مقدمة نشرة الأخبار المسائية – الأحد 17 نيسان 2022

لا نريد ان ننتخب.
هكذا يردد اليوم قسم كبير من اللبنانيين، ولو ان الاحصاءات المتداولة تتحدث عن تقلص هذا العدد لمصلحة الذين حسموا قرارهم بالمشاركة، وخيارَهم بالجهة التي سيمنحونها اصواتهم.
لا نريد ان ننتخب لأن الانتخاب بلا فائدة يقول هؤلاء، فلا حلول جدية مطروحة للأزمة التي دَفنت جنى العمر، ولا خطط واضحةْ المعالم للنهوض بالبلاد من جديد، يشددون.
طبعا من حق اللبنانيين جميعا ان يقاربوا الاستحقاق المقبل من هذا المنظار. فخيبة الامل بالماضي كانت كبيرة، والامل بالمستقبل لا يزال حتى اللحظة غير منظور.
غير ان ما ليس من حق هذه الفئة من اللبنانيين، هو الاستمرار في التعميم، وفي التطلع الى كل من تعاطى الشأن العام في السنوات الاخيرة بعين واحدة.
فليس من حق هذه الفئة ان تساوي بين اصحاب المشاريع العملية والحلول المنطقية، في الدستور والقانون والاقتصاد والمال والكهرباء والمياه والتربية وسواها من العناوين من جهة، وبين من لا مشروع عمليا عنده ولا حلول منطقية، الا التعطيل والتخريب والعرقلة والامعان في ضرب مقومات الدولة والوجود.
فمن يضيء على الثغرات الدستورية، لا ينبغي ان يُعامَل كمن يَدفن الرأس في الرمال.
ومن يطرح عشرات القوانين الاصلاحية، لا يجب ان يُنظر اليه كما يُنظر الى من يُقرّ القوانين بشرط افراغها من المضمون، ومن يَمنع تطبيقَها اذا أُقرت.
ومن يُقدّم خططاً متكاملة للكهرباء والسدود وغيرِها، ومن يدعو الى تصحيح الوضع الشاذ في مرفأ بيروت منذ سنين، ومن يحذر من مأساة النازحين وخطر التوطين، لا يجوز ان يُصبح في نظر بعض اللبنانيين مساوياً لكل جماعة النكد السياسي وهم معروفون.
ومن ينظر الى حزب الله كمكوّن لبناني مذهبي وسياسي اساسي، ينبغي التفاهم معه على العناوين الاشكالية، لا يصح ان يُخوَّن، خصوصا ممن لم يقصّروا في التحالف مع حزب الله في الانتخابات، في التحالف الرباعي وغيرِه، والجلوس الى جانب وزرائه في الحكومات مع تحفظ خجول على البيان الوزاري حفظا لماء الوجه امام المناصرين.
ولأننا على مسافة 28 يوماً من الانتخاباتِ النيابية، نكرر: تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكَذب المركّز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019. ولمّا تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية. واجهوا الكل، وأوعا تخافو من حدا، مين ما كان يكون.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :otv.com.lb