أوكرانيا تطلب مزيدا من الأسلحة وروسيا تحذر من كارثة في أسعار الطاقة


<p class="rteright">روسيا تقول إن قواتها ستسيطر على باقي أنحاء دونباس (رويترز)</p>
حثت أوكرانيا حلفاءها الجمعة على إرسال مزيد من الأسلحة حيث تكافح قواتها لإبطاء تقدم القوات الروسية في منطقة دونباس الشرقية في حين وجهت موسكو تحذيراً للدول الغربية من تداعيات العقوبات المفروضة بسبب هجومها.
وفي إشارة إلى أن الكرملين لا يعتزم التفكير في التوصل لحل وسط قريباً، قال الرئيس فلاديمير بوتين إن استمرار استخدام العقوبات ضد روسيا قد يؤدي لارتفاع “كارثي” في أسعار الطاقة.
كما اشتبك وزير خارجيته سيرغي لافروف مع نظرائه الغربيين في اجتماع مجموعة العشرين والذي حث المشاركون فيه روسيا على السماح لكييف بشحن الحبوب الأوكرانية العالقة إلى عالم يواجه شبح الجوع.
في غضون ذلك، استبعد السفير الروسي لدى لندن احتمال انسحاب بلاده من المناطق الأوكرانية الخاضعة لسيطرة موسكو.
وقال السفير أندريه كيلين لـ “رويترز” إن القوات الروسية ستسيطر على باقي أنحاء دونباس وإنه من غير المرجح أن تنسحب من أي أراض على طول الساحل الجنوبي.
وأضاف أن أوكرانيا سيتعين عليها عاجلاً أم آجلاً أن تبرم اتفاق سلام مع روسيا أو “ستواصل الانزلاق من على هذا التل” إلى هاوية الدمار.
ميدانياً، وعلى خطوط الجبهة في دونباس، قال مسؤولون أوكرانيون إن القوات الروسية قصفت بلدات وقرى قبل حملة متوقعة للاستيلاء على مزيد من الأراضي.
وتحصنت وحدة مشاة أوكرانية على الطريق إلى بلدة سيفرسك عند حافة خندق أرضي عميق تغطيه جذوع الأشجار وأكياس الرمل ونصبوا مدافع رشاشة للدفاع عنه.
أساليب الأرض المحروقة
وكان بوتين قد أشار الخميس إلى ضآلة الاحتمالات الراهنة إزاء إيجاد حل للصراع، قائلاً إن حملة روسيا في أوكرانيا بدأت بالكاد.
وأعطت تصريحات السفير كيلين في المقابلة التي جرت في مقر إقامته بلندن فكرة أوضح عن الهدف النهائي لروسيا من حربها في أوكرانيا، وهو السيطرة على الأراضي بما سيحرم الجمهورية السوفياتية السابقة من أكثر من خمس أراضيها في مرحلة ما بعد الاتحاد السوفياتي.
وقال كيلين “سنحرر كل منطقة دونباس”. وأضاف “بالطبع من الصعب تخيل انسحاب قواتنا من الجزء الجنوبي من أوكرانيا لأنه سبق لنا تجربة هذا الوضع حيث تبدأ الاستفزازات بعد الانسحاب”.
وأضاف أن تصعيد الحرب أمر محتمل أيضاً.
وقال مسؤولون أوكرانيون، ومن بينهم نائب قائد وحدة المشاة خارج سيفرسك، إنهم بحاجة إلى مزيد من الأسلحة الغربية الثقيلة لتعزيز دفاعاتهم.
وقال أوليكسي دانيلوف سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني إن أوكرانيا ما زالت لا تملك ما يكفي من الأسلحة الغربية كما أن الجنود بحاجة إلى وقت للتكيف مع استخدامها.
وعزت كييف النجاحات الأخيرة التي حققتها في ساحة المعركة إلى وصول راجمات الصواريخ هيرماس الأميركية الصنع الشهر الماضي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال دانيلوف لـ “رويترز” “عندما جاءت هذه الأسلحة، شعرت الآلة الحربية الروسية على الفور بتأثيرها”. لكنه أضاف أن هناك حاجة ضرورية لوصول المزيد من المساعدات العسكرية الغربية.
كما حث مدير مكتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي الغرب على إرسال المزيد من الأسلحة الثقيلة لمواجهة ما أسماه “أساليب الأرض المحروقة” الروسية.
وكتب أندريه يرماك على تويتر “مع وجود عدد كاف من مدافع الهاوتزر وصواريخ إس.بي.جي وراجمات الصواريخ هيمارس، يستطيع جنودنا إيقاف الغزاة وطردهم من أرضنا”.
