الصواريخ الروسية تنهمر على "جميع مناطق العمليات" في أوكرانيا


<p class="rteright">تتركز الحرب في منطقة دونباس في شرق أوكرانيا (رويترز)</p>
ترجمت القوات الروسية أمر تكثيف هجماتها في “جميع مناطق العمليات” في أوكرانيا، ضربات صاروخية تساقطت على المدن. وقالت كييف إن تلك الهدجمات أودت بحياة عشرات السكان خلال الأيام الماضية.
وفي أحدث الضربات، قال أوليج سينهوبوف حاكم منطقة خاركيف إن الصواريخ أصابت بلدة تشوهيف التابعة للمنطقة الواقعة في شمال شرق البلاد، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، منهم امرأة تبلغ من العمر 70 عاماً، وإصابة ثلاثة آخرين.
وجنوباً، قال فالنتين ريزنيشنكو حاكم إقليم دنيبروبتروفسك إن أكثر من 50 صاروخاً روسياً من طراز “جراد” سقطت على مدينة نيكوبول المطلة على نهر دنيبرو، مما أودى بحياة اثنين عُثر على جثتيهما بين الأنقاض.
وتقول أوكرانيا إن عدد قتلى هذه الهجمات على المناطق الحضرية بلغ نحو 40 على الأقل خلال الأيام الثلاثة الماضية. وتقول روسيا إنها تقصف أهدافاً عسكرية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان على موقعها على الإنترنت إن وزير الدفاع سيرجي شويجو أمر الوحدات العسكرية بتكثيف عملياتها لمنع توجيه ضربات لشرق أوكرانيا ومناطق أخرى تسيطر عليها روسيا.
وقال فاديم سكيبيتسكي، المتحدث باسم الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، “من الواضح أن الاستعدادات جارية الآن للمرحلة التالية من الهجوم”، مشيراً إلى استمرار القصف الروسي على امتداد خط المواجهة بأكمله واستخدام نشط لطائرات الهليكوبتر الهجومية.
وقال الجيش الأوكراني، السبت 16 يوليو (تموز)، إن روسيا تعيد على ما يبدو تجميع وحداتها لشن هجوم على مدينة سلوفيانسك المهمة التي تسيطر عليها أوكرانيا في منطقة دونيتسك.
حرب استنزاف
في حين انتقل تركيز الحرب إلى منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، توجه القوات الروسية ضرباتها الصاروخية إلى مدن في أماكن أخرى من البلاد في ما تحول بشكل متزايد إلى حرب استنزاف.
وتقول موسكو، التي شنت ما سمته “عمليتها العسكرية الخاصة” ضد أوكرانيا في 24 فبراير (شباط)، إنها تستخدم أسلحة عالية الدقة لتقويض البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا وحماية أمنها. ونفت روسيا مراراً استهداف المدنيين.
وتقول كييف والغرب إن الحرب محاولة غير مبررة لإعادة احتلال دولة تحررت من حكم موسكو مع تفكك الاتحاد السوفياتي في عام 1991.
وفي إحدى الهجمات التي أثارت غضب أوكرانيا وحلفائها الغربيين في الآونة الأخيرة، أصابت صواريخ كاليبر كروز أطلقتها غواصة روسية في البحر الأسود يوم الخميس مبنى إداريا في فينيتسا، وهي مدينة يسكنها 370 ألف شخص على بعد حوالى 200 كيلومتر جنوب غربي كييف.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت كييف إن الضربة أدت إلى مقتل 23 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات. وكان من بين القتلى طفلة تدعى ليزا، تبلغ من العمر أربع سنوات ومصابة بمتلازمة داون، وُجدت جثتها بين الأنقاض بجوار عربة أطفال. وسرعان ما انتشرت صور لها وهي تدفع عربة الأطفال التي نشرتها والدتها على مدونة قبل أقل من ساعتين من الهجوم.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الضربة على فينيتسا كانت موجهة إلى مبنى كان بداخله مسؤولون كبار من القوات المسلحة الأوكرانية في اجتماع مع موردي أسلحة أجانب.
وقال ريزنيشنكو، حاكم إقليم دنيبروبتروفسك التي تضم المدينتين، عبر “تلغرام” إن صواريخ روسية أصابت مدينة دنيبرو الواقعة على بعد حوالى 120 كيلومتراً شمالي نيكوبول في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 15 آخرين. وأضاف أن الضربات أصابت مصعناً وشارعاً مزدحماً.
وقالت روسيا، السبت، إنها دمرت مصنعاً في دنيبرو يُصنّع مكونات صاروخية.
انقسام في مجموعة العشرين
هيمنت الحرب على اجتماع وزراء مالية دول مجموعة العشرين في إندونيسيا. وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين إن الخلافات بسبب الصراع منعت الوزراء ومحافظي البنوك المركزية من إصدار بيان رسمي لكنهم اتفقوا على ضرورة معالجة أزمة الأمن الغذائي المتفاقمة.
وقالت يلين “هذا وقت صعب لأن روسيا عضو في مجموعة العشرين ولا تتفق معنا بشأن كيفية وصف الحرب”.
وفرضت دول غربية عقوبات صارمة على روسيا واتهمتها بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا وهو ما تنفيه موسكو. ولم يصدر عن دول أخرى في مجموعة العشرين، منها الصين والهند وجنوب أفريقيا، موقف معلن من هذا الصراع.
وفي إحدى تداعيات الصراع، أثار حصار يُقيّد صادرات الحبوب الأوكرانية تحذيرات من أنه قد يعرض الملايين في البلدان الفقيرة لخطر المجاعة.
وعلى الرغم من إراقة الدماء، تحدثت كل من روسيا وأوكرانيا عن إحراز تقدم نحو التوصل لاتفاق لرفع الحصار خلال محادثات في الآونة الأخيرة. وقالت تركيا، التي توسطت في المحادثات، إن اتفاقاً ربما يتم توقيعه هذا الأسبوع.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com