تتعرض مناطق عدة في السعودية باستمرار لهجمات حوثية بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة مفخخة باتجاه مطاراتها ومنشآتها النفطية، كما هو الحال بعدة مدن يمنية تقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية وامتدت، أخيراً، لتشمل المنشآت المدنية في دولة الإمارات ما دفع الحكومة اليمنية وعدداً من الدول العربية والأجنبية للمطالبة بإدراج الحوثيين على قوائم الإرهاب العالمي.

8 من قادة الحوثيين

وعلى الأرض، حققت قوات ألوية اليمن السعودية تقدماً جديداً على الأرض في مديرية حرض، بمحافظة حجة وتطويق الطرق والسيطرة عليها. في حين تتحدث مصادر إعلام تابعة للحوثيين عن نجاح مسلحي الجماعة الموالية لإيران في استعادة مواقع خسروها في المدينة المحاذية للسعودية.

في ذات السياق ذكرت قناة “اليمن” الرسمية أن 8 من القيادات العسكرية الحوثية قتلوا بنيران القوات الحكومية في مدينة حرض.

ونقلت قناة “اليمن” الإخبارية عن مصدر عسكري في المنطقة العسكرية الخامسة، قوله “إن مقاتلات التحالف العربي استهدفت تعزيزات ومواقع تابعة لميليشيات الحوثي وسط وجنوب وشرق مدينة حرض”، مشيراً إلى أن “مقاتلات التحالف شنت غارة استهدفت دبابة حوثية وسط مدينة حرض، وغارة أخرى استهدفت طاقماً حوثياً جنوب مدينة حرض، وغارة استهدفت تعزيزات حوثية شرق الحصنين، شرق حرض”.

تنديد

وأثار الهجوم الحوثي على مطار أبها الدولي في السعودية، الخميس، ردود فعل غربية وعربية منددة.

وأعربت كل من الولايات المتحدة ومصر والإمارات والأردن إضافة إلى البرلمان العربي، عن إدانتهم “لمواصلة ميليشيات الحوثي هجماتها الإرهابية استهداف الأراضي السعودية، التي كان آخرها إطلاق طائرة مسيرة على مطار أبها اعترضتها ودمرتها الدفاعات السعودية، فيما تسببت شظاياها في إصابة 12 مدنياً”.

يأتي ذلك في وقت أعلنت منظمات أممية عن حصيلة لضحايا الحرب من الأطفال في اليمن منذ مطلع العام الحالي، جراء الصراع القائم بسبب رفض الحوثي مبادرات السلام المتكررة التي عرضت عليه من جانب السعوديين والأميركيين وكذلك المبعوث الأممي، ومحاولته التوسع على الأرض في كل من مأرب وشبوة وعدد من المدن واستهدافه الأعيان المدنية، قبل أن تتصدى له قوى الشرعية بدعم وغطاء من التحالف العربي، وهو تكتل طالبته الأوساط الدولية في محاولة تجنيب المدنيين خطر هجماته هو الآخر، والحد من التصعيد. بحسب قولهم.