مساعدة عسكرية جديدة من واشنطن
وأعلنت الولايات المتحدة الجمعة عن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا تشمل قاذفات صواريخ وقذائف دقيقة ستحسن قدرات كييف على استهداف مستودعات الأسلحة وسلسلة إمداد الجيش الروسي.
وقال مسؤول كبير في البنتاغون إن المساعدة البالغة قيمتها 400 مليون دولار تشمل أربعة راجمات صواريخ من طراز هيمارس وذخيرة، سبق أن مكنت القوات الأوكرانية من مهاجمة أهداف – مثل مستودعات الذخيرة – بصواريخ أطلقت من خارج مدى المدفعية الروسية.
وأوضح المسؤول أن “أوكرانيا نجحت بهذه الأنظمة في ضرب أهداف روسية بعيدة عن خط الجبهة وتعطيل عمليات المدفعية الروسية”. وسيحصل الجيش الأوكراني على ما مجموعه 12 راجمة هيمارس.
تتضمن حزمة المساعدات أيضاً ألف قذيفة عيار 155 ملم لقطع مدفعية قدمها حلفاء كييف الغربيون. وقال المسؤول في البنتاغون إن هذه القذائف “أكثر فعالية” لأنها أكثر دقة ومداها أكبر من تلك التي تم تسليمها حتى الآن.
ولم يؤكد ما إذا كانت الذخيرة عبارة عن قذائف موجهة من طراز Excalibur القادرة على التحليق مسافة تزيد عن 40 كيلومتراً قبل أن تصيب هدفها بدقة وهي من صنع أميركي وسلمتها كندا لأوكرانيا.
“ليست بلدكم”
في اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في بالي بإندونيسيا، واجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعضاً من أشد منتقدي الهجوم الروسي الذي بدأ في 24 فبراير (شباط).
وكان على رأس قائمة مطالبهم إخراج شحنات الحبوب من أوكرانيا عبر الموانئ التي أغلقت بفعل التواجد الروسي في البحر الأسود وانتشار الألغام البحرية. وأوكرانيا مصدر رئيسي للحبوب وحذرت وكالات إغاثة بالفعل من أن العديد من البلدان النامية تواجه نقصاً خطيراً في الغذاء إذا لم تصل الإمدادات إليها قريباً.
وقال مسؤول غربي إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حث موسكو على السماح بخروج الحبوب الأوكرانية.
وأضاف المسؤول أن بلينكن وجه حديثه مباشرة لروسيا قائلاً “نقول لزملائنا الروس إن أوكرانيا ليست بلدكم. حبوبها ليست حبوبكم. لماذا تغلقون الموانئ؟ يجب أن تسمحوا بخروج الحبوب”.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية لاحقاً إن بلينكن أخبر الوفود المشاركة أنه لكي تظل مجموعة العشرين فاعلة على المستوى الدولي، يجب أن تحاسب روسيا في ما يتعلق بتصرفاتها في أوكرانيا.
وفي وقت سابق، وجه لافروف توبيخاً شديداً لنظرائه الغربيين الذين قال إنهم بدلاً من التركيز على التصدي للمشاكل الاقتصادية العالمية، عكفوا على توجيه “انتقاد مسعور” لروسيا بسبب أوكرانيا.
وقالت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي والتي تستضيف بلادها الاجتماع إن تداعيات الحرب ستضر أكثر بالدول الفقيرة وإن إعادة الحبوب والأسمدة الأوكرانية والروسية إلى سلاسل الإمداد أمر بالغ الأهمية.
الموت في المنازل
تسبب الصراع، وهو الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، في مقتل الآلاف وتشريد الملايين كما سوى مدناً أوكرانية بالأرض.
وتصف روسيا الهجوم بأنه “عملية عسكرية خاصة” تهدف إلى تقويض قدرات الجيش الأوكراني والقضاء على الأشخاص الذين تعتبرهم قوميين خطرين. وتقول أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون إن الحرب الروسية ما هي إلا عملية استيلاء غير مبررة على الأراضي.
واستولت القوات الروسية على مساحة شاسعة من الأراضي في أنحاء الشطر الجنوبي لأوكرانيا وتشن حالياً حرب استنزاف في دونباس، المنطقة الصناعية الشرقية المكونة من إقليمي لوغانسك ودونيتسك.
وقال حاكم لوغانسك إن القوات الروسية قصفت بشكل عشوائي مناطق مأهولة بالسكان يوم الجمعة. وأضاف الحاكم سيرهي غايداي “لم توقفهم حتى حقيقة أن هناك مدنيين يعيشون هناك ويموتون في المنازل والساحات”.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com