أنا أعرِف… رجا سلامة – جان الفغالي

… نعم ، أنا أعرِف رجا سلامة ، أعرفه منذ ثلاثين عامًا ، ليس كشقيقٍ لرياض سلامة ، ولم يكن قد أصبح بعد حاكمًا لمصرف لبنان ، بل كصهرٍ لأميل البستاني صاحب المنتجع البحري ” البورتيميليو” وهو من أنجح المشاريع البحرية في لبنان، منذ ذلك التاريخ و” المال فوقو وتحتو “، من ابيه أولًا ثم بسبب صلة مصاهرة آل البستاني.
أعرف رجا سلامة، لم تغيِّر فيه الملايين صفةً من صفاتِه، متواضِع ، يستمع إلى الجميع في البورتيمليو، كأنه احد الموظفين وليس صاحب الكلمة الأولى والأخيرة.
توطدت علاقتي فيه ، انا امارس رياضة المشي ، وهو يتمشى ، وعندما اسأله : كيف الحاكِم ؟ يجيبني : “عِلمي علمَك ، بدَّك مين يشوفوا”.
شاء القدر ان يتولى أو يساعِد في إدارة ” امبراطورية آل البستاني “، نبيل وإميل وكميل: من موناكو إلى الدبية مرورًا بسوليدير واللقلوق وفقرا وبعبدات ، وصولًا إلى بورتيميليو ، منتجعًا وفندقًا.
كان جامعًا مجد ” وجع الرأس” من طرفيه : من تأمين المازوت في البورتيميليو ، إلى متابعة تصليح المكتب الذي دُمِّر كليًا في وسط بيروت ، وصولًا إلى ملاحقة عملية عقارية في فقرا أو غيرها .
يجد الوقت ليحدِّث عن والده الذي فقد بنايةً بكاملها في شارع الشيخ بشارة والتي لم يعد لها أثر. حين كنا نتمشى في البورتيميليو ، كان يحدثني عمَّن هُم اصحاب والده ومَن مِن رؤساء الجمهورية استأجر البنانية ليمكث فيها موقتًا، ويُنهي الحديث بأسى
” رزق الله على تلك الأيام … ليك اليوم وين وصلنا ؟
في إحدى الدورات الإنتخابية بين 1990 و 2000، عرض أحد المرشحين الأقوياء في كسروان ، على عمِّه إميل أن يدخل معه في اللائحة مقابل خمسة ملايين دولار ، بالتاكيد لم يقبل اميل بستاني ، عَم رجا ، هذه الرواية فقط للدلالة على ان رجا كان قادرًا على شراء ثلاث شقق وأكثر في باريس بأمواله وأموال زوجته ، وليس انتظارًا لعمولةٍ مازالت تخضع للتدقيق .
اعرف رجا سلامة ، أعرف ” آدميته” ، أعرف كيف يتصل إبنه كريم من لندن ليطمئن إليه كلما قرأ خبرًا عنه ، اعرف تعاطيه مع موظفيه ومع ابنائهم .
هذا رجلٌ يريد أن يسمسر ليشتري شققًا ب 12 مليون دولار في باريس ؟ صفقة عقارية واحدة في بورتيميليو او فقرا او وسط بيروت ، تشتري له اضعافًا مضاعفة في باريس .
سيكتشف المتابعون ان الملف شبه فارغ وأن السحر قد ينقلب على الساحِر وأن المدَّعي قد يتحوَّل إلى مدَّعى عليه .
تعرف النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون ، أن كثيرين ممن تعاطوا الشأن العام ، براتب شهري بالليرة اللبنانية ، يمتلكون في باريس ولندن واليونان وقبرص وتركيا اضعافَ مضاعفة ما يمتلكه رجا سلامة الذي لم يتعاطَ يومصا في الشأن العام ، فهل هؤلاء سيُلاحقون يومًا ؟ ام أن الملفات تُفتَح بحسب إسم العائلة ؟
لكن القضاء ، كالدني ، دولاب .
The post أنا أعرِف… رجا سلامة – جان الفغالي appeared first on LebanonFiles.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.lebanonfiles.com