أخبار عربية وإقليمية

الحكم بالسجن على ضابط ألماني لانتحاله صفة "لاجئ سوري"


<p class="rteright">ضابط الجيش الألماني المحكوم عليه بالسجن 5 أعوام ونصف العام (أ ف ب)</p>

قضت محكمة في فرانكفورت، الجمعة الـ 15 من يوليو (تموز)، بسجن ضابط ألماني سابق من اليمين المتطرف نجح في انتحال صفة لاجئ سوري مدة خمس سنوات ونصف السنة، بتهمة التخطيط لشن هجوم.

وقال رئيس محكمة فرانكفورت القاضي كريستوف كولر إنه بعد عام من المطالعات توصل إلى أن فرانكو ألبريخت “مذنب بالتخطيط لعمل عنف خطر يهدد أمن الدولة”.

واتهم العسكري الذي حمل رتبة ملازم وتمركز في قاعدة إيلكيرش الفرنسية -الألمانية قرب ستراسبورغ في فرنسا، بالإعداد لهجوم مستوحى من أيديولوجية يمينية متطرفة وحيازة أسلحة بشكل غير قانوني.

وطلب الادعاء إنزال عقوبة السجن لمدة ست سنوات وثلاثة أشهر بحق الرجل الذي قدمه على أنه “إرهابي من اليمين المتطرف”.

وعاش الرجل وهو في الثلاثينيات من العمر وأب لثلاثة أطفال، حياة مزدوجة عبر تظاهره بأنه لاجئ سوري قبل توقيفه في أبريل (نيسان) 2017.

ونجح الرجل الذي لا يتحدث العربية وقدم نفسه باسم ديفيد بنيامين أثناء الحصول على إقامة كطالب لجوء، وحصل على المخصصات التي يستفيد منها اللاجئون، كما تمكن من إيهام دوائر الهجرة بأنه هاجر من دمشق حيث عمل بائع فاكهة.

وهزت القضية الجيش الألماني المتهم بالتقليل من شأن أيديولوجية اليمين المتطرف في صفوفه، ووضعت دوائر الهجرة على المحك بسبب تدفق اللاجئين إلى ألمانيا بين العامين 2015 و2016.

واتهم الجندي السابق باستهدافه عبر نياته الشريرة وزير الخارجية السابق هايكو ماس حين كان وزيراً للعدل، ونائب رئيس البرلمان كلاوديا روث وكذلك ناشطة يهودية مدافعة عن حقوق الإنسان.

وخلال المحاكمة أبدى ألبريخت “أسفه” لتضليل جهاز الهجرة، لكنه نفى إعداده أي هجمات أو انتماءه إلى اليمين المتطرف.

وسرعان ما قوضت الشرطة ادعاءاته إذ عثرت بين أغراضه على أوسمة عسكرية نازية ودبابيس مزينة بصلبان معقوفة، وأدى ذلك إلى توقيفه في فبراير (شباط) بعد أن كان يحاكم طليقاً حتى ذاك الحين.

وقالت المدعية العامة كارين وينغاست “أراد ارتكاب هجوم يكون له تأثير سياسي كبير”.

النازيون الجدد

وأثار الكشف عن هذه القضية ضجة كبرى في ألمانيا التي كانت تغاضت لفترة طويلة عن خطر الهجمات التي ارتكبتها حركة النازيين الجدد مع تركيز أجهزة الاستخبارات الداخلية عملها عوضاً عن ذلك على التهديد الإسلامي.

وسلطت الفضيحة الضوء على الخلل الحاصل في معالجة أكثر من مليون طلب لجوء منذ تدفق اللاجئين خلال عامي 2015 و2016، فيما أكدت السلطات الألمانية مراراً أنها تدقق في طلبات اللجوء بصرامة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال ألبريخت أمام المحكمة، “لم يطلبوا مني التحدث بالعربية ولا الإسهاب في سرد قصتي”.

وفي ذروة وصول مئات الآلاف من المهاجرين إلى ألمانيا، ومعظمهم فروا من الحرب في سوريا، وفي محاولة لإثبات أن مفهوم اللجوء قد تحول عن مساره بحسب قوله، تقدم في شتاء 2015 إلى مركز استقبال للاجئين قرب فرانكفورت.

وقال إنه ارتدى ملابس شبيهة بما سيرتديه شخص “تخيلت أنه قطع للتو آلاف الكيلو مترات ليأتي إلى ألمانيا”.

وتم توقيف ألبريخت أوائل العام 2017 عندما حاول استعادة مسدس كان قد أخفاه داخل مرحاض في مطار فيينا، وكشفت بصماته تشابهاً مع بصمات اللاجئ السوري ديفيد بنيامين.

وبعد اعتقاله وجهت إلى الجيش الألماني اتهامات بعدم محاربة الانحرافات الأيديولوجية بين قواته بشكل كاف، وعثر في هاتفه المحمول على رسائل معادية للأجانب، إضافة إلى عمل أكاديمي كتبه يحفل بتعليقات قومية أو متطرفة.

وكشف التحقيق احتفاظه بنسخة من كتاب “كفاحي” لأدولف هتلر وتشبيهه الهجرة بـ “الإبادة الجماعية”.

ودفعت القضية وزيرة الدفاع آنذاك ورئيسة المفوضية الأوروبية الآن أورسولا فون دير لايين إلى تشديد القبضة على الجيش الألماني مما أثار ضدها انتقادات من قبل العسكريين.

subtitle: 
ينتمي لليمين المتطرف وأوهم دوائر الهجرة بأنه دمشقي وسعى إلى ارتكاب هجوم يكون له تأثير سياسي كبير
publication date: 
الجمعة, يوليو 15, 2022 – 21:00

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى