دعوات لتظاهرات جديدة في إيران وعمال النفط يهددون بتوسيع الإضراب


<p class="rteright">الاحتجاجات في إيران مستمرة ولا يوجد أي مؤشر على تراجعها (أ ف ب)</p>
دخل إضراب عمال صناعة النفط والبتروكيماويات، الخميس، يومه الرابع تزامناً مع استمرار الاحتجاجات في أنحاء إيران التي أشعلتها وفاة مهسا أميني في حجز للشرطة.
وأشارت تقارير إلى استمرار إضراب عمال مصفاة عسلوية بمحافظة بوشهر وعبادان في محافظة خوزستان، بحسب موقع “إيران إنترناشیونال”. وهدد العمال بتوسيع الإضراب إذا لم يتم الإفراج عن المعتقلين.
وفي السياق، دعا ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي إلى الخروج في احتجاجات اليوم الجمعة بإقليم خوزستان موطن غالبية عرب إيران.
وكثفت قوات الأمن الإيرانية حملات القمع على المناطق الكردية ليل الخميس ونشرت قوات الصاعقة مع استمرار السلطات في إخماد الاحتجاجات التي عمت أرجاء البلاد.
وبعد مرور ما يقرب من أربعة أسابيع على اعتقال أميني، وهي كردية إيرانية تبلغ من العمر 22 عاماً، في طهران لا يوجد أي مؤشر على تراجع الاحتجاجات في تحد جريء لحكام إيران من رجال الدين حتى لو كانت الاضطرابات لا تبدو قريبة من الإطاحة بهم.
وسلطت الاحتجاجات الضوء على الإحباط المكبوت بشأن الحريات والحقوق في إيران مع انضمام العديد من النساء لها. وأصبحت الأنباء الواردة عن مقتل العديد من الفتيات المراهقات في أثناء تظاهرهن بمنزلة صرخة للخروج في مزيد من الاحتجاجات.
ونشرت إيران عناصر من ميليشيا الباسيج، وهي قوات تكون عادة في الطليعة لقمع الاضطرابات الشعبية، في المناطق الكردية حيث قُتل سبعة أشخاص في احتجاجات خرجت ليل الخميس.
وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي ما بدا أنها عناصر من الباسيج تضرب المتظاهرين في المناطق الكردية.
وقال مصدران في سنندج، عاصمة إقليم كردستان في إيران، لـ “رويترز” إن عناصر الباسيج وشرطة مكافحة الشغب يهاجمان المتظاهرين. ونقل المئات من شرطة مكافحة الشغب وقوات الباسيج من أقاليم أخرى إلى كردستان لمواجهة المحتجين.
ونقلت “رويترز” عن شاهد قوله: “قبل أيام قليلة، رفض بعض عناصر الباسيج من سنندج وبانه تنفيذ الأوامر وإطلاق النار على الناس… الوضع في سقز هو الأسوأ. قوات الباسيج هذه تطلق النار على الناس والمنازل حتى لو لم يكن هناك متظاهرون”.
انتقاد نادر
على الرغم من أن الاحتجاجات الأخيرة مستمرة منذ أسابيع تتمتع السلطات الإيرانية بخبرة في قمع موجات أطول من الاضطرابات. ففي عام 2009، استمرت مظاهرات اندلعت على مستوى البلاد بسبب انتخابات متنازع على نتائجها لمدة ستة أشهر قبل أن تسيطر عليها السلطات في النهاية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبينما كانت نبرة العديد من المسؤولين حادة، نُقل عن مستشار كبير للمرشد الأعلى علي خامنئي تساؤله عما إذا كان ينبغي على الشرطة فرض ارتداء الحجاب، وهو انتقاد نادر لجهود الدولة لفرض الحجاب.
وأفادت جماعات حقوقية بمقتل أكثر من 200 شخص في حملة قمع ضد الاحتجاجات، التي كانت مكثفة بشكل خاص في المناطق الكردية حيث أخمدت قوات الأمن اضطرابات الأقلية الكردية في الماضي.
وأكراد إيران جزء من أقلية عرقية منتشرة بين عدة دول في المنطقة وأدت تطلعاتها إلى الحكم الذاتي إلى صراعات أيضاً مع السلطات في العراق وسوريا وتركيا.
وقال متظاهر شاب في بلدة مريوان الكردية إن الناس يشعلون الحرائق في الشوارع كل ليلة لمحاولة إبعاد شرطة مكافحة الشغب عن دخول أحيائهم.
وأضاف “لا رحمة لديهم، يطلقون النار بشكل عشوائي. المتاجر مغلقة. مدينتنا تتحول في الليل إلى ساحة حرب. الناس يرمون الحجارة وترد قوات الأمن بإطلاق النار عليهم”.
ومع وجود أكثر من عشرة ملايين كردي في إيران، تخشى طهران من تزايد الضغوط من أجل الاستقلال بين أقلية لها تاريخ طويل في الكفاح لنيل حقوقها السياسية.
وتقول منظمات حقوقية إن الأكراد، الذين يشكلون نحو عشرة بالمئة من التعداد السكاني، يتعرضون للتمييز، إضافة إلى أقليات دينية وعرقية أخرى، في ظل حكم المؤسسة الدينية الشيعية بإيران. وتنفي طهران ذلك.
وأبلغ مصدر في سنندج “رويترز” أن شرطة مكافحة الشغب تُفتش المنازل وتعتقل عشرات الشباب، قائلاً إن الوضع يسوده التوتر الشديد مع وجود مئات من ضباط الشرطة في شوارع المدينة. وطلب عدم الكشف عن هويته خوفاً على سلامته.
عنف شديد
قالت جماعة هنجاو الحقوقية، التي تعد تقارير عن المناطق الكردية في إيران، إن المحتجين في عشر مدن واجهوا “عنفاً شديداً من قوات الأمن” مساء الأربعاء.
وتابعت أن النيران المباشرة من قوات الأمن قتلت شخصين في مدينة كرمانشاه. ونشرت صورة لجثة شاب يبلغ من العمر 18 عاماً قالت إنها لأحد القتلى.
وأظهر مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي من كرمانشاه في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء حريقاً مشتعلاً على الطريق ويمكن سماع صوت يقول “كرمانشاه جحيم، إنها حرب، إنها حرب”.
وأضافت هنجاو أن ثلاثة من أفراد قوات الأمن قُتلوا أيضاً في كرمانشاه وأصيب نحو 40 آخرين.
ونفى المسؤولون أن تكون قوات الأمن قد أطلقت النار على المتظاهرين. وقالوا من قبل إن حوالى 20 من أفراد قوات الأمن قُتلوا خلال الاضطرابات التي عمت البلاد.
وخلال الاحتجاجات، تقوم الكثير من النساء بخلع حجابهن على الملأ ويلوحن به ويحرقنه، احتجاجاً على القواعد المحافظة التي قادت إلى إلقاء القبض على أميني.
وقال علي لاريجاني مستشار خامنئي ورئيس البرلمان السابق “إذا كانت 50 بالمئة من نساء بلادنا لا يرتدين حجاباً كاملاً، فلا ينبغي أن تتدخل الشرطة”. وأضاف في تصريحات لصحيفة اطلاعات اليومية “السؤال هنا: هل يتعين أن تتدخل الحكومة في أمور مثل هذه؟”.
كندا تفرض مزيداً من العقوبات على إيران
أعلنت كندا الخميس فرض مزيد من العقوبات على إيران على خلفية انتهاكات لحقوق الإنسان خلال التظاهرات التي تشهدها البلاد.
وتطال العقوبات ثلاثة كيانات إيرانية و17 من الأفراد، من بينهم المدعي في محكمة الثورة الإيرانية سعيد مرتضوي، ووزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف ومسؤولون كبار في وسائل إعلام رسمية ووزير دفاع سابق.
وتحظر العقوبات الكندية التعامل مع الأشخاص والكيانات المستهدفة وتجمد أي أصول لهم في كندا، وتمنع الأشخاص الـ17 من دخول البلاد.
وقالت وزيرة الخارجية ميلاني جولي إن “أفعال النظام الإيراني تتحدث عن نفسها، العالم شاهد لسنوات (النظام) وهو يطبق أجندة عنف وخوف ودعاية”.
وكانت كندا قد أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستمنع نهائياً دخول أكثر من عشرة آلاف من أفراد النظام الإيراني ومن بينهم أفراد الحرس الثوري الذي تتهمه أوتاوا بارتكاب أعمال “شائنة” ضد الشعب الإيراني.
وفي المجموع فرضت كندا عقوبات على 83 إيرانياً و173 كياناً أسوة بدول أخرى مثل الولايات المتحدة.
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
الموقع :www.independentarabia.com