الولايات المتحدة تفرج عن جزء من مخزون لقاح لجدري القرود


<p class="rteright">يسبب مرض جدري القرود في البداية ارتفاعاً في درجة الحرارة ويتطور بسرعة إلى طفح جلدي مع قشور (رويترز)</p>
قالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، يوم الإثنين، إن مسؤولي الصحة الأميركيين بصدد الإفراج عن جزء من جرعات لقاح جينيوس لاستخدامها في حالات جدري القرود، مضيفة أن هناك أكثر من 1000 جرعة في المخزون الوطني.
وقال مسؤولو المراكز إنهم يتوقعون أن يرتفع هذا المستوى بسرعة كبيرة في الأسابيع المقبلة.
وهذا الفيروس أعراضه أقل شدة من مرض الجدري الذي قضي عليه قبل 40 عاماً، وهو متوطن في 11 بلداً في غرب أفريقيا وأفريقيا الوسطى.
ويسبب مرض جدري القرود في البداية ارتفاعاً في درجة الحرارة ويتطور بسرعة إلى طفح جلدي مع قشور. وما يثير قلق الخبراء هو الظهور المتزامن للإصابات في العديد من البلدان لدى أشخاص لم تكن لمعظمهم صلة مباشرة بالبلدان التي يتوطن فيها المرض.
وبحسب التحليلات الأولية، مثل تسلسل أول للجينوم في البرتغال، فإن متحورة الفيروس تنتمي إلى السلالة الموجودة في غرب أفريقيا المرتبطة بمرض أقل خطورة من المتحورة الأخرى لجدري القرود.
كذلك، لم يعرف بعد ما إذا كان الفيروس قد تحور، كما أوضحت روزاموند لويس المسؤولة عن الجدري في برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، لكن فيروس جدري القرود “يميل إلى أن يكون مستقراً نسبياً”.
وقف انتقال العدوى ممكن
وفيما يستمر عدد الإصابات بجدري القرود في الارتفاع، خصوصاً في أوروبا، أكدت منظمة الصحة العالمية الإثنين وجود وضع “غير نمطي” لكنها اعتبرت أنه يمكن “وقف” انتقال العدوى بين البشر.
وتم تأكيد حوالى مئة إصابة حتى الآن في عشرات الدول الأوروبية وأيضاً في أستراليا وكندا والولايات المتحدة. وتتركز حالياً 67 إصابة في تسعة بلدان في الاتحاد الأوروبي (النمسا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا والبرتغال والسويد)، بحسب المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها.
وأعلنت السلطات الصحية في المملكة المتحدة الإثنين أنه تم اكتشاف 36 إصابة جديدة بجدري القرود منذ مطلع مايو (أيار) في إنجلترا ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 56، في حين اكتشفت الإصابة الأولى في اسكتلندا.
في الوقت الراهن هناك “أقل من 200 إصابة مؤكدة ومشتبه بها” في هذه البلدان التي لا يتوطن فيها فيروس جدري القرود وفقاً لماريا فان كيرخوف المكلفة مكافحة فيروس كورونا والأمراض الناشئة والأمراض الحيوانية المنشأ في منظمة الصحة العالمية.
وتتعلق هذه الحصيلة فقط بالبلدان التي يكون فيها وجود جدري القرود غير معتاد. لكن منظمة الصحة العالمية أعربت عن ثقتها في إمكان “وقف” انتقال المرض بين البشر في هذه البلدان “غير المتوطن فيها الفيروس” خلال جلسة أسئلة وأجوبة الاثنين.
وأوضحت فان كيرخوف “إنه وضع يمكن السيطرة عليه، خصوصاً في البلدان الأوروبية التي دخلها المرض”.
وشددت على أن الاكتشاف المبكر للإصابات وعزلها جزء من الإجراءات التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية والمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، مضيفة أنه لا توجد في الوقت الراهن حالات خطرة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
خطر الانتشار منخفض
بدوره، قال المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها الإثنين إن خطر انتشار مرض جدري القرود النادر بين السكان على نطاق واسع “منخفض للغاية” لكنه مرتفع لدى مجموعات معينة، في أول تقييم للأخطار منذ الظهور غير المألوف لعشرات الإصابات في أوروبا وأميركا الشمالية.
وأوضحت مديرة وكالة الصحة الأوروبية أندريا أمون أن “معظم الحالات الراهنة ترافقت مع أعراض خفيفة، وبالنسبة إلى العامة، فإن احتمال الانتشار منخفضة للغاية” مضيفة أن احتمال انتشار الفيروس عبر الاتصال الوثيق بين أشخاص ذوي شركاء جنسيين متعددين اعتبر “مرتفعاً”.
وبحسب الوكالة الأوروبية، بإمكان الفيروس أن يتسبب بشكل شديد من المرض في أوساط مجموعات معينة مثل الأطفال والحوامل والأشخاص الذين يعانون نقصاً في المناعة.
وينتقل جدري القرود عادة إلى البشر عن طريق القوارض البرية أو الرئيسيات. لكن يمكن أيضاً أن ينتقل من إنسان إلى آخر، عبر الاتصال المباشر بالطفح الجلدي أو الأغشية المخاطية لشخص مريض وكذلك عبر القطيرات.
اجتماع عالمي
وأشار آندي سيل المستشار الاستراتيجي لبرامج منظمة الصحة العالمية العالمية حول فيروس نقص المناعة البشرية (إتش آي في) والتهاب الكبد والأمراض المنقولة جنسياً، إلى أنه في حين يمكن التقاطه عبر ممارسة الجنس، فإن جدري القرود ليس مرضاً ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
في هذه المجموعة الحالية من الإصابات، تم تحديد العديد من الحالات بين رجال مثليين. لكن هذا الخبير شدد على أنه “ليس مرضاً ينتشر بين المثليين، كما حاول بعض الأشخاص تصنيفه عبر وسائل التواصل الاجتماعي”.
وحذر برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس الإيدز الأحد من أن التعلقيات المسيئة العنصرية والمعادية للمثليين التي تسجل أحياناً بشأن جدري القرود قد “تقوض بسرعة جهود مكافحة الوباء”.
ويفترض أن يعقد اجتماع عالمي كبير مع جميع الخبراء من اختصاصات مختلفة الأسبوع المقبل لمناقشة التفشي الحالي للمرض.
الاشتباه بثلاث إصابات في المغرب
وأعلنت وزارة الصحة المغربية الإثنين الاشتباه بثلاث إصابات بجدري القرود في المملكة، مشيرة إلى أن المرضى يخضعون للمراقبة الطبية بانتظار صدور النتائج النهائية للتحاليل المخبرية التي أجريت لهم.
وقال المسؤول في الوزارة معاذ المرابط في بيان إن “الحالات الثلاث المشتبه فيها هي بصحة جيدة، وتحظى بالرعاية الصحية والمراقبة الطبية، بعد إخضاعها للتحاليل الطبية اللازمة في انتظار النتائج النهائية ذات الصلة”.
وأضاف أن الوزارة دربت فرقاً صحية “للتعامل مع هذا المرض الذي لم يسبق أن اكتُشف أو سجلت حالات إصابة به بالمملكة من قبل”. ولم يوضح المسؤول الصحي في أي مناطق من المملكة اكتشفت هذه الحالات المشتبه بها ولا أدلى بتفاصيل عن هويات هؤلاء الأشخاص الثلاثة.
وبحسب المرابط الذي يشغل منصب منسق المركز الوطني لعمليات الطوارئ العامة بوزارة الصحة، فإن الوزارة “وضعت منظومة للتفاعل بشكل سريع مع الإنذار العالمي المتعلق بجدري القرود”.
وتقوم هذه المنظومة، وفق البيان، على تحديد “حالات الإصابة (حالة مشتبه فيها -حالة محتملة وحالة مؤكدة)، وطريقة الرعاية الطبية، وكيفية التعامل مع مخالطيها”.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com